قراءة لحال الأمة....

قد تستغربون، ولا توافقون، وتسخرون،

إنما،  هذه قراءتي المتفائلة لحال الأمة ؟

- منذ العام ١٩٠٧، في فترة التحضير لفرط السلطنة العثمانية، وتقاسم تركتها، رأى أصحاب القرار في العالم (حسبما جاء في التقرير الرسمي الإنجليزي، تقرير بنرمان) أن مساحة الوطن العربي في حدود ١٥ مليون كيلو متر مربع، وفيه أمة قابلة للنهوض والحضور، وأن نهوض هذه الأمة خطر على المصالح الاستعمارية، وقد تقرر أن لا تقوم للأمة العربية قائمة، وأن تبقى مجزأة متخلفة، وبالفعل كانت هذه هي الاستراتيجية التي طبقها الغرب ضد العرب، منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا!

- ولكن، لنلاحظ ونحن نتابع الخط البياني للحروب الاستعمارية ضد العرب، أنها حروب بدأت صغيرة، وكبرت حربآ بعد أخرى، بدلآ من العكس، حتى بلغت اليوم مستوى حرب عالمية!

- كانت الحروب ضد الأمة العربية، حتى حرب عام ١٩٥٦(وهي حرب أوروبا ضد مصر) أشبه بالنزهات ورحلات الصيد بالنسبة للمستعمرين، أما حرب عام ١٩٥٦، فكانت تطورآ نوعيآ، حيث أخذت لأول مرة شكل حرب عصرية حقيقية! 

- وجاءت حرب ١٩٦٧ (وهي حرب أميركا ضد العرب) أهم بكثير من التي سبقتها، أما حرب ١٩٧٣ فكانت تطورآ هائلآ في حجم المواجهات والعمليات والأسلحة والجيوش! 

- ثم جاءت حروب الخليج، فجعلت مما قبلها حروبآ لا تستحق الذكر قياسآ بها، وكانت عملية احتلال العراق الضخمة، التي استمر التمهيد لها حوالي ١٢ عامآ، وهاهم العرب يواجهون اليوم حربآ شبه عالمية، لم يبق سلاح لم يستعمل فيها، ولا جهة لم تشترك فيها!

- والآن، السؤال الذي يطرح نفسه هو : لولا أن الأمة العربية، التي قرروا منذ عام ١٩٠٧ أن لا تنهض أبدآ، تستحق هذا التصعيد، لأنهم يخشون نهوضها أكثر من ذي قبل، فهل كان ثمة مبرر لكل هذه الزحمة الدولية اليوم؟

- لماذا لا ندقق النظر في القوى الكامنة للأمة العربية، التي يراها أعداؤها بوضوح، بينما لا يراها أصحابها بوضوح كما يبدو، وَيَا للعجب ؟

- لو دققتم، فلسوف تدركون سر التصعيد أكثر فأكثر، من عقد زمني إلى عقد، ومن حرب إلى حرب، في جدول بياني يؤكد حضور الأمة العربية وليس العكس، وثباتها وصلابتها، وإفشالها لمحاولات تبديدها واستئصالها، المتكررة المتصاعدة!

- على هذا الأساس، وبالدليل الإيجابي لعظم المأساة التي نعيشها اليوم، أعتقد أن الأمة العربية  على وشك النهوض، والانتصار، وأن نهوضها سوف يكون فعالآ في عملية تغيير العالم أجمع نحو الأفضل!

وسوم: العدد 708