مقدمة كتابي القادم بعنوان: "مقالات ساخرة في السياسة"
- المقدمه -
هذا عنوان لكتاب سيضم حوالي مائة وخمسين مقاله سياسية ساخره سأقوم بنشره قريباً.
سألني صديق لماذا هي مجموعة مقالات؟
أجبته:
انه بعد أكثر من خمس وأربعين عاماً في العمل الهندسي، بدأت الكتابه تشدني فأنا قارئ جيد منذ خمسينات القرن الماضي، وحسب قانون رباني زرعه الله في عباده وأدعوه "قانون التوازن" والذي ينص على ان انخفاض الإهتمام بناحيه ما يقابله إزدياد الإهتمام بناحية أخرى، وبناءاً على هذا القانون كانت هذه المقالات.
سألني:
ولماذا هي سياسيه؟
أجبته بالقصة التاليه:
في عام 1960 كنت طالباً في صف الحادي عشر في ثانوية المأمون بحلب.
دخل استاذ الرياضيات أحمد بعاج رحمه الله الفصل وأمسك الطبشوره بين أصابعه وقال:
درسنا اليوم يا ابنائي هو معادلات تابع التابع
"Function of the Function"
ثم كتب على السبوره:
الدول العربيه العميله هي تابعه للندن...
ولندن تابعه لإسرائيل....
إذن هذه الدول العميله
هي تابع التابع لإسرائيل...
طبعاً كان هذا قبل أن تأخذ الولايات المتحده دور بريطانيا.
فأدخل السياسه في الرياضيات فبرعت (فيها.)
في: حرف جر، والهاء :ضمير متصل يعود على الرياضيات، وليس على السياسه, هذا التوضيح اجده ضرورياً في بلاد العرب حتى لاترموني بمشكله سوداء مظلمة مع الساده الحكام، فأكره شيئ لديهم هو ان تتكلم الشعوب عن الإصلاح السياسي.
الأخوات والاخوة ...
الشعب السوري يتمتع بملكه راقيه في تحليل السياسه ،فعندما كانت السياسه في القرن الماضي تطبخ تحت الطاولة، وفوق الطاولة يتكلمون شيئآ أخر، كان الشعب السوري يكشف وبنسبه عاليه من الدقه ماجرى تحت الطاوله.
أما اليوم فقد تغيرت الأمور، فتجلس السيده كونزاليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية (حين كتابة المقدمة) فوق الطاوله تجتمع بمن تشاء وهي لاتوفر حتى رجال المخابرات العرب وهم يتكلمون على المكشوف فلم يعد لتحليلاتنا أي فائده.
ثم سألني:
ولماذا هي ساخره.؟
أجبته:
السخريه هو السلاح الوحيد الباقي في أيدي هذه الأمه بعد أفول نجم العرب على أيدي حكام العرب.
قال صديقي:
وهل ستحقق ربحاً من نشر مقالاتك.؟
أجبته :
يكفي بضع دولارات معدودة لأخذ العائله إلى مطعم ماكدونالد الديموقراطي نملأ بطوننا من الهمبرغر ثم أعود إلى البيت واضعآ ادوية الكوليسترول والضغط أمامي لأحرق ما أكلته من الشحوم الديموقراطيه اللذيذه, أما حبوب الأسبرين عيار 81 ملغ للأطفال فهي ضروريه كما يعرف القراء،.
وبالمناسبه سألت طبيبي عن فائدتها فقال: هي لتمييع الدم ، ولكن الأهم من ذلك هو بمجرد إحساسك بإنها خاصه بالأطفال فان معنوياتك ستتحسن وتعود إلى أيام الصبا.
فصرت آخذ ثلاث حبات يومياً من خلف ظهر الطبيب.
قال صديقي سؤال أخير:
لماذا لاتمسح جوخ يا هشام مثل غيرك فتفيد وتستفيد ؟؟
أجبته:
بهذه فأنا متفق معك ولكن بشرط واحد.
قال :
وماهو؟
أجبته:
أعطني جوخاً وطنياً مصنوع بأيادي أبناء أمتي وأنا على إستعداد لمسحه صباحاً ومساءاً ودونما مقابل..
مع خالص تحياتي
المهندس هشام نجار
مدير المشاريع الهندسية لإدارة الصحة في نيويورك
وسوم: العدد 738