ماكو عيد
تعني كلمة "عيد في اللغة كما جاء في المعجم الوسيط: هو يوم سرور يحتفل به بذكرى حادثة عزيزة أو دينيّة"، وللمسلمين عيدان في السّنة فقط، هما عيد الفطر وعيد الأضحى، أي أنّ انتهاء الشّهر الفضيل عيد يحتفل به، ولا أدري من أين جاءت عبارة"لا أوحش الله منك يا رمضان".
وما يعنينا هنا هو أن نتساءل إن كانت أعيادنا في سنوات القحط الفكري، الثّقافي، الاقتصادي، العلمي، التّعليمي، الصّحّي، الاقتصادي وحتّى الدّيني، هي أيّام احتفالات وسرور، كما تعني "كلمة عيد"؟
فكيف تكون الاحتفالات والمصلّون الرّكّع السّجود في أولى القبلتين المستباحة حرماته تعرّضوا ويتعرّضون للضّرب والاعتقال، وغاز الفلفل وغيره؟ ومداخل القدس تنزف من دماء من مرّوا بها؟ والمدينة يُسرق تاريخها وثقافتها بعد أن سُرقت جغرافيّتها؟
أيّ احتفالات وجثامين الشّهداء محجوزة في ثلّاجات إلى درجة التّجمّد؟ وعذابات الأسرى خلف الأبواب الموصدة وعذابات ذويهم يصل أنينها عنان السّماء، وصرخات مليوني إنسان محاصرين في "إمارة" قطاع غزّة ويعانون الأمرّين لا تجد من يصغي إليها؟
وما معنى الاحتفالات والانقسام بين شطري فلسطين الذبيحة التي تئنّ من ثقل بساطير الاحتلال يدخل عامه الحادي عشر؟
وكيف ستكون الاحتفالات وبلاد العربان تطبّع مع المحتلّ وتتحالف معه بعد خمسين عاما من الاحتلال، وأولى القبلتين جرى تقسيمه زمانيّا تمهيدا لتقسيمه المكانيّ؟
وكيف ستكون الاحتفالات ومئات الضحايا يسقطون يوميّا في سوريا، العراق، اليمن، ليبيا، صحراء سيناء وغيرها، وملايين المواطنين هجروا ديارهم لينجوا بحيواتهم؟
وهل سنرقص بالسّيوف ومليارات الدولارات من أموال الأمّة تصبّ في خزائن من يستعبدون أمّة كانت "خير أمّة أخرجت للنّاس" والملايين من أبناء الأمّة لا يجدون ثمن كسوة العيد لأطفالهم، أو ما يسدّون به رمقهم في "العيد"؟
وهل بقي مكان للفرح في بلدان تستأسد على بعضها البعض، فتتقاتل وتقتل وتشرّد رعاياها، وتدمّر أوطانها، ومن سخريات القدر تحت شعار " لا إله إلا الله"!؟
فأين العيد يا أمّة ارتضت أن "تكون أضحوكة للأمم"؟ أم أنّنا على رأي إخوتنا العراقيّين "ماكو عيد"؟
وسوم: العدد 726