قصة عجيبة طريفة لشاب مسلم
قصة عجيبة طريفة لشاب مسلم جاهد مع مسلمة بن عبد الملك وشيخ رومي وقع في اسر المسلمين :-
غزا القائد مسلمة بن عبدالملك بلاد الروم في سنة 86 هجرية ، وغنم ووقع بيده عدد كبيرمن الاسرى الروم. وكان من عادة الروم قتل الاسرى المسلمين واجبارهم على التنصر. فكان لابد من معاملتهم بالمثل عندئذ عرض مسلمة اسرى الروم على السيف لقتلهم حتى جاء الدور على شيخ رومي كبير السن فقال لمسلمة:ما حاجنتك الى قتل شيخ مثلي؟ ان تركتني جئتك بأسيرين من المسلمين شابين. قال مسلمة ومن يضمن لي ذلك؟ قال الرومي اني اذا وعدت وفيت .قال مسلمة اني لست أثق بك فقال الرومي فدعني أطوف في عسكرك لعلي أعرف من يكفلني حتى امضي وأعود بألاسيرين.فوكل به مسلمة من يطوف معه بالعسكر والاحتفاظ به.فما زال الشيخ الرومي يتصفح وجوه الجنود حتى مر بفتى من بني كلاب كان قائما يحس فرسا له،فقال يافتى اضمني للامير وقص عليه قصته.
فوافق الفتى على ان يضمنه وجاء معه للامير مسلمة وضمنه فأطلقه ومضى الرومي الى بلده .ولما غادر سأل مسلمة الفتى المسلم هل تعرفه؟قال لا والله. قال مسلمة فلم ضمنته؟ قال رأيته يتصفح الوجوه فأختارني من بينهم فكرهت ان أخلف ظنه بي.
وفي الغد عاد الشيخ الرومي بأسيرين شابين من المسلمين وسلمهما للامير مسلمة. وطلب منه ان يأذن لذلك الفتى الذي ضمنه ان يذهب معه الى حصنه ليكافئه على حسن صنيعه. فقال مسلمة للفتى ان شئت فامض معه. فسار معه الى حصنه فلما دخل معه قال له يا فتى فلتعلم انك ابني! قال كيف اكون ابنك وانا رجل من العرب مسلم. وانت رجل نصراني من الروم. قال فأخبرني عن امك ماهي؟قال هي رومية. قال الرومي فاني اصفها لك؛فبالله ان صدقت الاصدقتني.قال افعل . واخذ الرومي يصف ام الفتى وصفا دقيقا لم ينكرمنه شيئا. فقال الفتى هي كذلك فكيف عرفت اني ابنها؟ قال بالشبه وتعارف الارواح وصدق الفراسة؛ووجود شبهي فيك. ثم اخرج له امرأة فلما رأها الفتى لم يشك انها امه لشدة شبهها بها،وخرجت معها عجوز كأنها هي.فأقبلان يقبلان رأس الفتى.فقال له الشيخ:هذه جدتك وهذه خالتك ثم طلع من اعلى الحصن ونادى بشباب كانوا خارجه فأقبلوا فكلمهم بالرومية فاقبلوا يقبلون رأس الفتى ويديه ورجليه. فقال للفتى هؤلاء اخوالك وبنو خالاتك وبنو عم والدتك. ثم أخرج اليه حليا كثيرة وثيابا فاخرة وقال هذه لوالدتك عندنا منذ سبيت فخذه معك وادفعه اليها فانها ستعرفه.ثم اعطاه لنفسه مالاكثيرا وثيابا ثمينة وحمله بما معه على عدة دواب وبغال حتى أوصله الى معسكر مسلمة بن عبد الملك. وانصرف عائدا الى حصنه. ولما عاد الجيش الى الشام دخل الفتى الى منزله واخذيخرج الشيء بعد الشيء مما عرفه الشيخ الرومي انه لامه فتراه امه فتبكي فيقول قد وهبته لك يااماه.فلما كثر هذا عليها قالت يابني أسالك بالله أي بلدة دخلت حتى صارت اليك هذه الثياب؟ وهل قتلتم اهل الحصن الذي كانت فيه هذه الاشياء فوصف لها ابنها صفة الحصن وصفة البلد وقال ورأيت قوما وصفهم كذا ووصف أمها واختها والشيخ الرومي وهي تبكي ويزداد قلقها فقال لها ما يبكيك؟ فقالت الشيخ والله أبيك والعجوز أمي وتلك أختي. فقص عليها كامل الخبر واخرج بقية ما كان أرسله معه ابوه اليها فدفعه اليها.
وهذه القصة العجيبة وما شابهها هي التي جعلت ابو اسحاق الفزاري في كتابه السير يورد بعض الفتاوى للامام الاوزاعي من انه لا يجوز للمسلمين اذا وقع بأيديهم سبي من اطفال الروم ونشاوا نشأة اسلامية ان يبادلهم المسلمون باسرى لدى الروم لانهم نشأوا في ربقة الاسلام واعادتهم الى الروم قد يهدد عقيدة الحق التي تربوا عليها……….الخ
ومثل هذه القصة الحقيقية ونظائرها -وما أكثرها -في تاريخنا الاسلامي. هي التي يجب ان تتجه اليها انظار مؤلفي نصوص المسلسلات الاسلامية التي يكون هدفها بناء الشخصية المسلمة المتمسكة باهداب الدين وفضائله ولمواجهة المنحرفين من الكتاب الذين يشوهون التاريخ الاسلامي الناصع ويشوهون رموزه الابطال ويقلبون الحقائق رأسا على عقب مثلما فعلوا في مسلسل سمرقند وغيره.!!!!!
وسوم: العدد 728