المقاتل من أجل الحق: جورج جالاوي
ما أظنك قارئي الكريم تنسى (الوسيم) جورج جالاوي الفارس الإنجليزي، المدافع دائماً عن العرب والفلسطينيين، الذي قاد الأتوبيس الأحمر المحمل بالأدوية لأطفال العراق، من لندن لبغداد ماراً بأسبانيا، وشمال أفريقيا، ومصر، والأردن في حملة أو قافلة مريم؛ لإلغاء الحصار الاقتصادي على العراق، وقيامه بزيارة صدام حسين عامي 1994 و 2002 ، وهو مؤسس والنائب البرلماني الإنجليزي بين عامي 1987 و 2010 عام Respect قائمة الاحترام 2010، ومن إنجازاته أنه اشترك في مشروع قافلة شريان الحياة لرفع الحصار عن شعب فلسطين في غزة، بالمشاركة مع نواب من تركيا، وكانت القافلة تحمل مساعدات وأدوية وسيارات. قاد غالاوي القافلة من تركيا إلى سوريا ثم الأردن ولكن عند الوصول للعقبة فوجئوا بمعارضة ومعارضة شديدة من حكومة مبارك الموالية لإسرائيل، ما أدى إلى وقوع صدامات مع الأمن المصري، وقام النائب العام المصري بفتح تحقيق في الحادث تم على إثره اعتبار غالاوي شخصاً غير مرغوب فيه في مصر وممنوع من وطئها مستقبلاً!
والذي طيرت الأنباء حديثه مع قناة سكاي نيوز الأمريكية، فقال وأبدع، دون أن يخشى، أو يتردد، أو يلمح.. ألم يبلغك ما قال؟
نص حوار جالاوي مع سكاي نيوز، الذي ترجمته إيمان بدوي ونشره الصديق محمد السيد صاحب حزب: تعالوا عندنا هدوم:
في مثل هذه الأيام منذ 24 عاماً شققت طريقي بصعوبة وسط شوارع لندن، للوصول للمستشفى، لحضور ولادة ابنتي، بسبب المظاهرات الحاشدة التي كانت تندد بالعدوان والاحتلال الاسرائيلي للبنان. ومنذ ذلك اليوم، وطوال عمر سنوات ابنتي ال 24 وإسرائيل تعتدي على لبنان، وتحتل أراضيها! إن إسرائيل هي التي تعتدي على لبنان.. إن إسرائيل هي التي تحتل أجزاء من جنوب لبنان.. إن إسرائيل هي التي اختطفت آلاف اللبنانيين وألقت بهم في السجون، ولم تفعل لبنان مثل ذلك، لقد قتلت إسرائيل 30 ضعف العدد من المدنيين، أكثر مما قتل حزب الله!
هكذا بدأ جورج جالاوي حديث لمذيعة قناة سكاي نيوز الأمريكية، عندما سألته المذيعة عن تبريره مساندة حزب الله في حربه ضد إسرائيل!.
سألته المذيعة: ألم يخسر حزب الله هذه الحرب؟ فرد جالاوي بقوة:
العالم كله يرى هزيمة إسرائيل إلا أنتم في سكاي نيوز، وصاحبها مردوخ الصهيوني. الواقع يقول إن حزب الله قد كسب المعركة، وهزم بوش وبلير.. انظري لجانب الشاشة الآخر وشاهدي جنودكم حيث كانت الشاشة تعرض صور جنود الإحتلال الإسرائيلي وهم يهربون ويلملمون قتلاهم وجرحاهم؛ وأضاف جالاوي: لقد خسرتم وانهزمتم.
جورج جالاوي لم يتوقف عن حديثه حول حزب الله؛ بل وجه مدافعه الكلامية قبل أن تلحق به المذيعة بسؤال، وقال جالاوي للمذيعة: يا لك من شخصية سخيفة، الكذب يظهر على تعبيرات وجهك، فأنتم الصهاينة لا تفهمون إلا لغة الدم..
هل تعرفين اسم شخص واحد من الأسرة التي قتلتها إسرائيل على شواطئ غزة في فلسطين؟
أنت تعرفين كل شيء عن الجنديين الأسيرين؟!
