كمال ترزي (أبو إلياس) حالة فلسطينية معبرة
أنتجت الأوضاع البائسة والتحديات الكبيرة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة المحاصر حالات أصبح لها حضور شعبي واسع، حيث تتناول الواقع المؤلم لأهلنا بغزة بتعبيرات تُوصّف الحالة الغزية أصدق توصيف، وتعبر عن آلامها وآمالها بكل صدق وعمق من خلال طرح محبب ومقبول يجمع بين الجدية والهزل والأمل والألم.
في هذه الأجواء يبرز كمال ترزي (أبو إلياس) على وسائل التواصل الاجتماعي كحالة فلسطينية معبرة، يدلي بدلوه بين أصحاب الآراء، وسط بيئة صعبة وجو محموم، فهو الحنجرة التي تتحرك أوتارها مع فصول الحكاية، يطرح الألم الفلسطيني، ويروي مآسي الحاضر وفظاعة العيش في ظل الانقسام والانهيار وظلم الإنسان لأخيه الإنسان، بطريقته وأسلوبه المرح الجديد المؤثر، الذي يحمل في طياته الصراحة التامة، ما مكنه من استقطاب شريحة واسعة من الجمهور، لأن المواطن وجد ضالته في هذه الشخصية التي تختلف عن غيرها ممن سلكوا ذات الطريق، بروعة الأداء التي لامست المشاعر، وأيقظت النائم منها.
ولسان حال كمال ترزي كحال أكثر من مليوني إنسان يقطنون في قطاع غزة، أغلبهم ناقمون على تدهور الأوضاع المعيشية خلال فترة حالكة من تاريخهم ساد فيها الظلام، يقولون: ما بال القائمين بالحكم أصبحوا غير قادرين على القيام بواجبهم خير قيام؟ ويتمنون أن أي حكومة عليها أن تكون أمينة على أحلام وتطلعات الناس، وتسعى لتلبيتها!
هكذا، فكمال ترزي شديد الغرام بوطنه، متأثر بمعاناته، متذكر كل المآسي والمظالم التي عاناها أبناء شعبه، متحسر على الآمال والأماني التي ضاعت، فهو ثورة على القهر أينما كان مصدره مؤمناً بعدالة قضيته ونهضة شعبه، وفي أغلب الأمور يأخذ زمام المبادرة دائماً في بعث الروح الوطنية في نفوس أبناء الجيل.
فالعالم هو رواية تمثيلية، ينبغي لكل واحد منا أن يمثّل فيه دوره، حراً من كل قيد، ولو تخلى عنّا كل مَن في الوجود، فالعبد الحقيقي هو ذلك الذي لا يستطيع أن يصرّح بآرائه ومعتقداته، وهكذا كان كمال ترزي صادحاً بالحق والحقيقة !!.
وسوم: العدد 736