جماعة الإخوان المسلمين التي عرفت
انتسبت إلى جماعة الإخوان المسلمين سنة 1964 . وكان على رأس الجماعة علماء كبار . يقومون عليها ، ويسوسون أمرها ، ويوجهون شبابها . فانتسبت إلى جماعة إسلامية دعوية راشدة تحمل مشروع الإسلام الشامل، تستمد من النصوص الربانية رؤية مستقبلية لإصلاح حياة الأفراد والمجتمعات ولبناء الدول وضبط سير الحكومات .
وأقول بكل حسم ووضوح لم أنتسب إلى ميليشيا ، ولا إلى تنظيم عسكري ، ولم يكن في استراتيجيات الجماعة التي انتسبت إليها ولا في خططها ولا في برامجها أي تأسيس عسكري، لمشروع اقتتال مجتمعي . فئوي أو طائفي أو تغلبي . انخرط مؤسسو الجماعة العظماء في بنية المجتمع وشاركوا في بناء الدولة السورية المدنية ، وقبلوا قواعد العمل الديمقراطي وآلياته، وكان ذلك عن رؤية وفقه مؤصل ومعتمد، منهم تعلمناه وفقهناه وورثناه ، وإن غاب بعض الوقت عن أفق الذين لا يعلمون ..
ما حدث من قبل سنة 1980 وما يحدث اليوم هو في حقيقته رد صيال الصائلين الذين عدوا على الناس ، ففتونهم عن دينهم وأزهقوا أرواحهم ، وهتكوا أعراضهم ، وسلبوا أموالهم . وحق الدفاع عن الدين والنفس والعرض تكفله شرائع السماء وقوانين أهل الأرض. وهو حق لكل الأحرار الشرفاء وواجب عليهم . حق وواجب يشمل كل الناس ولا يخص جماعة الإخوان المسلمين ومنتسبيها دون غيرهم . ولم يكن عشرات الألوف الذين استشهدوا في سنة 1980 وما بعدها من جماعة الإخوان المسلمين بالمعنى التنظيمي الضيق . كما أن مئات الألوف من السوريين الذين يستشهدون اليوم ليسوا من هذه الجماعة بهذا المفهوم أيضا . ثورة الثمانين وثورة اليوم هي ثورات شعبية ينخرط فيها السوريون بروح الفداء والإباء ، ولا غرو أن تكون عقيدة الإسلام وشريعته هي الرافعة الأولى في هذا الميدان ...
(( وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ ))
أذكر بذلك اليوم لتبقى جماعة الإخوان المسلمين جماعة دعوية تدعو إلى الخير ، وتهدي إلى البر ، وتتعاون عليه ، بعيدة عن كل ما يحاول أن يحمله عليها الذين لا يعلمون ...
جماعة الإخوان المسلمين فيما أعلم ما تزال مجمعة على نهج السباعي والمبارك وأبو غدة رحمهم الله تعالى ..
جماعة الإخوان المسلمين فيما أعلم ، ما تزال متمسكة بميثاق الشرف الوطني الذي أعلنته في 2002 ، وبالمشروع السياسي الذي أعلنته في 2004 . وبالعهد والميثاق الذي أصدرته في 2012 .
جماعة الإخوان المسلمين بذلت ما تستطيع في نصرة مشروع الثورة السورية الوطنية وقديما كانت الوطنية والإسلامية توأمان لا يفترقان . وبذلت جماعة الإخوان المسلمين فيما أعلم ما تستطيع في دعم الثوار ، وقررت أن تبقى على مسافة واحدة من كل الفصائل الثورية المعتدلة التي تدعم مشروع سورية الدولة المدنية الحديثة بمرجعيتها الإسلامية .
كما بذلت هذه الجماعة المباركة أقصى ما تستطيع من جهد للتصدي لفكر الغلاة ونهج المتطرفين، والتبشير بغد أفضل ينعم فيه كل السوريين بالحرية والعدل والأمن والأمان ...
هذه جماعة الإخوان المسلمين التي انتميت إليها ، والتي عرفتها ، والتي ما زلت متمسكا بغايتها وأهدافها ومشروعها.
وسوم: العدد 698