خلافة للبيع: بأسعار زهيدة، وماركات متنوّعة!
خلافة للبيع:
بأسعار زهيدة، وماركات متنوّعة!
عبد الله عيسى السلامة
إذا رغبت بشراء خلافة ، فما عليك إلاّ أن تفعل مايلي :
· ترفع راية سوداء ، وتكتب عليها شعار الخلافة !
· تطلق لحيتك ، وتضع عمامة على رأسك ، وقناعاً على وجهك ، وترتدي لباساً أفغانيا ، أو شيشانياً !
· تحفظ سورة الفاتحة ، ولو بصورة غير صحيحة ! وإذا عجزت ، فاحفظ جملة : بسم الله الرحمن الرحيم !
· تحفظ بعض الكلمات ، مثل : الولاء والبراء.. ولو بغير فهم، وتحفظ جزءاً من الآية الكريمة : ( إن الحكمُ إلاّ لله ) ولستَ مطالَباً بمعرفة المعنى !
· تشتري خمس بنادق كلاشينكوف ، وخمس قنابل يدوية ، وخمسة أحزمة ناسفة .. بمبلغ : خمسة ألاف دولار، وتوزّعها على خمسة شباب متحمّسين جهلة ، دون العشرين من العمر، وتمنح كلاً منهم ، عشرة دولارات ، ثمن ولائِه وجهاده ، في سبيل ترسيخ الخلافة ، وتعزيز أركانها !
· تهجم على دار المختار، في أيّة قرية صغيرة ، وتعتقل المختار، أو تقتله ، بتهمة الردّة !
· تجمع أهل القرية ، في ساحة عامّة ، وتخطب فيهم ، معلناً خلافتك الرشيدة ، ومنذراً من لا يبايعك ، بالويل والثبور! ثمّ تقبض على شيخ مدخّن، وامرأة سافرة عن وجهها، وتجلدهما في الساحة العامّة !
· تقطع يد غلام ، في الساحة ، لأنه سرق رغيف خبز! وتشهِد عليه طائفة من المؤمنين ؛ ليكون نكالاً ، وعبرة للآخرين !
· كلما كانت مساحة قريتك ( خلافتك ) أكبر، وعدد سكّانها أكثر، زاد حجم المبلغ ، الذي تحتاجه ، لشراء البنادق والقنابل ، والأحزمة الناسفة ، والعناصر التي تستأجرها ، والعناصر المجّانية المتحمّسة ، التي تحتاج إلى طعام ومصروف! وهذا يقتضي ، بالطبع ، تأمين مزيد من المال! وليس مهمّاً ، أن يكون من المال الحلال ؛ فضرورة إقامة الخلافة ، تبيح لك ، أن تسرق من المال ، ماتراه ضرورياً ، وأن تنهب ، ماترى الخلافةَ محتاجة إليه !
· أنواع الخلافة كثيرة ، وماركاتها متعدّدة ! منها : الأمريكي ، ومنها الفارسي ، ومنها السوري ( الأسدي ) ..!
· لكل قرية ومدينة وبادية ، مايناسبها من الخلافة والخلفاء ! فاحفظ هذا، جيّداً، كيلا تخطئ ، فتقيم في مدينة متحضّرة ، خلافة بدوية.. أو تقيم في قرية شيعية ، خلافة سنّية طبخت في مطابخ الاستخبارات الإيرانية.. أو تقيم ، في بلدة أهلها يعرفون أحكام الإسلام ، خلافة من إنتاج أمريكي !
· كلما أمعنتَ ، في قطع الرؤوس والأيدي ، علناً ، أمام عدسات التصورير، أظهرتَ خلافتك الرشيدة ، بأنها قويّة ، حازمة ، متمسّكة بتعاليم الإسلام !
· انزل إلى السوق ، الآن ، وابحث عن الخلافة التي تناسبك، من حيث السعر، ومن حيث قدرتك على إدارتها، مدّة : يوم، أو أسبوع ، أو شهر! وليس مهمّاً ، أن تكون قادراً على حمايتها ، وحماية أهلها ، من أعدائك ! ولست مسؤولاً ، عن تأمين طعامهم وشرابهم ودوائهم ! بل ، بالعكس ، أنت مسؤول عن محاسبتهم ، على كل لقمة ، تأتيهم من أيّ مكان ، ومعاقبتهم عليها ؛ إذا كانت من جهة ، تراها أنت ، كافرة ، أو معادية لك ! ولَأن يهلكوا جميعاً ، من الجوع ، خير لك ، من أن يأكلوا لقمة ، لايعجبك مصدرها ! المهمّ أن تحرص على حياتك أنت ، وحياة التابعين لك ، ورفاهيتهم ! ولو اقتضى هذا ، أن تنهب أرزاق الناس ، وممتلكاتهم العامّة والخاصّة ، تحت شعارات مختلفة ، لتعيش ، مع جماعتك ، في راحة وسعادة.. وتختبئ ، أنت، وهم ، بين صفوف الناس ، حين تتعرّضون لقصف الطائرات المعادية ! فحياتك - ومعها حياة أتباعك - هي الكنز الثمين ، لأن فيها حياة الخلافة نفسها ! ويمكنك الانسحاب من قريتك ، مقرّ خلافتك ، حين تهدّد حياتك بالخطر، وتترك أهلها ، تحت رحمة الأعداء ؛ مادمت لستَ مسؤولاً عن حمايتهم .. لينكّل هؤلاء الأعداء ، بأهل القرية ، أو المدينة .. بذريعة : مساعدتهم لك ، أو سكوتهم عنك !
· إنها الخلافة الرشيدة،( ولعلها الراشدة !) في أروع تجلّياتها! أليس كذك !؟