معركه حطين وما بعدها

قصه الدوله الايوبيه (3)

القبض على صليب الصلبوت: 

وظل فرسان الداوية والإسبتارية يقاتلون، في الوقت الذي فقدوا فيه الأمل بأي انتصار؛ فأمر صلاحُ الدينِ ابن أخيه تقي الدين عمر أن يهجم مع خيَّالته على الصليبيين الذين تضعضعت صفوفهم، واختل نظام جيشهم، وأشعل المسلمون خلال ذلك النيران في الأعشاب الجافة والأشواك؛ فحملت الريح لهيبها ودخانها باتجاه الصليبيين؛ فزادت من معاناتهم، واجتمع عليهم العطش، وحر الزمان، والنار والدخان والسيوف، وأدى ذلك إلى فرار من بقي منهم من ساحة المعركة إلى إحدى قرون حطين حيث شاهدوا تقي الدين عمر يقبض على صليب الصلبوت؛ فأُسْقِطَ في أيديهم، وكانت تلك أكبر خسارة تكبدوها. وتجمع بعض الفرسان حول خيمة الملك لشن هجوم مضاد، لكن صلاح الدين عاجلهم؛ فاندفع المسلمون الذين صعدوا إلى التلة التي نُصِبَتْ فيها الخيمة وأنهوا المعركة، وأسروا كل من كان حول الملك وفيهم الملك نفسه وأخوه، ورينولد شاتيون صاحب الكَرَك، وجماعة من الداوية والإسبتارية، وكَثَُرَ القتلُ والأسرُ فيهم[3]. 

صلاح الدين يقتل شاتيون بيده: 

سماحة القائد أم سماحة الإسلام: 

ومن الأمور اللافتة ما حدث من طلب العادل من أخيه صلاح الدين إطلاق سراح ألف أسير من الفقراء على سبيل المكافأة عن خدماته له مظهرًا بذلك تسامحًا كبيرًا، فوهبهم له؛ وإذ ابتهج البطريرك لذلك، لم يسعه إلا أن يطلب من صلاح الدين أن يهبه بعض الفقراء ليطلق سراحهم، فاستجاب لطلبه، ثم أعلن أنه سوف يطلق سراح كل شيخ، وكل امرأة عجوز، كما ذهب بعيدًا حين وعد نساء الصليبيين بأن يطلق سراح كُلِّ مَن في الأسر من أزواجهن، ومنح الأرامل واليتامى العطايا من خزائنه كل واحد بحسب حالته

وسوم: العدد 709