تركيا : تكاثرت الذئاب على خراش!!
النظام في تركيا علماني وليس إسلاميا ..كما يحلو لبعض المتفائلين أن يقولوا ..وبعض الحاقدين كذلك – وخصوصا ممن لا يحبون لأي مسلم أي خير !
أؤلئك بحسن ظن- وهؤلاء ليتخذوا من مطاعن على الحزب الحاكم .. منافذ للطعن في الإسلام والمسلمين..وأنى لهم ذلك؟
نعمّ الشعب التركي أغلبيته مسلمون وأكثرهم متدينون .. وحزبه الحاكم حزب نظيف يحكم لصالح بلده .. لا بتعليمات الغرباء والطامعين والمغرضين ..الذين يوجهون دول العالم الثالث وجهات مدمرة – وفي أغلب الأحيان تحت حجج ودعاوى الإصلاح وما يشبهه من مسميات ومصطلحات ..وهو غالبا ما يحمل ضده!
ولا شك أن الحزب الحاكم الحالي – ولتركيبته النظيفة والأمينة – وأكثرهم متدينون كذلك- استطاع أن يخطو بتركيا خطوات عملاقة نحو القوة الاقتصادية والعسكرية والصناعية وغيرها ..
ولكن الدستور ما زال هو الدستور العلماني ..دستور أتاتورك .. – ربما مع بعض التعديلات !
ولذا حينما أجري استفتاء على [النظام الرئاسي].. توجست أوروبا وحاولت دفع الأتراك لرفض ذلك .. ولذا جاءت أغلبية التصويت عليه بسيطة جدا .. وما نجح إلا لثقة الشعب التركي في حكامه ..وما ثبت لديه عمليا أنهم يريدون له الخير ..ولذا صوت كثير منهم بالموافقة – مع أن – ربما كثير منهم- لا يعرفون حقيقة القصد من ذلك .. فذلك النظام يقوي مركز الرئيس ..ويقترب من الدكتاتورية !!
..ولا بد أن يعلم الرئيس رجب الطيب أردوغان أنه غير مخلد ..وأنه قد يأتي بعده من يسيء استعمال مثل ذلك النظام!
..أما أوروبا – في معارضتها الدعاية لتلك الخطوة – في أوساط سكانها من الأتراك- فقد تجاوزت الأعراف الدبلوماسية ..وأساءت لبعض المسؤولين الأتراك ومنهم وزير الخارجية ..ووزيرة في الحكومة منعوها من مقابلة سفير بلادها ..وأخرجوها من ديارهم بشكل مهين !
..ومعلوم أن أوروبا تماطل تركيا في مطالبتها بالدخول في الاتحاد الأوروبي ....حتى ملت من ذلك.. وقد صرح أكثر من مسؤول أوروبي أن الاتحاد ليس فيه مكان لدولة أغلبيتها مسلمة .. وأن سبب منع تركيا من الانضمام للاتحاد الأوروبي أنها بلد مسلم!
وعلى كل حال .. فهاهو الاتحاد .. كأنما بدأ [ يفرط!] وبدأ بعض أعضائه في الانسحاب منه – كبريطانيا ..وقد يحذو غيرها حذوها!
ولا ينكر إلا مكابر ..أثر حكم حزب العدالة والتنمية في تركيا .. والنهضة العظيمة التي نهض بها – بالرغم من كثير من المعوقات والعقبات التي تغلب عليها ..ولا ننسى أن [أمل ] تركيا في الانضمام إلى النادي الأوروبي ..والوحدة الآوروبية – ورقابة أوروبا لتطبيق معاييرها المطلوبة لتقترب تركيا من نظمها – وكثير منها صالح ولمصالح شعوبها - .. كان من أكبر المعينات على تلافي كثير من العقبات والسلبيات – وخصوصا- تربص الجيش .. الذي اعتاد على الانقلابات ..كلما أحس أن تركيا اقتربت من أن تتحرر أو وضع شعبها يتحسن ..أو تكون للشعب كلمة حقيقية مؤثرة .. فينتكس بها بانقلاب عسكري ..يعيدها إلى المربع الأول – كما يقولون!!
لكن كان للاتحاد الأوروبي ..وتمنية تركيا بدخوله ..ومراقبة تطبيق اشتراطاتها عليه..أكبر الأثر في لجم طموح ومؤامرات العسكر ..إلى أن أمكن – إلى حد كبير – إصلاح كثير من البنية العسكرية المتـأمركة!
