من ذكرياتي مع الشيخ محمد خير ياسين رحمه الله تعالى
الثورة الإسلامية في ايران
الخميني وحافظ تذكرت اليوم ماحدث في ايران عام 1979..مما سمي زورا وبهتانا الثورة الاسلامية في ايران بقيادة من دعي آية الله الخميني..
كنت أقضي اجازة في بلدتي كفرتخاريم عندما وصل الخميني الى طهران وفرحت لنجاح الثورة الايرانية ووصول الاسلاميين!!!! للحكم ونبهني الوالد رحمه الله تعالى الى فتنة جمال عبدالناصر من قبل..
ولكني ظننت وبعض الظن اثم ..
ظننت أن الأمر مختلف وأن الشعار الذي رفعه الخميني منذ بداية الثورة هو شعار اسلامي بعيدا عن التفاصيل..
وكنت أعتقد أن الخلاف بين الشيعة والسنة هو حول أحقية الخلافة بين ابي بكر وعلي رضي الله عنهما وأرضاهما..
وقلت هذا خلاف قد طواه الزمن ونحن أبناء أمة واحدة..هكذا خيل الي..
ألم أقل لكم من قبل ان أهل السنة طيبون ويخدعون بسهولة.من خدعنا بالله انخدعنا له..
واذا كان عمر بن الخطاب :يقول لست بالخب ولايخدعني الخب ..
كَانَ ابْنُ عُمَرَ كان : ” إِذَا اشْتَدَّ عَجَبُهُ مِنْ مَالِهِ قَرَّبَهُ لِرَبِّهِ ” ، قَالَ نَافِعٌ : وَكَانَ رَقِيقُهُ قَدْ عَرَفُوا ذَلِكَ مِنْهُ فَرُبَّمَا شَمَّرَ أَحَدُهُمْ فَلْيَلْزَمِ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَآهُ ابْنُ عُمَرَ عَلَى تِلْكَ الْحَالَةِ الْحَسَنَةِ أَعْتَقَهُ، فَيَقُولُ لَهُ أَصْحَابُهُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَاللَّهِ مَا هُمْ إِلا أَنْ يَخْدَعُوكَ، فَيَقُولُ ابْنُ عُمَرَ : فَمَنْ خَدَعَنَا بِاللَّهِ انْخَدَعْنَا لَهُ..
نعم لقد خدعنا الخميني بخطاباته..
كان يقول وهو في فرنسا:
دعونا من الماضي مهما كان الجرح حديثاً ودامياً، المهم الآن هو الغد القادم..
وصدقناه لأننا نظن الصدق في الناس مالم يقم برهان على خلاف ذلك..
عندما رجعت الى الشام (دمشق) ذهبت الى الشيخ محمد خير ياسين رحمه الله وأظهرت الفرح والسرور بانتصار الثورة الاسلامية!!!
فقال لي الشيخ لاتفرح كثيرا..
الخميني وأتباعه أصحاب دين آخر..نحن نختلف معهم في أصول الدين..
تاريخهم أسود.. في كل مرة يكون صراع بيننا وبين الأعداء يقفون في الصف المقابل..
وقفوا الى جانب التتار..ساندوا الصليبيين..
في الوقت الذي وقف نصارى العرب مع صلاح الدين ضد الصليبيين ..
وقف شيعة العرب مع الصليبيين..
وأضاف الشيخ:أنتم الآن في صراع مع حافظ الأسد(يعني الاخوان المسلمين)
وتابع الشيخ قائلا: انني أشعر بدنو الأجل وتذكر بعد وفاتي : اذا وقف الخميني على الحياد فأكون أنا مخطئا..
واذا وقف مع الأسد ضد كم فاذكرني عن قبري..رحمه الله تعالى..
قلت كيف يقف على الحياد لابد أن يقف ضد الأسد..
قال الشيخ : لسا بدك فت خبز كتير ..
لقد توفي الشيخ رحمه الله تعالى بعد عدة أشهر ..
سبحان الله..أظن أن هذا كان آخر لقا ء مع الشيخ رحمه الله..
فقد تعرضت للملاحقة الأمنية بعده ..
واعتقل أحد الاخوة ممن كان يسكن معي في البيت واضطررت لترك البيت ..
وصرنا ننتقل من بيت لآخر كل مدة..وأحيانا كنت انتقل في الليلة الواحدة بين عدة بيوت..
وانقطعت عن زيارة الشيخ خوفا من أن أكون تحت المراقبة وأتسبب بالأذى للشيخ ولطلابه..
وقد اعتقل عدد من طلبة الشيخ رحمه الله تعالى ولكنه لم يتعرض للأذى لأن الشيخ كان له مكانة في حي الميدان..
وكان النظام يريد الاستفراد بجماعة الاخوان ويحيد المشايخ ويصور للناس أن صراعه مع الاخوان..
وبعد أن خلا له الجو بطش بالجميع ..
المهم أن الشيخ توفي رحمه الله ولم أتبع جنازته خوفا من الاعتقال..
لقد كان النظام لايتورع عن فعل أي شيء ..
ويبث عيونه في كل مكان ولاحرمة عنده لشيء..
والعجيب أنه لم تمر على وفاة الشيخ أيام حتى جاء وزير خارجية ايران : صادق قطب زادة زائرا الى سوريا ورأيته على التلفزيون السوري يقول:ان الاخوان المجرمين الذين يحاربون الأسد طائفيون يريدون تدمير النسج الاجتماعي للبلد..
تذكرت الشيخ رحمه الله تعالى ..ولكنني لم أوف بطلبه بزيارة قبره..وحتى اليوم لم أتمكن من ذلك..رحمه الله تعالى..
#ذكريات_وخواطر_عبدالناصر_عبدالقادر
وسوم: العدد 697