النخبة والجمهور

من عادتي حضور ندوة ادبية اسبوعية في صالون ادبي عريق عمره اكثر من نصف قرن...!

وعلى ذمة من اخبرني فقد كان يتردد على هذا المكان كبار ادباء مصر ابراهيم ناجي علي محمود طه علي الجارم السحرتي احمد زكي ابو شادي وغيرهم

ولكن الامر الذي اثار دهشتي ان عدد الحضور في احسن الحالات ماكان يزيد عن 20 شخصا

وعندما تجرات وسالت من يدير الجلسة وهو شاعر معروف قال لي نحن يااخ محمود لانلتفت الى العدد وانا منذ 30 عاما ادير هذه الندوة لااذكر ان العدد،قد زاد عما تراه لان الشعر فن النخبة،،،وليس فن العامة،،،!!

وقلت في نفسي مادام الشعر فن النخبة،، لماذا اذن يعاب على الشاعر،انه لايمس هموم الناس ولا يتقن التواصل معهم..!؟وانه متقوقع في برجه العاجي وانه اناني ايضا...!!

ولماذا اذن تقام للشعراء المنابر عليها يتزاحمون...!؟

ليس هذا فحسب وانما يتفاخرون بعدد الحضور مادام الشعر نخبويا..!؟

كيف نستطيع اذن حل المعادلة ان يكون الشعر نخبويا وشعبيا في ان واحد..!؟

بمعنى اخر

كيف يستطيع الشاعر ان يحقق ذاته دون ان ينفصل عن جمهوره..!؟

ولماذا قال محمود درويش انا على استعداد لان،،اضحي بنصف جمهوري اذا كان عائقا لمسيرتي الابداعية....!

تلك اسئلة راودتني وانا استمع الى اجابة الشاعر الكبير

ولا اظن ان كثيرا من الشعراء قد استطاع ان يحقق هذه المعادلة الصعبة ان يحافظ على خصوصية التجربة الابداعية ويقنع الناس انه جزء من همومنم واوجاعهم..!؟

ان يكون شاعرا نخبويا وشعبيا في الوقت نفسه..!

ودائما الله من وراء القصد

وسوم: العدد 710