لنّوش في عيد ميلادها الثاني
تحتفل حفيدتي لينا بنت قيس ومروة، هذا اليوم 21-5 بعيد ميلادها الثّاني، تحتفل بميلادها في شيكاغو بأمريكا على بعد أحد عشر ألف كيلومتر عنّا، وبالتّأكيد فإنّها بهذا العمر المبكر لا تعي ما معنى بعد الأحفاد عن الأجداد. وما مدى شوق الأجداد لأحفادهم؟ لكنّها تدرك جيّدا مدى حبّي لها.
قبل حوالي أسبوعين قالت لي أستاذة جامعيّة: لقد أحببت "لنّوش" حفيدتك لجمال ما كتبت عنها، خصوصا رواية اليافعين "لنّوش"، وأتمنّى رؤيتها ولقاءها، لكنّني أسألك: ألهذه الدرجة تحبّها أم أنّك مهووس بها؟
أجبتها مبتسما: عندما تصبحين جدّة ستعرفين معنى حبّ الأجداد للأحفاد؟ وأضفت قائلا: يقول مثلنا الشّعبيّ " ما أغلى من الولد إلا ولد الولد" ويقول المثل الاغريقي:" ابنك ولدته مرّة، وحفيدك ولدته مرّتين".
لكنّ حفيدتي "لنّوش" لها حبّ خاصّ ومميّز في قلبي، ليس من باب أنّها ابنة وحيدي قيس فحسب، بل لأنّها بعيدة عنّي، وأستذكر هنا ما يروى عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما أجاب على سؤال: أي أبنائك أحبّ إليك؟
فقال: "الصّغير حتّى يكبر، والمريض حتّى يشفى، والغائب حتّى يعود" فحبيبة قلبي "لنّوش" صغيرة وغائبة، وذكيّة إلى درجة النّبوغ.
وهذا لا يعني مطلقا أنّني لا أحبّ أحفادي "كنان وبنان" أبناء بنتي أمينة، أو "باسل" بن بنتي لمى، فثلاثتهم فلذات من كبدي، وسعادتي بهم كبيرة، وإذا ما غاب أحدهم عنّي يومين متتاليين أشعر بالقلق وعدم الرّاحة، بل أشعر بفراغ عاطفي لا يملؤه غيرهم.
ومن المفارقات غير العجيبة أنّني تربّيت في طفولتي على تقبيل يديّ جدّيّ، لكنّني أنا أقبّل أيدي أحفادي بسعادة غامرة، وأرفض أن يقبّلوا يد أيّ شخص كائنا من كان.
و"لنّوش" حبيبة سيدها، أي حبيبتي أنا، يؤلمني بعدها عنّي كثيرا، وشوقي لها يفوق شوقي لأبيها الذي هو ابني الوحيد، وأتذكّر كلّ حركة من حركاتها، عندما قضيت معها ثلاثة شهور انتهت في 4-12-2016. لكنّني لم أرتوِ من رؤيتها ومداعبتها، ويحترق قلبي شوقا لها، أفرح عندما أراها صورة وأسمعها صوتا في المحادثة على "السكايب" وأحزن عندما تنتهي المحادثة، وأنتظر بشوق المحادثة القادمة.
فعيد ميلاد سعيد أيّتها "اللنّوش" وآمل أن يكون يومك سعيدا، ودخولك العام الثّالث من عمرك ليكون لك العمر المديد والحياة السّعيدة.
وسوم: العدد 721