السيِّاحةُ الدينِّيةُ
أسمع وأقرأ عبر وسائل الإعلام وعلى صفحات التواصل الاجتماعي عبارات ومصطلحات مثل:أي إسلام نريد..؟تطوير الإسلام..تعديل الإسلام..تصحيح الإسلام..السياحة الدينية..ومن قبل وفي مطالع السبعينات طُرحت في ميادين الحوار مقولة(الديانة الإبراهيمية) لتكون إطاراً لتوحيد الأديان الثلاثة (اليهودية والمسيحية والإسلام) وحديثاً سمعت من يردد عبارة:(الحرم الإبراهيمي الشريف..؟!)مصطلحاً مرادفاً للمصطلح المتداول في ثقافة المسلمين وهو(الحرم المكي الشريف) وقبل عام سمعت في مجلس سمو الأمير خالد الفيصل من يقول:(آن الأوان لطرح مشروع سياحة دينية في السعودية)فتحفظت على مصطلح(سياحة دينية)وعلق سمو الأمير سلمه الله تعالى قائلاً"أؤيد التحفظ على عبارة سياحة دينية..وهذا التحفظ قديم منذ أن كنت أميراً في منطقة عسير..يوم أن طرحت مشروع الاهتمام في الساحة وتطويرها..حيث سمعت يومها من يقول نريد كذلك مشروعاً لتطوير السياحة الدينية..فقلت لا لمصطلح سياحة دينية فليس في الإسلام شيء اسمه سياحة دينية"وتلقيت من قبل من عدد من المفكرين والأكاديميين سؤالاً بصيغ متعددة مفاده:(لِمَ لا يُسمح للناس كافة بالحج إلى مكة المكرمة..؟مادام القرآن الكريم يقول:"وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"فعبارة(الناس) لا تستثني أحداً أليس كذلك..؟وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده سمو الأمير خالد الفيصل في ختام موسم حج هذا العام 1438هـ/2017م سألته مراسلة وكالة الأنباء الفرنسية تقول:"ما هي خطة السعودية بشأن تطوير مستقبل السياحة الدينية..؟"فأجابها سموه:لا سياحة دينية في الإسلام"وألحت وكررت السؤال وأكد سموه لها جوابه..إن المتأمل لكل المصطلحات والتساؤلات السالفة الذكر..يلمس أنها بشكل أو بآخر..وبقصد أو بدون قصد سعي حثيث إلى اختراق قدسية ثوابت قيم الإسلام..وسعي ملح إلى إسقاط خصوصيات قدسية مكة المكرمة..بل سعي ماكر إلى إحياء ثقافة الحج لما كان عليه قبل الإسلام..لتكون مكة المكرمة مفتوحة بدون قيد ولا شرط للناس جميعاً..يمارسون عبث طقوسهم المختلفة المتشاكسة ولتعم الفوضى..يقرر عبرها كل منهم ثقافته وطقوسه كيفما يشاء..وهكذا يفتح باب للصراع والاقتتال والدمار والعياذ بالله..إنه السبيل الشيطاني الماكر لتبرير فتنة تدويل السيادة على مكة المكرمة لا سمح الله..فتنبهوا يا أولي الألباب..والله المستعان وهو جلَّ جلاله غالب على أمره.
وسوم: العدد 737