مصر بنسخة السيسي علاقة متينه مع الاحتلال ضد الأمة
لم يكن مفاجئا قرار الرئاسة المصرية سحب مشروع قرار يقضي بتجريم الاستيطان من العرض أمام مجلس الأمن الدولي، لاعتبارات مختلفة منها الحالة التي عليها مصربعد الانقلاب على الرئيس المصري محمد مرسي، والتي ترتب عليها علاقة متينة بين الاحتلال ونظام السيسي.
طبيعة العلاقة بين مصر والكيان يدل عليه السلوك المصري خلال سنوات ما بعد الانقلاب والذي تمثل، في حصار غزة، وما تلاه من تماه في الموقف مع الكيان الصهوني حول سحب سلاح المقاومة بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
بل تجاوزه إلى تورط النظام المصري في ملاحقة المقاومة فيزيائيا، حتى وصل الأمر، إلى ضرب خطوط إمدادها من السودان وعلى حدود سيناء.
هذا قد يبرره البعض بالقول إن الأمن القومي يحتم على مصر التحرك باتجاهحماس والجهاد الإسلامي كونها نسخة من الحركات الإسلامية التي يشن النظام الحرب عليها.
المتتبع لدور مصر بعد الانقلاب لا يقف فيه الأمر عند هذا المستوى، ليجد محاولات للدفع بالفلسطينين إلى عودة المفاوضات مع الكيان دون شروط، وفي هذا السياق قادت خارجية السيسي حملة شاملة لفتح علاقات متينية بين العرب والكيان لاجبار الفلسطيني على مفاوضات دون سقف.
مصر في عهد السيسي رفعت مفهوم التطبيع الواسع مع العالم المقاطع للكيان، تحت خديعة تحقيق السلام كما جاء في خطاب الأخير في الشهور الماضية.
هذا الفعل من النظام المصري باركته المؤسسة الصهونية، وقياداتها وعلى رأسهم، نتنياهو الذي وصف السيسي بالقيادي المهم لاستقرار الشرق، بل وصف العلاقة معه بالودودة كما قالت القناة الثانية.
بعيدا عن الحب الشخصي بين الذكرين، أكدت القناة الثانية في نقلها عن مصادر أمنية قولها" إن مصر في عهد السيسي أضحت الذخر الأهم لإسرائيل في مستوى علاقات لم يسبق أن وصلت اليه بين الجانبين سواء على صعيد التنسيق في سيناء أو الملفات الشرق أوسطيه".
و نضيف في هذا السياق التدخل الكبير في ملف ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني ومحاولة فرض دحلان الذي تجمع عليه أطراف عربية وإسرائيلية.
هذا السياق سقناه لفهم المعادلة التي تحكم العلاقة المصرية الصهونية من خلال تسليط الضوء على بعض من جوانبها.
لكن السؤال الذي يتبادر لذهن القارئ لماذا تفعل مصر كل هذا الشكل من العلاقة ؟
الإجابة ليست بهذا التعقيد لكنها تحمل أوجه مهمة لا بد من تسليط الضوء عليها وهي على النحو الآتي:
أولا: اعتبار مؤسسة الحكم المصرية متماهية مع المنظومة الأمريكية والصهونية، إلى حد الاستخدام الوظيفي، بشكل سلب منها الإرادة لأي استقلالية مهما صغرت أوكبرت، وهذا يرجع لأسباب منها حالة اختراق تتمثل بأعلى الهرم الأمر لا دليل عليه، إلا أن السياق في السلوك يشير اليه.
ثانيا: الانقلاب في مصر والتخطيط له كان بالتنسيق مع الكيان والأمريكيان وعليه فإن من قاد الانقلاب يرد الجميل للاحتلال الصهوني.
ثالثا: إحتمال آخر أن المنظومة الانقلابية في مصر تحاول جسر الفجوة مع الغرب عبر البوابة الصهيونية التي قدمت لها دعما غير محدود للانقلاب .
هذه الثلاثيه يجب أن تكون حاضرة عند قراءة المشهد المصري والتي نرجح تداخلها بصورة وأخرى.
النظام المصري بنسخة السيسي لم يعد نظاما يمكن الركون عليه في القضية الفلسطينية، بل لا يمكن التعويل عليه في أي من الملفات المهمة، الأمر الذي يحتم على المقاومة الفلسطينية الاستعداد لما يتوقع من النظام المصري الحالي بل و بأكثر مما سبق من مواقف.
هذا الاستنتاج ليس تنجيما، بل هو مسار متدحرج بدأ من ساعة الانقلاب، حتى وصل لمشهد سحب قرار ضد الاستيطان أمام مجلس الأمن بعد طلب رسمي من نتنياهو والرئيس الأمريكي المنتخب.
بعض فلسطيني حاول التشبث في سراب السيسي لذلك وقع في حالة من الوجوم بعد موقفه، لكن بعد اليوم علينا كفلسطينيين ضبط ايقاع المواقف على متغيرات ثابتة لا آمال عبثيه.
وسوم: العدد 700