مواصفات عبيد العبيد.. وطريقة تحريرهم من العبودية

من هم عبيد العبيد ؟؟؟

عبيد العبيد ... وما أدراك .. ما عبيد العبيد ؟؟؟!!!

إنهم فصيل من المخلوقات الفقارية .. شعبة الآدميات !!!

لهم أيدٍ يبطشون بها .. وأعينُ لايبصرون بها !!!

وآذان لا يسمعون بها ..  وألسنة حداد يسلقون بها أعراض الناس .. أشحة على الخير !!!

وأرجل ٌ يمشون بها في أنفاق .. وزواريب الحياة الدنية .. لا يهتدون سبيلاً .. ولا يعرفون لهم طريقاً مستقيماً !!!

عبيد العبيد .. يبقوا عبيدا .. ولو لبسوا كل يوم .. ثوبا من جديد !!!

ولو تزينوا بالحلي .. والمرجان .. والزمرد .. والعقيق !!!

ولو وُضِعوا على عرش من الياقوت .. والعسجد .. والدر المنثور !!!

ولو مُلِكوا ( لام مكسورة مشددة ) على شعوب الأرض من أقصى المشرق .. إلى أقصى المغرب !!!

إنهم مهزومون في داخلهم !!!

إنهم مخبولون في تفكيرهم .. وعقولهم !!!

قلوبهم خاوية .. وأفئدتهم فارغة !!!

كل أمانيهم .. وأحلامهم أن يأكلوا .. ويتمتعوا .. كما تأكل الأنعام !!!

ويلهوا .. ويلعبوا .. كما تلعب الصبية الصغار !!!

ويتحكموا .. ويسيطروا .. ويهيمنوا .. وينتفشوا بريشهم على خلائق ضعيفة .. كان قدرها أن توضع  تحت إمرتهم بطريقة طاغوتية .. جبروتية .. إستبدادية .. عسكرية !!!

غير أنهم يختلفون عن الأنعام .. والصبية .. الذين لا يحملون هماً .. ولا حزناً !!!

أنهم دائماً مرعوبون .. خائفون .. قلقون .. مسهدون !!!

لا يعرفون راحة .. ولا أمناً .. ولا سلاماً !!!

إنهم حاذرون .. متوجسون .. مترقبون أي إشارة .. تأتيهم من أسيادهم العبيد.. القابعين في الكرملين .. أو في قم .. أو في البيت الأسود .. المسربل بالقطران والحديد !!!

إنهم يتبدلون .. ويتغيرون .. ويتذبذبون .. في ولائهم .. وتبعيتهم .. وعبوديتهم .. بين هؤلاء .. وأولئك !!!

إنهم يبيعون .. إنسانيتهم .. وآدميتهم .. وضمائرهم .. ودينهم .. وخُلقهم .. وكل ما يملكون من قيم الحياة – إن كانوا يملكون - لمن يدفع أكثر .. من القناطير المقنطرة من الذهب والفضة .. والخيل المسومة .. والأنعام !!!

أو لمن يدفع أكثر بالدرهم .. أو الدينار .. أو الدولار !!!

إنهم رضوا بالحياة الدنيا .. واطمأنوا إلى متاعها الرخيص .. المهين .. وقنعوا بالعيش الدون !!!

ونسوا يوم الحساب العسير !!!

ما أبأسُهم !!!

وما أتفههم !!!

وما أصغرُهم !!!

وما أضعفهم !!!

غير أنهم :

يتنمرون .. ويستأسدون .. ويتكبرون على مواليهم .. ورعيتهم .. والضعفاء من شعوبهم !!!

لكنهم :

يخنعون .. ويخضعون .. ويستسلمون .. ويخنسون لأسيادهم العبيد !!!

ويحسبون أنهم .. ينفعونهم .. أو يضرون !!!

ويخافون منهم .. كما تخاف الفئران من القط السمين !!!

فتلوذ في جحورها .. حالما يصرخون في وجوههم .. أو يأمرون !!!

لأن أحلامهم .. أحلام العصافير .. وعقولهم .. عقول الرضع .. الرتع من البهائم .. والحمير!!!

لا يهمهم إلا رضا العبيد !!!

هذه الأوصاف المذكورة أعلاه .. موجودة لدى معظم الشعوب العربية .. إن لم يكن كلها !

تسرح .. وتمرح .. وتتمتع بملذات الدنيا الرخيصة .. كما تتمتع الأنعام بالضبط .. لا يهمها عزة ولا كرامة ولا حرية ولا سيادة ولا تفكر في آخرة .. ولا جنة ولا نار مقطوعة الصلة نهائيا عن العالم العلوي .. ومنغمسة حتى أذنيها في العالم السفلي .. الترابي .. والمستنقع الطيني .

ولكن .. هل من إصلاح لهؤلاء العبيد .. وهل من إمكانية لنقلهم إلى مرتبة الأحرار ؟!

نعم .. بالتأكيد ..

إذا وُجد الدعاة.. والمصلحون الذين يتصفون بالحلم والأناة .. والفطنة والكياسة ..

وأنهم لا يُفرٍطون ( بتسكين الفاء ) .. ولا يُفَرِطون ( بفتح الفاء وكسر الراء مع التشديد ) ....

ولا يتزمتون ولا يتنازلون .. مثقال حبة من خردل.. في أمور الدين ..

ويخافون الله وحده.. ولا يبالون بالطواغيت الذين صنعوا هؤلاء العبيد.

ولا يتشددون في أمور فيها سعة.. ولا يضيعون حقوق الله الصارمة.. الحاسمة التي ليس فيها مجال للتنازل عنها.. ولا حبة خردل.

ويركزون على التمسك بالأولويات الأساسية في الدين .. ويبتعدون عن الإنشغال.. والإهتمام بالنوافل والمندوبات .. والفرعيات.

 ويتجنبون الخوض في الخلافيات.. أيا كان نوعها.. عقائدية.. أو فكرية.. أو فقهية.. ويتمسكون بما تم الإجماع عليه من قبل علماء الأمة.. من عهد الصحابة إلى الوقت الحالي ..

إذا وُجد هذا الفريق الدعوي.. الإصلاحي الفاهم لطبيعة الواقع الميداني ..

والمتبصر لطبيعة الصراع الدائم بين الحق والباطل ..

والواعي لمخططات الأعداء.. ومكائدهم.. والقادر على تحطيمها.. وتفتيتها بدون استفزاز للأعداء.. وبدون ضجيج.. ولا تهريج.. ولا جعجعة فارغة.. ولا خطب رنانة.. صاخبة.. مع القدرة على المناورة..  والمخادعة للأعداء ..

والإبتعاد عن النفاق.. والرياء.. والتزلف للحكام عامة.. ومديحهم.. والثناء عليهم.

مع الصدق والإخلاص ..

ووضوح الرؤية.. والهدف المنشود من الدعوة.. والإصلاح.. والتحرير.

كما ذكره الجندي المسلم.. الأعرابي البسيط ( ربعي بن عامر ) لرستم قائد الفرس:

( الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد.. إلى عبادة رب العباد.. ومن ضيق الدنيا.. إلى سعة الآخرة.. ومن جور الأديان.. إلى عدل الإسلام ).  

فإنهم يستطيعون.. أن ينقلوا هؤلاء العبيد.. من الوحل.. والطين الذي يتمرغون به.. إلى قمم الحرية.. السامقة.. الشاهقة .. ومن حمأة الرذيلة.. إلى واحة الفضيلة الغناء ..

وسوم: العدد 714