أيُّها الإسلامُ العظيم
ايُّها الإسلام العظيم ... هذه رايتُك تخفق في أرجاء الكون من جديد ، كما خفقت في المرة الأولى بيد نبيِّ الرحمة المُهداة للعالمين صلى الله عليه وسلم ، فالأمة الإسلامية آنَ موعدُها معك ، وأهل الأرض جميعا حان موعدُهم معك ، فلدى تشريعك السماوي متطلباتهم ، وحلُّ قضاياهم الكبيرة والصغيرة ، وهم ــ اليوم ــ بحاجة ملحة إلى وثيق صِلاتِك في الرحمة والإخاء والأمان ، وإلى انتمائهم إلى قيمك الربانية التي غرستْ أكرم الحقوق لهم ، وأجلَّ الواجبات عليهم ، وأنبتْ أسمى التصورات ، وأحيت المؤهلات التي تخدم حياتهم الاجتماعية في صدور الأوفياء المخلصين ، فازدرى أتباعُك ماروَّج له أعداؤُك الموتورون ، يوم تزينوا بثياب الاستقلالية الأثيرة ، وارتبطوا بربِّ الأرض والسماء ، فلا سمع ولا طاعة لطاغوت أرضي مهما كان ، ولا ركون لأيِّ ظالم مهما استبد وعربد : ( إنِ الحكم إلا لله ) ، وبهذا عاين الناسُ مآثرك الجميلة ، وعايشوا فضائلك الميمونة ، فتحلت أيامُهم بخصائص منهجك الكريم الأبر ، واستأنست الأمم بما في اردانك النَّديَّة العطرة من صفات وسجايا وبكلِّ مافي معاجم السُّمو من مكارم الأخلاق ، ومن مزايا أخلاق النبيِّين عليهم الصلاة والسلام ، وهاج المجرمون أبناء ابي جهل ولهب وعتبة ، وعربد المنافقوق أبناء ابن كعب ، يريدون أن تنسلخ الأمة من عقيدتها الربانية ، ومن مجدها وعزتها ، ويلقوا بها إلى مستنقعات الشرك والحداثة والعلمنة وبقية أوثان الجاهلية المحدثة ، وحشدوا الحشود ، ومكروا: ( ويمكر الله ، والله خير الماكرين ) ، ولكن مدد الله كان أقرب إلى أهلك ــ أيها الإسلام العظيم ــ و بشارته عذبة وإشراقته حُلوة في ليل المآسي والآلام : (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم ) ، لقد ضاقت الأرض اليوم بما رحبت على المسلمين ... أهل الرزايا والأحداث الجِسام في أصقاع المعمورة ، فاستغاثوا بمَن أنزلك ونصرك ، فاستجاب الله لهم ، روى مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وسبعة عشر رجلا ; فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ، ثم مد يديه ، فجعل يهتف بربه : اللهم أنجز لي ما وعدتني . اللهم ائتني ما وعدتني . اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض . فما زال يهتف بربه مادًّا يديه مستقبلِ القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه . فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ، ثم التزمه من ورائه وقال : يا نبي الله ، كفاك مناشدتك ربك ، فإنه سينجز لك ما وعدك ، وهاهم أحفاد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم يقولون ملء قلوبهم : اللهم أنجز لنا ماوعدتَ . اللهم ابعث في قلوب أعداء الإسلام الرعب ، واهزمهم يارب العالمين . وجدِّد في حياة الأمة الصابرة المصابرة سِمات دينك القويم ، فلقد تجاوب أبناؤُها مع نداءات دينك الحنيف ، وانحسر ــ بحولك وقوتك ــ ظلام الضلال والإفساد الذي خيَّم على أرجاء دنيا الناس . واندحرت هيمنة ذاك الضلال إلى غير رجعة ...
أيها الإسلام العظيم ... أنت المنقذ من الضلال ، والهادي إلى أقوم المسالك ، وبك النجاة للإنسان في الدنيا وفي الآخرة ، وبيانك هو الحق ، والكَلِم المبين : ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله و عمل صالحا و قال إنني من المسلمين ) ، لقد أبصر أتباعك الغر الميامين سبيلَك الأقوم ، ومنهجك الأرشد ، فساروا على بصيرة وعاشوا على الأشواق يرنون إلى آفاق الغيب ، فيرون من خلالها ماوعدهم الله سبحانه وتعالى : ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا و من أتبعني ) ، بينما تفرقت السبل بأتباع الشيطان ، وعاشوا الشقاء بكل صوره وأشكاله من خوف وقلق واضطراب وضياع ، لم تنفعهم أهواؤُهم ولا أحزابُهم ولا أفكارُهم ، وأنت مازلتَ وستبقى ــ بمشيئة الله ــ عنوان الخلاص وسفينة النجاة ، حيث الاستقامة الأثيرة ، والدعوة الهادية ، وخسئ المرجفون والمنافقون ودعاة الإنقاذ الكاذبون الهالكون . إنَّ الأمة اليوم ترنو إليك ... إلى أنوارك التي أزالت الظلمات ، إلى أفيائك النَّديَّة التي يشتاقها الناس ، حيث الأمن والسعادة ، وأنت تجمعهم على موائد الإخاء والمودة والرحمة : ("مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ) ، فمَن ذا الذي لاتشتاق نفسُه إلى هذه الظلال ، ومَن الذي لاتنطلق آماقُه لتستجلي ماوراء هذا الأريج الفوَّاح ، ومَن الذي لاتهفو نفسُه وهي تسابق الآناء لتسعد في رحاب الأنس الرباني ، تَبًّـا لمَن حرم نفسَه من هذا الخير ، وراح منقادا لأهوائه لايلتفت إلا إلى جيفها وأقذارها البهيمية ، أقسم بالله العظيم : إنَّ هذا المخلوق وأمثاله من الضَّالين ليحترقوا في أتون الموبقات المهلكات وهم لايشعرون ، فطرتهم التي في أعماق ذواتهم تلتهب غضبا ، وتثور حزنا على مافرَّط هؤلاء بحق أنفسهم قبل الموت ، هم يقسون عليها و يظنون أنها تتمتع وهم في أحضان الشهوات المحرمة ، وهم يتوجعون من حيث لايشعرون على حرمانها من غذائها الروحي الكريم : ( والآخرة خير وأبقى ) .