قالت المذيعة لجالاوي: إيران تدعم حزب الله في لبنان، فرد جاولاي:
حتى إن كان كلامك حقيقياً، فإن كانت إيران تدعم حزب الله، فإن أمريكا تدعم إسرائيل بسلاح قد يصل في عمق كل العالم الإسلامي، فلماذا يكون لأمريكا الحق في تسليح إسرائيل، ولا يكون لإيران الحق في مساعدة حزب الله!!
وقبل أن تسأل المذيعة التي ظهر عليها الارتباك والحرج من أسلوب جورج جالاوي قال: إن أمريكا ترفض الديموقراطية، وتدعم الديكتاتوريات في العالم، فهي رفضت حركة حماس التي صعدت إلى السلطة بديموقراطية، وبأسلوب حضاري، لكنها تشجع إسرائيل التي تقتل الأطفال والنساء وتشجع الحكومات الاستبدادية.. وحزب الله وحماس أصبح لهما شعبية كبيرة لدى الأقباط والمسلمين والسنة والشيعة.
قالت المذيعة: لقد وصلني عدد كبير من البريد الإلكتروني الذي يؤيدك، وأيضاً يعارضك بسبب إهمالك لقتلى إسرائيل في فلسطين ولبنان.. فرد جورج جالاوي:
أنتم اختطفتم رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني لأنه من حماس، واختطفتم الوزراء والنواب، أنتم إرهابيون تتذكرون القتلى الصهاينة، ولا تتذكرون الآلاف المسلمين والعرب الذين يموتون، حتى إنكم لا تعترفون بوجودهم أصلاً.
صمت جالاوي وقبل أن تختم المذيعة معه: قال لها بصوت منخفض مشكلتكم أنكم تعتبرون الدماء الإسرائيلية أغلى من الدماء الأخرى.
ومن أقوله الهامة:
* علاقة لندن بواشنطن غير أخلاقية، مثل علاقة مونيكا لوينسكي بكلينتون!
* يمكن أن نعيد صياغة مقولة جورج بوش (معي أو مع الإرهاب)! فنحن إما أن نكون مع المقاومة أو مع الإمبريالية. فلو وضعنا شروطاً لتأييد المقاومة سيعني أنه في ظروف معينة، أي في ظل عدم تحقق شروطنا، سنقف مع الاحتلال الأمريكي، وهو أمر مستحيل على أي مناضل معاد للإمبريالية .
* علينا أن نقدم للمقاومة الدعم والتأييد دون قيد أو شرط. الدعم المادي والسياسي والمعنوي، تحتفي بانتصاراتها وتحزن لخسائرها. باختصار علينا أن نفعل ما في وسعنا لكي يتحقق النصر للمقاومة العراقية، ساعتها سنجد كيف ستهز هزيمة الإمبريالية الأمريكية في العراق عروش الأنظمة المستبدة في المنطقة، بل وأعتقد أنها ستطيح ببعض تلك الأنظمة.
* قضيت 30 عاماً حتى الآن في مساندة القضية الفلسطينية، إن الوضع يتجه للأفضل.
فعندما بدأت قبل 30 عاماً كان باستطاعتك استضافة المساندين للحق الفلسطيني في غرفة واحدة، والآن هناك الآلاف، بل الملايين الذين يؤمنون بعدالة القضية الفلسطينية ويناضلون من أجلها.
*علينا أن نتوافق على حد أدنى، لا يتنازل عن حقوق الفلسطينيين ولا يفجر الحركة من الداخل. وهذا في رأيي ممكن عمله، استناداً لمبدأين أساسيين: حق العودة وهو حق لكل فلسطيني، وزوجتي واحدة منهم، وليس لأي أحد أن يمنع هذا الحق، لقد تم تهجير عائلة زوجتي من القدس حيث عاشوا لألف عام، لا أحد له أن يمنع أو يتنازل عن حقهم في العودة، لا أبو علاء ولا غيره. بالإضافة إلى حق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة.
هل الشكر اللساني فقط يكفي مثل هذا الفارس في زمن النذالة والخساسة والكذب المزوق!؟
وسوم: العدد 700