الضرباتُ الإسرائيلية على مطار دمشق برسم التوضيحات الروسية
لم تكَدْ تمضي أربع و عشرون ساعة على التصريحات الروسية، يوم الاربعاء: 26/ 4، بأن الأراضي السورية، قد تمّت تغطيتها بمنظومات دفاع جوي من نوع (( S- 300 و ( S-400 )، إضافة إلى منظومة الدفاع الصاروخية من نوع ( ALMAS-ANTEYS-400 TRIUMF )، التي كانت قد نصبتها في اللاذقية في نوفمبر: 2015، و منظومة (( S- 300 التي نصبتها في أكتوبر: 2016 في طرطوس.
حتى جاءت الضربات الإسرائيلية فجر الخميس: 27/ 4، مستهدفة اللواء ( 29 )، في الجهة الجنوبية ـ الغربية، حيث تقع مخازن الأسلحة التي تقوم إيران بشحنها إلى حزب الله، عن طريق مطار دمشق الدوليّ، بواسطة طائراتها التجارية، ( هناك تقارير تشير إلى إصابة بعض هذه الطائرات )؛ لترسم أكثر من علامة استفهام، حول جدوى الحماية الجوية في سورية.
ففي السابع من نيسان الجاري قامت أمريكا بتنفيذ ( 59 ) ضربة صاروخية على مطار الشعيرات، انطلاقًا من البحر المتوسط، مرورًا فوق قاعدة حميميم، التي وضعت روسيا يدها عليها منذ سنتين، بمعنى أنّ منظومة الدفاع الجوي الروسي من نوع ( ALMAS-ANTEYS-400 TRIUMF )، أشدّ ما تكون جاهزية فوقها؛ غير أنّ الأمر مضى و كأنْ لا وجود لها.
و هو الأمر الذي حاولت روسيا التقليل منه، من خلال تقرير غير بعيد عنها، نشرته ( تاكتيكال رسبورت ) في: 14: 4، بأنّ منظومة ( ( KARASUKHA-4 الإلكترونية الأرضية، التي تعتمد على التوجيه و إعادة التوجيه، بنظام ( G P S ) و عبر الاتصال بالأقمار الصناعية، التي نصبتها روسيا قبل سنة و نصف في سورية؛ للتصدي للهجمات الجوية، و ضربات الصواريخ المتطورة المعتمدة على التوجيه، قد نجحت في حرف ( 36 ) صاروخًا من الـ ( 59 )، التي أطلقتها أمريكا على الشعيرات.
و هو الأمر الذي نفته القيادة العسكرية الأمريكية، من خلال تشكيكها بكفاءة تلك المنظومات، التي أعلنت روسيا نصبها في سورية؛ حيث لم تقُم بأية ردة فعل تجاه تلك الضربات الصاروخية.
و ذلك أنّه في ذات الوقت للضربة الأمريكية، تحدثت وكالة ( آكي ) الإيطالية، عن تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي غارات على مناطق في درعا، و القلمون الشرقي، في: 6/ 4، استهدفت فيها مواقع أمنية و عسكرية لحزب الله، و أخرى للنظام، من غير أن تواجه باعتراض، أو تُستهدف بمضادات أرضية.
و اللافت للنظر في أمر ضربات الإسرائيلية الأخيرة، التي يُرجَّح أنها كانت عن بعد، بواسطة طائرات الشبح المخيفة F35، التي كانت إسرائيل قد استلمتها من أمريكا في: 16/ 12/2016.
فهل كانت روسيا على علم بالأمر، و لكن منظوماتها الجوية الدفاعية، قد وقفت عاجزة أمامها؟
ما يعني أنّ الدعاية الضخمة التي ما فتئت روسيا تروجها لأسلحتها، لا تعدو كونها بروباغندا للتسويق لمنتجاتها من الأسلحة، لدى مجموعة الدول التي تستوردها لأغراض الحماية الذاتية، فأين هي فاعلية السلاح الروسي، الذي يقول بوتين أن الصادرات منه قد زادت، بعدما أثبت فاعلية في المعارك الدائرة في سورية.
و حسبُ المتابع في ذلك، غرقُ الفرقاطة الروسية ( ليمان ) في البحر الأسود أمس الخميس، على بعد 25 ميلاً من مضيق البوسفور، بمجرّد اصطدامها بباخرة لشحن الحيوانات.
أم أنها على اطلاع بما جرى، و قد أرادت أن توصل من خلالها رسائل إلى الأسد و إيران و حزب الله، بأنها باتت تنظر في العروض التي تقدّم إليها، سواء منها الغربية: التي حملها الوزير تيلرسون، أو العربية: التي حملها أكثر من ضيف خليجي، كان آخرهم الوزير عادل الجبير، قبل يوم واحد من هذه الضربات.
و لاسيّما أنّها قد حصلت في أثناء وجود وزير الدفاع الإسرائيلي ( افيغادور ليبرمان ) في موسكو، الذي أبدت دولته انزعاجًا كبيرًا من روسيا، إثر تفاجئها باحتفاظ الأسد كميات من الأسلحة الكيماوية، التي كانت روسيا الضامن في انتزاعها منه، بموجب القرار( 2118 ).
إنّ هذا الأمر يبقى معلّقًا بما ستقدّمه روسيا من التوضيحات إلى حلفائها في الملف السوري.
وسوم: العدد 718