..ومع ذلك جرت محاولة انقلاب ..ولولا وعي الشعب التركي ..وامتناع بعض الانقلابيين عن الدموية المعتادة في الانقلابيين ..- أيضا –ربما حسبوا حساب مراقبات أوروبا ومنظمات حقوق الإنسان – لربما كان الانقلاب قد نجح – خصوصا وأن هنالك كثيرا من الأعين والنظم القمعية النتنة والمتخلفة كانت تريد أن تعود تركيا مثلها دكتاتورية قمعية متخلفة ..القرار فيها فردي –وغالبا ليس من أهلها ..بل إملاءات معتادة وأوامر من السادة! – كما تعود بعضها على عبادة [البيادة]!
ومع ذلك فالنظام التركي عانى من كثير من العقبات ..واضطر أن يقدم بعض التنازلات .. وليتجنب مزيدا من المشاكل والأزمات أصلح علاقاته مع مصدرين من أهم مصادر [الإشكالات].. ليتفرغ لغيرهما : مع روسيا بعد حادث إسقاط إحدى طائراتها العسكرية المساهمة في قتل السوريين ..ومع دولة اليهود المحتلة لفلسطين .. بعد حادث ( سفينة مرمرة) وقتل 9 أتراك من ركابها ..!
.. فتركيا – ومنذ زمن – تخوض حربا ضد عصابات حزب العمال الكردستاني الإرهابي الانفصالي .. وتتكبد بعض الخسائر !
..وهاهي ما تزال تلاحق [ الجيوب الانقلابية] لجماعة [جولنٍ] التي تتهمها بأنها وراء الانقلاب الفاشل .. وتبين أنها متغلغلة في كثير من الأوساط التركية !
..وهاهم يجرون استفتاء في أكراد شمال العراق .. ليكرسوا ويشرعنوا الانفصال .. ولتكون نواة لضم الأراضي المقتطعة من الدول الثلاث .. في ظروف ضعف وصراع مرير .. لتكوين تلك الدولة التي لا يمكن أن تغيب عن دعمها وتكوينها المؤامرات الصهيونية والاستعمارية !!
وللأسف فقد أسلمت تركيا حلب وما حولها للسقوط. .. وانشغلت عنها وقدمت الجبهات الأقرب إليها !
.. كما أن روافض العراق .. قد حيدوا تركيا عن معركة الموصل ..وغيرها .. لينفردوا بإبادة كثير من أهل السنة الذين تعتبر تركيا هي الحامي التاريخي لهم- وخصوصا التركمان.. وقد استغل الروافض ..الأوضاع خصوصا [ قوات جحش- جيش الحشد الشيعي]!..ومنعوا كثيرا من أهل السنة من الرجوع إلى بلداتهم ..كأهل جرف الصخر والمقدادية وغيرهم..وفتكوا بالبلدات السنية ..وقتلوا كثيرا من أهلها – بحجة التعاون مع تنظيم الدولة .. ..وقد قالها من قبل العبادي رئيس الوزراء [ لا يقشمروك .. كلهم دواعش] يقصد أهل السنة..! وقد مورست إبادات لأهل السنة – وخصوصا الآن في الموصل وما حولها – غالبا في صمت ..وفي غبار محاربة [داعش] !..وباع الروافض أثاث السنة في الأسواق بأبخس الأثمان ..ومنعوهم من العودة لديارهم..وتركوا [بقاياهم] يعانون في مخيمات بائسة بعد ما أبادوا منهم ما أبادوا!!
..وللأسف كذلك فعل ويفعل بعض الأكراد ..حيث يمنعون العرب والتركمان – وغير الأكراد عموما-..من العودة إلى بلادهم بعد تحريرها من داعش..
..وتركيا ترى ذلك ولا تملك فعل شيئ ! .. فقد منعها الروافض رسميا من الاشتراك في معركة الموصل الدامية ..والتي يتسابق فيها المشاركون على إبادة أهلها وتدمير بيوتهم على رؤوسهم وتشريد من بقي حيا منهم!!
.. تركيا الآن مشغولة بملاحقة عدة جهات معادية ومتآمرة ..وبعضها ارتكب جرائم تفجيرات كتنظيم الدولة ..وحزب العمال الكردستاني .. وربما القاعدة أيضا.. ويضاف إليهم ملاحقة [الجيوب الغولنية] من جماعة عبدالله غولن القابع في أمريكا ..ويسلط اتباعه لحرب الدولة التركية الوطنية ..وللأسف تحت شعارات وأستار إسلامية ودينية !!
.. فماذا ستتلقى تركيا من هؤلاء وهؤلاء وأؤلئك!..ومن تتقي منهم ..وكلهم يتآمرون عليها ويريدون بها شرا..وهاهي تعتقل بعض فلولهم بين الحين والحين !..حتى انطبق عليها قول الشاعر:
تكاثرت الذئاب على خراش فما يدر ي خراش ما يصيد!!
وسوم: العدد 725