حنين إلى عكاظ

حشاني زغيدي

إنه يوم من أيام الصحراء و في المغير يصنع الحدث في سوق عكاظ حيث تزينت الخيمة العربية بأجمل حلة في عرس الشعراء الذين أحيوا أحلاما ظننا أنها ماتت حيث مكة وجمالها في ليال جميلة تبارى فيها الشعراء بأعذب ما جادت به قرائحهم من فخر و غزل و مغازي التقى فيه الأحبة بعد فراق في جو رومانسي خلاق ملأ الأرواح سموا مع نسمات الربيع في زهوه و بهائه .

 كان يوم المغير حافلا بقامات من الشعراء لها حضورها و لها مكانتها هذه القامات التي زينت حفل المغير احتلت القلب و الفؤاد و كان عريسها بلا منازع ابن عين الفوارة أمير الشعراء الشاعر المحبوب القريب من القلوب صاحب الحس المرهف و الصوت الرنان و الوجه الصبوح المشرق صاحب البشر الضحوك صاحب الأوزان الرقيقة الحاملة لكل الأحاسيس المتدفقة فاقت ألفاظه المرسومة الخيال بإبداعه تغنى بحب الحبيب محمد صلى الله عليه في قصيدة متفردة لو كان من شعره إلا هي لكفته شرفا و قدرا و لا طارت به بين العروش مليكا

 قصيدة لم أقرأ مثلها في حياتي أبدا هكذا وصفها كل من سمعها قصيدة جمعت و جملت كل الأحاسيس المدفونة في الأغوار لحب الحبيب فأظهرت كل جمال و كل القيم و الأحكام .فقدر حبكم كبير في نفوس العاشقين المتيمين بجمالكم فقدركم فداه الروح و المال و الزوج و الولد . فأروع الأقدار فينا حبكم يا رسول الله .

قدر حبه ولا مفر للقلوب إنه للشاعر العكاظ الأستاذ الحبيب محمد جربوعة أمير الشعراء و هذا مقطع من رائعته

تحبه الصحراء في رمالها

ما كانت الصحراء في مضارب الاعراب في سباسب القفار ؟

ما كانت الصحراء في اولها ؟

هل غير لات وهوى

والغدر بالجوار ؟

هل غير سيف جائر

وغارة وثار ؟

فعكاظنا بيت للدعوة والسياسة وعكاظنا بيت للفن و الكياسة وهو بيت للشعر و الأدب عكاظنا بيت الأمل عكاظنا بيت العمل عكاظنا بيت الكبير و الصغير عكاظنا بيت الأمير والوزير عكاظنا حضن الصغير هو للمرآة و الرجل عكاظنا يرفع للأمة رايتها عكاظنا يبني لأمة حضارتها لست أدري هل أوفي عكاظ حقها. فحقك أن يستمر عطاؤك فتعودي لنا في العام القادم في أجمل حلة مع نجوم جدد نجدد معهم الوفاء لعكاظ ليدوم العطاء عاشت محبة المغير و أهلها و زوارها و عمارها من القائمين على مهرجان عكاظ دعوتي لكم بالتوفيق و السداد و الرشاد .