الكلاب تعتقد ذلك!
ومن باب التخفيف هذه الجمعة ندع شغل المشايخ الظرفاء؛ لنورد بعض الأجوبة المسكتة، والردود المفحمة من أنحاء العالم، تكلم بها أناس بعض المشاهير، والناس الازجردية، وفيها الكثير من الطرافة.
فهذا الكاتب الشهير أبو لسانين جورج برنارد شو يقول له كاتب منفوخ:
أنت شخص مادي يا جو، وأنا أفضل منك؛ إذ تكتب من أجل المال، أما أنا فأكتب من أجل الشرف!
فيرد شو بسرعة: الحق معاك؛ فكل واحد يكتب من أجل ما ينقصه!
ويقول له واحد من الأغنياء الأغبياء: إيش فايدة الأدب والشعر يا جو؟ أليس الطباخ أنفع للأمة من الشاعر أو الأديب؟!
فقال شو: كلامك صحيح؛ كل الكلاب تعتقد ذلك!
وكان الأخ شو خفيف الدم هذا دميم الخلقة، وحدث أن بعثت إحدى الجميلات برسالة له، تعرض عليه الزواج منها، لعلهما ينجبان طفلاً فريداً، يرث ذكاءه هو وجمالها هي، فرد الكاتب:
يبقى مصيبة لو ورث جمالي أنا، وذكاءك أنت؟
ومن طوال الألسنة ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الأسبق الذي يحكون أنه كان منهمكاً ذات مرة في إلقاء خطاب، أثناء حملته الانتخابية، فقاطعته امرأة قائلة:
شتْ أب/ اخرس/ اسكت، والله لو مراتك لوضعت لك سم في القهوة..
فرد بسرعة: ولو كنت زوجك لشربت القهوة بالسم فوراً!
وقالت إحدى نجمات المجتمع النجليزي لرجل فرنسي- وكانت تزور فرنسا -:
الوضع هنا مزعج جداً؛ فأنا لا أتمكن من إبقاء أظافري نظيفة في باريس!
فقال على الفور: المشكلة إن حضرتك بتهرشي كتير!
وكانت الطفلة ذات العامين تتفحص الضيفة بكثير من الاهتمام، فأخذت تلف حولها، وتنظر لها من اليمين، ثم من الشمال، فاستغربت الضيفة ذلك، وسألت الصغيرة:
انت بتدوري على حاجة يا شاطرة؟!
فردت الطفلة بمنتهى البراءة: بدور على وِشِّك التاني، علشان ماما قالت وحضرتك داخلة: أم وِشِّين جات!
ويحكون عن مدرِّسة في الصف الأول ابتدائي تتباهى أمام التلاميذ عن كونها أمريكية، وتسأل جميع التلاميذ أن يرفعوا أيديهم إلى الأعلى، إن كانوا هم أيضاً أمريكيين.. وكان الصغار لا يعرفون لماذا..
لكن يبدو أنهم يريدون أن يكونوا مثل مدرستهم، فرفع الأطفال جميعاً أيديهم مبتهجين؛ باستثناء فتاة واحد، فتاة تدعى سناء لم تشارك المجموعة، فسألتها المدرسة عن سبب قرارها، فقالت سناء:
لأني لست أمريكية. فسألتها المدرسة: إذا من أنت؟ فأجابت الفتاة بفخر أنها عربية!
بدأت المدرسة تشعر بالقلق، واحمر وجهها فسألتها: لماذا أنت عربية؟ قالت البنت: أمي وأبي عربيان فأنا عربية!
غضبت المدرسة وقالت: إن هذا ليس سبباً وجيهاً، فلو كانت أمك بلهاء، وأبوك أبله ماذا ستكونين؟
ابتسمت سناء وأجابت: إذا سأكون أمريكية.
أقول: على فرض صحة هذه القصة، فإنني لاحظت أن كثيراً من العرب الموجودين بالغرب ذائبون بدرجة عالية، يكاد أكثرهم أن يتخلوا عن ثقافاتهم وقيمهم ودينهم، حيث ماكينة الحياة لا تسمح بالتقاط الأنفاس، وبعض يبالغ في التخلي لدرجة مقززة، ولم تعجبني في رحلاتي غير طفلة عند العاشرة من بيت قدورة رأيتها محجبة، فسعدت جداً بهيئتها - وهي جميلة خلقة – فقلت لها:
لا بد أنك فخورة بأنك محجبة.. أنت رائعة فيه، فقالت لي (بلماضة):
طبعاً.. أنا فخورة جداً بحجابي، وكأنما انتشلتني من وهدة انكسار حل بي؛ لأني رأيت ألوفاً قبلها من الشباب، يستحيون أن يقولوا إنهم عرب أو مسلمون..
