خطوات تعيد عربة المصالحة الفلسطينية إلى الأمام

جاء إعلان حركة حماس حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة تعبيراً حياً وواقعياً عن الحالة الفلسطينية التي آلت إليها من تفتت وترهل وجمود، والتي أصابت الفلسطينيين باليأس والإحباط، وشكل إنذاراً للجميع في الداخل والخارج معلناً أن الجهود الفردية لا تكفي لصد الغطرسة الإسرائيلية، وأن الأمر يتطلب تعبئة ووحدة الشعب الفلسطيني التي تتحطم على صخرتها محاولات استغلال إسرائيل للوقيعة بين حركتي فتح وحماس، وإلحاق الضرر بالشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية.

كان إعلان حماس خطوة في الطريق الصحيح لتصحيح مسيرة التاريخ، وهي خطوة جديرة بالاهتمام، وقد تعود بالفائدة الكبيرة لو أحسنت السلطة وحركة فتح استعمالها للبناء عليها للظفر بالأماني المنشودة، وإنقاذ اللحظة الأخيرة من عمر الحركة الوطنية الفلسطينية قبل الوصول إلى منطقة السكون العميق، وتُسد رياح الانهيار ومزالق القلاقل السياسية عن طرفي الانقسام (فتح وحماس)، وتقدم لهما طوق إنقاذ، وتبعث فيهما الحياة من جديد، بحيث يرتدي كلاهما رداءً متجاوباً ومنسجماً مع ديناميكية التغيير، وينتقلان من نهايات الانقسام إلى إطلالات الوحدة والمصالحة، وتكون لفلسطين - قلب العالم وفردوسها الأرضي، ومهد الأديان الكبرى - مكانة صدق، وتنشد للفلسطينيين وضعاً غير وضعهم في ظل الانقسام، ويرون فيها لوناً جديداً يُبشر لعهد مليء بالنشاط والحيوية، ويضيء الطريق من جديد على قاعدة أن الوطن للجميع.

وسوم: العدد 738