الحفاظ على البيئة
من اللافت في أمريكا هو اهتمامهم بالبيئة وجماليّاتها، لذا فإنّ من الملاحظ بشكل كبير هو وجود امتداد للغابات داخل المدن والبلدات الأمريكيّة، فيجد المرء أشجارا باسقة في محيط البيوت والمؤسّسات والفنادق، تماما مثلما يجد ذلك في الحدائق العامّة المنتشرة، والتي تمتد في كثير من الأحيان على مئات الدّونمات، تتوسّطها بحيرات صغيرة ليتمتّع بها روّاد هذه الحدائق، حيث يرون الإوزّ والبطّ، وقد بنى أعشاشه بين الورود وأشجار الزّينة، دون أن يفكّر أيّ انسان بمن فيهم الأطفال في المسّ بها.
وهناك حدائق من آلاف الدّونمات، فيها ملاعب غير رسميّة لكرة القدم والبيسبول وغيرها، وتتداخل فيها الغابات، وهذه الحدائق تتخلّلها الشّوارع، وفيها مواقف للسّيّارات، وتتوفّر فيها الخدمات العامّة بأنواعها، وفي هذه الحدائق تتواجد مجموعات من الغزلان، الإوزّ، البط، الأرانب، وبعض الحيوانات الأخرى بين الأشجار مثل "الراكون، الظّربان، الثّعالب." الغزلان والإوزّ تجوب الحدائق بأمان تام، تقف في الشّوارع، لا أحد يعكّر صفو مزاجها، ويمنع على سائقي السّيّارات استعمال الزّامور لابعادها عن الشّوارع. الرّاكون والظّربان والثّعالب تقترب من الزّائرين طامعة بأن يلقوا لها بعض الأطعمة، وهناك من الزّائرين من يحضر لها أطعمة كي ينعم بقربها منه. والرّاكون حيوان ثديي آكل للحوم، يعيش في مناطق مختلفة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، وجنوب كندا، وتعني الرّاكون في لغة الأمريكيّين الأصليّين"الهنود الحمر" الحيوان الذي يدلك بيديه.
أمّا الظّربان فهو حيوان ينتشر في القارّة الأمريكيّة، أندونيسيا والفلبين، ويتكوّن من عائلة تضمّ اثني عشر نوعا مختلفا، وما يميّز هذا الحيوان هو الرّائحة الكريهة التي تخرج من غدّة عند مؤخّرته.
ولا يقتصر وجود هذه الحيوانات في الحدائق العامّة فقط، بل يتعدّاها إلى الحارات والمدن، فالرّاكون والثّعالب تصل البيوت لتبحث عن أطعمة في حاويات القمامة، والأرانب والإوزّ تتجول بين البيوت وفي حدائقها، وقد تتكاثر في حدائق البيوت لأنّ لا أحد يستطيع المسّ بها، ومن يحاول المسّ بواحد منها فإنّه يتعرّض لغرامات كبيرة. والبطّ الذي يتواجد بين البحيرات الصّغيرة وسط الأحياء السّكنيّة، لا أحد يمسّه، وقد شاهدت رفوفا من آلاف طائر البط، تحطّ رحالها مساء في ملاعب المدارس أو غيرها، وتنام ليلتها دون أن يعكّر أحد صفو هدوئها.
وسوم: العدد 692