بوتين ليس يسوع المخلص .. بوتين هو المجرم القاتل
أخطر شيء في صفقة حلب المريبة تقديم بوتين إلى الرأي العام العالمي ، وإلى المستضعفين السوريين في صورة ( المخلص يسوع ) . بوتين في الحقيقة التي يجب أن تكرس فلا تنسى ولا تُمحى هو المجرم القاتل . هو من احتل سورية ، وقتل إنسانها ، ودمر عمرانها ، وتصدى وما يزال لثورتها ولتطلعات أبنائها .
وبوتين إذ يفرض حلا على السوريين فهو يفرض حل بشار الأسد بعشرات الألوف من الغارات ، ترمي حلب بل سورية وأهلها بكل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا ، وترمي الأرض السورية بأراذل البشر من شيعة مشحونين بالطائفية والحقد والكراهية ، ثم يتحدث عن حل بحزمة من الصفقات المريبة مع كل الذين لم يستنكروا صراحة احتلال الروس لسورية ، ولم يثر اشمئزازهم تدمير الروس لحلب ..
المنكر الأكبر الذي يروج له المروجون أن ( محور بوتين ) اليوم يضمن وقف النار، ويضمن خروج المهجّرين ، ويضمن الحل البوتيني لسورية ولأهلها ، ولا يزال بعض السكارى في سكرتهم يعمهون .
أي حل سيكفله بوتين ومحوره للسوريين ؟! السوريون الذين فقد بعضهم أمام هول الفاجعة ، رشدهم وأضاعوا بوصلتهم وجلسوا ينتظرون ، ومازالوا يؤملون ويحلمون بحل سياسي دائم وشامل ، يزعمون لهم أنه لا يغمط دماء الشهداء ، ولا تضحيات الأبرياء ...
الموقف الذي يقفه السوريون اليوم ليس موقف قيل وقال . ولو استمر من يدعون رجال الفكر والرأي وأصحاب العزيمة من رجال سورية على هذا المنوال من التلاشي والتواري وغياب الرشد ، والإخلاد إلى الأرض ، والرضا بالدون ، والانتظار لما يتصدق به الآخرون ؛ لتساومنّهم فصائل الولي السفيه ، وعصابات المجرم بشار في الغد القريب على معاقد أزرهم ، وعلى أخص خصوصياتهم ، علموا هذا أو غمغموه ..
وليكن واضحا ، ولنجهر جميعا بكلمة الحق : حلب لم تسقط ، حلب أسقطت بفعل فاعل . بمخطط أمريكي – روسي – إيراني – إقليمي ..
حلب أسقطت وهذه حقيقة واضحة ناصعة ، وإن لم توضع المسئوليات في أعناق أصحابها اليوم ، فإن التاريخ لن يرحم السادرين الذين لا يزالون مشغولين بما في المخلاة .
تحديد المسئولية ليس للإدانة فقط ، وتحديد المسئولية ليس لإعلان البراءة فقط ، تحديد المسئولية له هدفان استراتيجيتان : الأول التوقف عن الانخداع . عن حسبان غير الصديق صديقا ، والتعويل عليه . والانتظار منه . والثاني إعادة وضع الاستراتيجيات العملية للثورة على صح باقي الحلفاء والأصدقاء الحقيقيين والجادين . هذا إن وجدوا . وإذا حاصر السوريين نداؤهم الأول ( ما لنا غيرك يا الله ) فعليهم أن يقنعوا به ، ويؤسسوا على أساسه . وأن يتوقفوا عن خداع النفس ، والغرور بما لايبنى عليه ، في طريق نعبدها ونعمدها بالدموع والدماء .
بوتين أيها المجرم القاتل لست يسوعا المخلص وكل من حولك إنما هو اسخريوطي جديد ...
وسوم: العدد 699