أيها الإسلام العظيم ... هذه أمتك تُهان وتُستعبد من قِبل أمم الأوثان والصلبان وجنود الشيطان ، وهاهم بعض أبنائها يرفعون فؤوسهم في وجه أنوارك ، يحاربونك بكل ما أوتوا من قوة ... بأفكارهم السقيمة ، وأياديهم اللئيمة ، فتحوا أبواب السجون وحشروا فيها المخلصين المجاهدين لإعلاء كلمتك ، وأطلقوا الرصاص المغموس في بحار الحقد على صدور الأطهار الأبرار من أبناء وبنات أمتك ، وربُّوا الغلاظ الشِّداد من الطغاة والظالمين والسَّجانين ليخنقوا آمال أهل الهدى والتقوى في العودة إلى الله وإلى أسباب الفتح والانتصار . إنهم ــ أيها الإسلام العظيم ــ الأشرار الفجار أهل المواقف الخسيسة ، والأنظمة الملوثة بالمفاسد والرشى واللصوصية ، أبوا أن يكون الحكم لله ربِّ الأرضِ والسماء : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) . هاهم ــ وبكل صلافة ووقاحة ــ يرفعون أصواتهم ينادون بقلب الحقائق ، ويستبيحون الحرمات ، ويدوسون على المآثر والفضائل والمكرمات : و ( إذا لم تستحِ فاصنع ماشئت ) ، فسُحقا لهم ــ مرة أخرى ــ وتَبًّا لهم مراتٍ وكرَّاتٍ على مافرَّطوا في جنب الله ، شوَّهوا صورة الأمة الجميلة المشرقة ، وتباهوا بما استوردوه من سوء وخلل وأذى وعار ، إنهم يلومون أنفسهم إذا ماخلوا معها ، ويتضاحكون ويتغامزون إذا مااجتمعوا برفاقهم ، رفاق السوء ، وراحوا يتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الله والرسول ، بئس الناسُ هم ضاعوا وأضاعوا أمتهم ، وقطَّعوا أجنحتها التي كانت بها تجوب الآفاق ، وهي تحمل الرحمة والمودة والصلاح والفلاح للعالمين . كأنهم أعداء أمتهم ، بل هم أعداؤُها ، فليس همُّهم هو همُّ أمتهم ، عيونهم لاترى حالها ، ومشاعرهم لم تجد مكانا ترفرف فيه من مغانيها الكئيبة الثكلى ، مسامعهم لم تعد تسمع أنَّات الثكالى ، لقد غرقوا في مستنقعات اللهو ، وداست على جبابهم بنات الليل الساقطات ، وأخذت عقولهم أمُّ الخبائث والمخدرات ، فأي خير يُرتَجَى ممَّن فقد عقلَه وضميره ، وأصمَّ أذُنيه حتى لايسمع صوت الحق !
