دور المسلم المعاصر !!
إنّ هذا العصرٓ ليل ٌ فأنِرْ - أيها المسلمُ ليل ٓالحائرينْ !
وسفين ُ الحق في لُجّ الهوى - لا يرى غيرٓك ربّانٓ السفين !!
**
إن واقع المسلمين المريض الممزق المتخلف في هذه الأيام ، لا يعطي المبرر لأي مسلم - فرداً أو مؤسسة أو دولة - أن يتقاعس عن حمل هذه الرسالة ؛ لإنقاذ البشرية ، وأداء الرسالة التي كلّف الله بها المسلمين ( وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً ، لتكونوا شهداءٓ على الناس ، ويكونٓ الرسولُ عليكم شهيداً )
فالإسلام قام وانتشر وأنقذ العالم في ظروف أسوأمن ظروفنا ، ولكنه وجد رجالا ً أخلصوا لله ! فنصروا الله حق النصر ... فنصرهم الله ومكّنهم في الأرض !
وإنه لمن الخيانة العظمى إهمال الأمة الإسلامية لوظيفة البلاغ !؟ أمراً بمعروف ، ونهياً عن منكر ، وتثبيتاً لموازين الحق !!
ومن الخيانة أيضاً خضوعها لمحاولات التدخل في ثوابتها ، وتحريف دينها ومناهجها ، وتعطيل حركة الدعوة والإغاثة والتكافل الاجتماعي بين أبنائها ، تحت ضغط إرهابها بشعارات العنف والتطرف !؟
هذا واقعنا !؟ فماذا يقدم المسلمون للحضارة المعاصرة ؟
أ - الأخلاق الصحيحة : فإن وجود نظام قيمي أخلاقي وقانوني يمثل شرطاً أساسياً لبقاء النوع الإنساني ، ومن دون ذلك تنهار الحضارات ، ويسقط الإنسان إلى مستوى من الانحطاط لا يستطيع الحيوان أن يصل إليه !؟ [ إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق ]
ب - الحضارة الحقة : يقول كثير من الفلاسفة المعاصرين ( إن الحضارة الإ نسانية كلها في خطر ، وقد أسماها رجاء جارودي : حضارة حفاري القبور للإنسانية !؟ فالقنابل الذرية القاتلة توصف بالذكاء ، والإبداع والقدرات الخارقة ، والسباق يجري بجنون عقلاني للمزيد من امتلاك أسباب الهلاك !؟ وليس غير المشروع الحضاري المنبثق عن الإسلام يضع العلم في إطاره وحجمه الحقيقي ، حتى لا يتحول إلى آلة دمار وخراب !؟
ج - الإنسانية اللائقة الشاملة : و يأتي ماقاله محمد إقبال الذي خبر الحضارة الغربية تصويراً صادقاً لحالها ومآلها !؟ ( إن شعار هذه الحضارة الغارة على الإنسانية ، والفتك بأفراد النوع البشري ) وما تنبأ به لا يحتاج إلى دليل من غير الواقع !؟إن من الواجب علينا في عصرنا هذا أن نمضي على منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم في إصلاح الخلل العالمي ، فلا ننسخ باطلا بباطل ، ولا نبدل عدواناً بعدوان ، ولا نحرّم شيئاً في مكان ، ونُحلُّه في مكان آخر !؟
إنها حضارة الإسلام ! ورحم الله سيد قطب إذ حذف كلمة متحضر من عنوان كتاب له وأبقاه ( نحو مجتمع إسلامي ) لأن الإسلام دين الحضارة الحقة ! ورحم الله الدكتور مصطفى السباعي إذ اختار عنوان مجلته ( حضارة الإسلام )
**الموضوع مقتبس بشيء من الاختصار والتصرف من كتاب ( المسلمون من التبعية والفتنة إلى القيادة والتمكين ) للدكتور عبد الحليم عويس - رحمه الله -
وسوم: العدد 698