أيام من حياتي
أيام من حياتي هو عنوان كتاب لامرأة مجاهدة في مصر أيام العبد الخاسر ، دخلت السجن كما دخلته ،
رحم المولى الحاجة زينب الغزالي وأسكنها فسيح الجنان .
كنت في حديث مع العيال أتحدث عما جرى لي من أحداث ، قالت لم لا تجعلها خاطرة ، قلت أنا أكتب خواطر فلماذا لا أنفذ مانُبهت إليه ، وأقول مستعينا بالله قائلا : يافتاح
كنا مع شباب الإسلام نسهر في جامع العشرة وشيخ المنشدين الحلبي الترمذي ينشدنا ، ونحن في أجواء بلدنا الباب : الليل ولى لن يعود .. وجاء دورك ياصباح
وسفينة الإيمان سارت ، لا تبالي بالرياح ..
خرجنا من المسجد الساعة ١٢ داهمتنا سيارة أمن ، قالت من فلان ، قلت : أنا ، المعلم يريدك !!
والمعلم عندهم الضبع عندنا !!
دخلنا أحد فروع الموساد بحلب ، ونمنا ، والله مانمنا ، ومعي أبو أسعد محمد الأسود رحمه الله ، في الصباح نقلنا إلى دمشق إلى سجن المزة ، كانت الدورية ثلاثة نفر ، سمح لي رئيسها أن أذهب إلى دكان قريب لي في ساحة المرجة بدمشق ، وكان بامكاني أن أهرب ، لكن شهامة الإسلام منعتني .
وصلنا سجن المزة قال رجل أمن : احمل احرام ، همست في أذنه أنا صديق العماد ح ابن البلد ،
قال تبعي فيك وفي العماد فهمت !!!! شيل إحرام وانقلع إلى الزنزانة رقم ٢٢ !!
الغرفة طولها متران وعرضها متر ، وسقفها بعلو خمس أمتار ، جدار الغرفة مملوء بعبارات نارية لسجناء قدامى ، حفظت منها ماأختم به الخواطر ( فرجك ياقدير )
خلال يومين قدّم لي قطعة حلاوة ونصف رغيف خبز ، أصوات التعذيب تطرد النوم ، لمبة الكهرباء بقوة كشاف لا تمكن فيل من النوم ولا جمل !!!!
على الباب مجند يمشي مشية عسكرية وصوت اقدامه يصم الأذان ، وكل ساعتين يفتح طاقة الباب ويقول فلان ، فأقول حاضر ويغلق الطاقة !!!
بعد أسبوع نودي عليّ للتحقيق ، المحقق تبين لي أنه أخ لمدرس معي في سيف الدولة بحلب أوصاه بي !!!
وكنت وأنا في طريقي إلى المزة مررت بحمص بمقبرة فيها الشيخ ابو النصر خلف قلت في سري : يارب اسالك وأنت رب هذا الولي لاتدعهم يهينونني .
قادوني للتحقيق كان أمامي محمود كلزي رحمه الله ومحمد أسود مورم الخدين ، قال المحقق : يامحمود الشيخ رئيسك في التنظيم ، أم شيخك في دروس الفقه والحديث والتفسير !!!
بدل المرحوم إن شاء الله إفادته السابقة أني رئيس تنظيم ، فقال كما أمره المحقق أن يقول : أني شيخه في الفقه والحديث ، سجل المحقق إفادة جديدة لمحمود كلزي رحمه الله ، وبعد أيام جاءني خبر الإفراج عني وعن أبي أسعد رحمه الله ، والتقينا بضابط قال لاتخاف أنا من حلب ، وخرجنا من المزة وركبنا سيارة إلى حلب فورا .
بعد شهر جاءني مخبر يقول معلمنا يريدك ، من معلمك !!
مدير الأمن السياسي واسمه على مسماه كرباج !!
دعاني قال لي أريدك أن تتعاون معنا وإلا أعدتك للمزة !!!
أنا بالنسبة له رأس الأفعى ، أريدك أن تحضر الموالد التي تقام بالباب وتقدم لنا التقرير من حضر من العلماء والوجهاء !!!
سكتت ، قال اذهب وفكر ، وإلا فالمزة بانتظارك !!!
ذهبت إلى جامع الاسماعلية حيث الشيخ محمد الشامي رحمه الله قصصت عليه ما حدث ، قال : فشر العلماء لا يكونوا مخبرين ، اذهب إلى بيتك ؟؟؟
بعد أسبوعين استدعاني الرجل وقال هل فكرت في الأمر !!!
وفي ليلة من الليالي وكنت أبات معظم الليالي خارج البيت ، سمعت أن دورية جاءت لأخذي ، فأخبرت رياض حجار وهو عقيد ومدير منطقة الباب ، قال اذهب وسلم نفسك ، قلت لا ، اذهب معي ، فأنت قلت لي أن الكرباج كان موظفا عندك ، فوافق المدير وركبت بجانبه إلى الأمن السياسي ، وعدت لبلدي مع العقيد حجار رحمه الله
بعد شهر الكرباج يطلبني فوسطت له الرائد المرحوم إن شاء الله محمد كامل حسن وهو من صنّاع ثورة آذار ، لكن ضحكوا عليه وبعثوه ملحقا عسكريا إلى الصين !!
بعد شهر استدعاني المعلم وسطّت له نائب الباب أحمد حاج عيسى ، وهكذا منذ أكثر من ثلاثة شهور وأنا أنام عند الأصدقاء خوفا من زوار الفجر واعتقال مفاجىء ، وكنت دائما أذكر عبارة زنزانة المزة ( فرجك ياقدير )
أخيرا قام بعض الشباب المسلم بحلب بعمليات عسكرية مع السلطة وإذا بي أسمع أن نايف كرباج قد قتل برصاصة وكفى الله المؤمنين القتال .
وصرت أنام ملء الجفون وأردد ماكان يعلمه لنا منشد حلب الترمذي حفظه الله :
الليل ولى لن يعود ، وجاء دورك ياصباح ، وسفينة الإيمان سارت لا تبالي بالرياح .
وهذا غيض من فيض !!!!
تباركت ربنا وتعاليت ، ولك الحمد على مااعطيت ، نستغفرك اللهم ونتوب إليك
سبحانك اللهم وأنت القائل
( وأملي لهم إن كيدي متين )
فك أسر المأسورين يارب ،
فرج عن المعتقلين يارب ،
ارحم الشهداء يارحيم
نصرك للمجاهدين ياجبار ، ومنْ للمظلومين سوى القدير !!!
وفرجك ياقدير .
وسوم: العدد 698