فلما سمعت صوت ثقتها واعتزازها هتفت: الله أكبر ماشاء الله عليك، أكيد أنت فخورة بكونك مسلمة.. فقالت، طبعاً، ولي الشرف.. فاندهشت من نضجها وروعة ردها.. فأخذت أعرضها على من حولي من المتغربين المتهربين من جلودهم، وكأني أقول لهم:
اختشوا على دمكم.. اللهم احفظها بحفظك يا كريم..
ويحكون أنه أيام روسيا القيصرية انطلق ريفي إلى العاصمة - والمخابرات صاحية لآخر درجة - فنقلت لراسبوتين الرهيب أن هناك شاباً ريفياً جاء للعاصمة، شكله يطابق شكل راسبوتين بتطابق مذهل، فأمرهم بإحضاره، فلما رآه اندهش وسأله:
هل جاءت أمك إلى العاصمة من قبل؟
فقال: لا يا سيدي، ولكن أبي جاء؟!
وصعدت امرأة بدينة جداً إلى باص النقل العمومي، فغمز أحد الركاب صاحبه قائلاً: أول مرة أعرف أن الباصات بتنقل الفيلة!
فردت المرأة بسرعة بديهة: الباصات دي زي سفينة نوح، فيها جميع أنواع الحيوان؛ من الفيلة حتى الحمير.. وأشارت إليه!
ومن الأجوبة المسكتة جواب شاعر النيل حافظ إبراهيم – وتنسب للبشري أيضاً - الذي كان جالساً في جروبي، فجاء أحد أصدقائه وبادر حافظاً قائلاً له:
تصور يا حافظ بك: أنا شفتك من بعيد، وافتكرتك واحدة ست!
فرد حافظ على الفور: الظاهر إن نظرنا جميعاً ضعيف، تصور: أنا لما شفتك افتكرتك راجل!
ومن لطائف التهاجي بين الأزواج أن معركة حامية دارت بين رجل وزوجته.. وحدث أن مرّ بغل من تحت النافذة ، فصاح الزوج:
أراهن أن هذا البغل من أقاربك !
فأجابته على الفور : طبعاً.. انت مش عارفه؟ دا حمايا!
واختلف زوج وزوجته التي أرادت أن (تفش غِلّها) في أي شيء، فقالت:
لقد كنا مجانين لما اشترينا البيانو، فقال لها الزوج :
تكلمي بصيغة المفرد من فضلك .. فأجابته على الفور:
لقد كنتَ مجنوناً حين اشتريتَ البيانو.
ويحكون أن كانت امرأة فلاحة كانت تسوق أربع حمير للسوق، فسخر منها بعض الشباب المشاغبين، فقال أحدهم:
صباح الفل يا أم الحمير!
فأجابتهم على الفور: صباح العسل يا أولادي!
ويحكون أن فتاة مغازلجية رايقة، كثيراً ما كانت تتصل على رقم أحد الشباب اليمنيين، لتقول له أحبك، وكان أخونا راجل سِيدَه.. نضيف، فقال لها على الفور:
أحبَك الله الذي أحببتني من أجله، فضحكت الفتاة، ولم تُعاود الاتصال!
ويحكون أن طالباً كان يدرس في الخارج، فلاحظه أحدهم أنه - حين أخذ يتوضأ- يغسل رجليه في الحوض، فصاح فيه غاضباً:
ازاي تغسل رجليك في حوض نغسل فيه وجوهنا؟!
فقال له الطالب: كم مرة في اليوم سيادتك بتغسل وشك؟
فقال: كل يوم الصبح، فرد أبو لسانين:
وانا بأغسل رجلي خمس مرات في اليوم، فيبقى إيه أنضف: رجلي واللا وِش سيادتك؟!
ويحكون أن أحدهم قال له أبوه: نابليون لما كان في سنك، كان دائماً يطلع الأول على صفه، وانت طالعلي العاشر؟!
فرد المسحوب من لسانه: ولما كان نابليون في سنك يا بابا كان إمبراطوراً يحكم فرنسا كلها!
وسوم: العدد 695