أيها الإسلام العظيم ... لك جند لم يبالوا بما في الأرض من ظلم وكفر واستكبار ، فحياتهم لك ، حيث وجدوا في الدفاع عن حياضك و مقارعة أعدائك ــ كل أعدائك ــ جنَّة الحياة الدنيا ، إن في الجهاد مشقة و قتلا وخسارة للأنفس والأموال والأولاد ، وهجرا للدنيا وملذاتها ، ولكن الحقيقة غير ذلك ، ففي الجهاد انتصار لك ــ أيها الإسلام العظيم ــ وفيه لأصحابه الخلود في فراديس الجنة مع النبيِّين والصِّديقين ، ومن أجل ذلك تهون الدنيا وما فيها في عين المجاهد : ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) ، إن الأعداء لايرهبهم إلا الجهاد في سبيل الله ، ولن يردَّ عُتوَّهم وطغيانهم إلا صليل السيوف وصهيل الخيول وصيحات : ( الله أكبر ... الله أكبر ) : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) ، وهذا القتال يُراد به أهل الظلم الذين ظلموا أنفسهم لعدم إيمانهم بالله ، وظلموا غيرهم عدوانا واستكبارا بغير حق : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَوْاْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، وبهذا الجهاد تزول الموانع التي وضعها أعداء الإسلام أمام إشراقات الوحي التي تنتظرها قلوب الخلق وعيونهم ، إذ لاسعادة حقيقية للبشرية إلا بدين الله : ( إنَّ الدينَ عندَ اللهِ الإسلام ) ، فبالجهاد تنتهي أهواء الأشرار ، وتُفتتح بيوت الله لإعمارها بالعابدين الساجدين الراكعين ، ويرتفع في جنباتها الترتيل بآيات الله البينات ، حيث الهداية والبشريات للأمة : ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً ) . وهنيئا ــ والله ــ لمَن مات شهيدا في سبيل الله ، فهو الفائز بعز الدنيا ، وأيامه فيها لم تذهب هدرا ، وما ضاعت سدى ، وهو الناجي يوم القيامة من الأهوال والشدائد التي تشيب لها الولدان . يوم تُفتح للشهداء أبواب الجنة ، ويُقال لهم : ادخلوها بسلام آمنين ، فطوبى لهم وحُسن مآب ، فكيف لايشتاق المسلم لساحات الجهاد ، وكيف لايعشق غبار الملاحم ، وكيف لايسخر من أهل الأهواء والآثام وزخارف الدنيا وبهرجها الزائل ، وما في ملاهيها وحاناتها وأسواقها من فجور وفساد وسفور . وكيف لايترنم بأناشيد الرعيل الأول من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وقائلهم يقول : إني لأشتم ريح الجنة من وراء أحد ، إنهم عرفوا ربَّهم ولزموا منهج إيمانهم ، فكان لهم ذلك الحضور المتوقد باليقين ، الحضور الذي استأثر بما عند الله على ماعند غيره .
أيها الإسلام العظيم ... هذا زمن عودتك إلى قلوب المسلمين ، هذه أيام أوبتك إلى أرواح المشتاقين إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهاهم شباب الإسلام يرفعون رايتك في كل الميادين ، يرفضون الظلم والجور ، يشمخون بهاماتهم العزيزة فوق كل الطغاة والجناة أعدائك ، لايبالون بالأذى ولا يخافون المنايا ، ولا توقف زحف كتائبهم المصائب والنوائب ، لأنهم لك ولا يمكن أن يكونوا لغيرك ، جذور فضلك ومجدك وخلودك تُسقى اليوم بدماء الأبرار من شيب هذه الأمة وشبابها ، ومن دم أطفالها ونسائها ، لن نسمح للتاريخ أن يسجل علينا أنا هنَّا وتقاعسنا وركنَّـا ، وكأني الآن برسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلينا ويحيِّينا ، ويقول : هاهم إخواني ... هاهم إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني ، أجر الواحد منهم كأجر خمسين ... أجل هاهم أحفاد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي يرفعون الراية وأيديهم مضرجة بالدماء ، وصدورهم تدفق بالدماء ، وميادين صبرهم وجهادهم تغطيها الدماء ، وهاهو التاريخ يعود مرة أخرى وهو يبتسم ليسجل للأجيال القادمة أن جذور المجد والسؤدد لم تمت ، إنها تشق الصخور الصلدة لتعلن للملأ أن الإسلام حيٌّ ، وأن أهله لم يغرقوا في طوفان الباطل ، ولم تحرق خطاهم المكينةَ رمضاءُ الأحقاد والأضغان ، لقد نادى اليوم مناديه : حيَّ على الجهاد ... حيَّ على الجهاد ، فاهتزت الأرض ، ونبت مجد أهل الإسلام من جديد ، وربت الفضائل في المغاني والآكام ، لقد ذاقوا أصناف التعذيب والتنكيل ، وتركوا ديارهم وأهاليهم ، وصبروا وصابروا وهاجروا في سبيل الله ، فاستحقوا رحمة الله وفتحه ونصره المؤزر : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ، أولئك الذين ثبتوا على الحق ، وقارعوا الطغاة بكل مايستطيعون وبكل ما يملكون ، وأذاقوا عدوَّهم نار الخوف والقلق ، وشعر بالخزي والألم ، وليس له من وليٍّ ولا واقٍ : ( إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) . شتان بين مَن يجاهد في سبيل الله ، ومَن يهلك من أجل فتات الدنيا ، وبين مَن يحيا صابرا محتسبا راجيا ماعند الله من فضل وتأييد ، وبين مَن يعمل للشيطان وللأهواء وللملذات الفانية . أيها المنافقون المتخاذلون بعدا لكم ولتخذيلكم ، وأنتم تعلمون أن سنام الإسلام هو الجهاد في سبيل الله : ( وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ) ، فلا خوف من الموت في ساحات الوغى ، وصاحب التمرات من أصحاب مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مازال يردد : بخ بخ ... ولا يزال الصَّدى يملأ أعماق القلوب : ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ * الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَوْاْ أَجْرٌ عَظِيمٌ* الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) .
وسوم: العدد 728