لَسْتِ عورة
معمر حبار
كتبت الأستاذة احلام سالم، مقالا بعنوان : " لست عورة !!!"، تطرقت فيه بغضب شديد وبلسان قوي بيّن، لجملة من النقاط المثيرة، التي قد يوافقها فيها القارئ، وقد يخالفها في بعضها. وسبق للأستاذة أن تعرّضت لهجوم شديد من قبل إحدى المنتديات. وصاحب الأسطر يريد أن يشارك الأستاذة في بعض النقاط.
المرأة ليست عورة، فهي كائن كامل يستحق كل التقدير والاحترام. والمرء يستحي أن يظهر عورته أمام الناس، لذلك وجب سترها ولو بورق الشجر، حين لم يكن يومها لباس يستر. والمرأة ليست ممن يستحي منها المرء، بل يفتخر بها، ومن حقّها أن تفتخر بنفسها، فهي الأم، والزوج، والبنت، والعمة، والخالة.
والمرأة طاهرة نقية، وليست من نواقض الوضوء، فالطهر لاينقض الوضوء. والمرأة ليست بأيّ حال من الأحوال أقلّ من الرجل.
وقال العارفون بالمواريث، أن الحالات التي تنال فيها المرأة حقها من الميراث أكثر من الرجل، كثيرة متعددة. وهنالك حالات تأخذ المرأة بالتساوي مع الرجل. وفي حالة واحدة أو اثنين يأخذ الرجل أكثر من المرأة. لكن الناس لاتعرف غير أن الرجل يأخذ ضعف المرأة، ناكرين الحالات الأخرى، التي تأخذ فيها المرأة أكثر من الرجل.
منذ سنوات، قال أحد الفقهاء المعاصرين، أن المرأة المتمكنة في تخصصها، كأن تكون عالمة في التسويق والتجارة، مديرة لمصرف مالي، أو محامية، أو معروف عنها التخصص والبراعة في ميدان معين، لايعقل في هذه الحالة، أن تكون شهادتها أقلّ من شهادة الرجل. وتأخذ بشهادة العارف المتخصص، وتقدم على غيره، ولا يهم إن كان رجلا أو إمرأة.
إن مايتم بين الزوجين من عطاء ووصال، يديم المحبة ويزيد في القربى. وإذا منع أحدهما نفسه عن الآخر، فإن اللعن والطرد يصيب البادئ والمانع، سواء كان الرجل الذي يمنع نفسه عن زوجه، أو المرأة التي تمنع نفسها عن زوجها، وبقدر الضرر الذي يصيب أحدهما، يكون العقاب في الدنيا والآخرة.
وليس من المروءة في شيء أن يمتنع الزوج عن شراء الدواء لزوجه، أو النهوض بعلاجها، أو القيام بتجهيزها بعد موتها، بحجة أن التطبيب والتجهيز ليس من واجباته. فكيف يطيب "للرجل !"، أن يمتنع عن القيام بأقل الواجبات تجاه زوجه، وهو الذي عاشرها عقودا من الزمن، ووهبته جمالها وصباها.
إن الكذب مذموم، سواء صدر من المرأة أو الرجل. وإذا تطلب الأمر لجأ إليه كل منهما مضطرا، لإصلاح ذات البين وتقريب القلوب، وكانت ثمرات ذلك لهما معا. والكذب ليس خصلة محمودة، حتى يحتكرها الرجل دون المرأة، بل العاقل ينزّه لسانه وأفعاله من الكذب ولو مازحا.
إن سورة المجادلة نزلت في حقّ إمرأة ، طلبت بحقّها أمام الملأ، فكان لها ماأرادت. وسيّدنا عيسى عليه السلام، يذكر اسمه دائما مقرونا باسم والدته مريم عليها السلام، فيقال عيسى بن مريم إلى يوم الدين.
إنه من تمام الدين والمروءة، أن يوقظ الزوج زوجه للصلاة، ويجهد نفسه لكي يوقظ أحدهما الآخر ليصليا معا. فكيف يقال بعدها أن المرأة تقطع الصلاة !. وتشبه بما لايستطيع المرء النطق به.
إن المرأة تعين على الصلاة ولا تقطع الصلاة. ألا ترى أن الإمام المتزوج يقدم ويأخذ برأيه عكس الإمام العازب، وكذلك القاضي المتزوج، مايعني أن المرأة هي التي منحته الصدارة، وكان يفتقر إليها حين كان أعزبا، رغم تفوقه وعلمه.