مع الغزلان في وادي حُجر

clip_image002.jpg

في حفلة خطبة لابن صديق عزيز في المكبّر، تحدّث البعض عن هدم المنتجع السّياحيّ، الذي بناه الوجيه خلف العبيدي في وادي حُجر في براري بلدة العبيديّة، وتساءلوا عن الأسباب التي أوجبت هدمه بأيد فلسطينيّة صباح الأحد 15-10-2017، وتساءلوا وتكهّنوا واحتاروا دون جدوى في الوصول إلى إجابة مقنعة، لكنّ ثلاثة منهم قرّروا زيارة المكان، وأصرّوا أن أكون بصحبتهم، لأنّهم لا يعرفون المكان، ولا يستطيعون الوصول إليه.

وعصر السبت 21-10وما أن خرجنا من آخر بلدة العبيديّة في الطريق الموصل إلى المنتجع، وإلى دير مار سابا التّاريخي، حتّى ذهل رفقائي من جمال البراري القاحلة، فاستلّ كلّ منهم هاتفه الخلويّ، وشرع بالتقاط الصّور. وعندما وصلنا المكان وجدنا العبيدي واثنين من أبنائه، الأب يدخّن الأرجيلة، وأمامه موقد النّار وعليه دلّة القهوة، كعادة شيوخ القبائل، فهبّ صاحب المنتجع المهدوم لاستقبالنا والتّرحيب بنا، بينما كان أبناؤه ينظّفون حظائر الخيل والأغنام.وممّا لفت الأنتباه ما قاله أحد رفقائي حول الطعم المميّز للقهوة السّادة"المرّة" المطبوخة على نار هادئة، في حين كان أحدهم يقف بجانب الجمل يتمعّن به، وأبدوا رغبتهم في امتطاء الخيول والقيام بجولة دائريّة، رافقهم بها أحد أبناء خلف العبيدي، حسب المخطط الذي وضعه أبوهم لمرتادي المنتجع من مواطنين وسيّاح، لكنّ الرّياح جرت بما لا تشتهي السّفن، عندما هُدم المنتجع.  استغرقتهم الجولة ساعة كاملة، بينما بقيت مع خلف ندخّن الأرجيلة، وفي هذه الأثناء حطّت أمام حظيرة الغنم أسراب من الحمام البرّيّ، بعد أن حامت حول المكان وكأنّها تستطلعه، التقطت ما تيسّر لها من الأعلاف، وارتوت من حوض المياه، ومن محاسن الصّدف أنّه في منحدر الجبل المقابل لنا، كانت ستّة من الظباء ترعى مطمئنة، في منظر بديع لا تشبع العيون منه.

وسوم: العدد 743