في الذكرى 69 للنكبة أضواء على عنصرية الصهيونية
كان من المفروض أن يكون عنوان هذه المقالة / الدراسة ( الذكرى 69 لهزيمة العرب الكبرى ) ولكني أشفقت على أجيال الشباب العربي الذين لادور ولاذنب لهم في هذه النكبة ، بل والذين حاولوا ويحاولون ، أن يصنعوا لشعوبهم ، في هذه الأيام ربيعاً ، دونه ربيع البحتري (اتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً ) ، لولا وقوف أعداء العروبة والإسلام في الداخل والخارج ، بدباباتهم وصواريخهم وطائراتهم وبراميلهم وانتخاباتهم الزائفة المزيفة ، أمام إرادة ، وأمام ربيع ، هؤلاء الشباب . هذا وتدور هذه المقالة / الدراسة، حول تلك الأساطيرالزائفة التي استندت إليها الصهيونية العالمية ، في خداعها الرأي العام العالمي ، بل وفي خداعها اليهود أنفسهم ، كيما تجلبهم إلى فلسطين ، ليمارسوا فيها ذات الهولوكست الذي سبق أن مارسه عليهم الآخرون ، الذين لم يكونوا لاعرباً ولا مسلمين. أبرز هذه الأساطيرالزائفة التي لاسند علمي ولا ديني لها :
أولاً ـ الإيديولوجيةالصهيونية: " الصهيونية " حركة سياسية استعمارية ولدت في نهاية القرن ال 19 لتنفيذ أغراض إمبريالية في الوطن العربي . وقد استندت إلى جملة من الأساطيرــ على حد تعبير روجيه غارودي ــ الدينية والسياسية والتاريخية غير العلمية وغير الموضوعية المتعلقة بالمجموعة البشرية التي تعتنق الديانة اليهودية وتتوزع على أرجاء مختلفة من العالم ، والتي ترتب عليها ( الأساطير ) ظهور "المسألة اليهودية" التي انضاف إليها بعد عام1948 "القضية الفلسطينية " بل و"القضية العربية" عامة ، وبات تحرير كل من اليهود والعرب معاً ، رهنا بالقضاء على هذه الحركة السرطانية الخبيثة . إن أبرز الأطروحات الباطلة التي استندت إليها الحركة الصهيونية خلال مسيرتها السوداء الملطخة بدماء كل من العرب واليهود معا هي التالية : 1.1 ،أسطورةالشعب المختار: تستند هذه الأسطورة إلى بعض نصوص من التوراة ( العهد القديم ) تجعل من اليهود شعبا خاصا مقربا إلى الله ( يهوه ) دون بقية الشعوب التي هي وفق هذا المنظور شعوب من الدرجة الثانية . والغريب في أمر هذه النصوص التوراتية !! أنها تعطي هذا الشعب المختار الحق في الفتك بغيره من الشعوب ، رجالا ونساء واطفالا وشيوخا ، بل وحتى حق الفتك بدوابهم وأنعامهم . فقد ورد في التوراة أن الرب قال لموسى : هكذا تقول لبني إسرائيل : " سأرسل هيبتي أمامك وأزعج جميع الشعوب التي تأتي عليهم .. لاأطردهم من أمامك في سنة واحدة ، لئلا تصير الأرض خربة ، فتكثر عليك وحوش البرية ، قليلا أطردهم من أمامك إلى أن تثمر وتحلك الأرض .. فإنني أدفع إلى أيديكم سكان الأرض فتطردهم من أمامكم" . وجاء في نص توراتي آخر : " إسمع ياإسرائيل ... متى أتى بك الرب إلى الأرض التي أنت داخل إليها لتمتلكها ، وطرد شعوبا كثيرة من أمامك ، سبع شعوب أكثر وأعظم منك ، لاتقطع لهم عهدا ، ولا تشفق عليهم "( 1 / 9 ) (الرقم على يمين الخط المائل هو للمرجع ،أما الرقم الثاني فهو للصفحة ) . وجاء في نص ثالث " فهتف الشعب وضربوا بالأبواق وحرموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة ، من طفل وشيخ ،حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف"(2 / 67 ). إن السؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل يمكن لمثل هذا الكلام أن يكون كلام الله أو كلام النبي موسى عليه السلام ؟ ! أم أنه كلام الكهنة والأحبار اليهود الذين صاغوا مثل هذه الترهات في بابل إبان فترة سبيهم ( 586 ــ 539 ق.م ) أي بعد عهد النبي موس بحوالي 800 عام ؟. ومهما يكن أمر هذه التوراة ، فإن انطلاق الحركة الصهيونية من مقولة الشعب المختار يضعها في صف واحد مع كافة الأيديولوجيات العنصرية والعرقية ، ولا سيما تلك المرتبطة بالنظام الرأسمالي العالمي ، والتي بلغت أوجها بظهور كل من النازية والفاشية في النصف الأول من القرن 20 .
فهذا أحد الصهاينة يصرح بانه " ليس ثمة أجناس نقية نقاوة مطلقة ، لكن اليهود دونما ريب أنقى أمة بين أمم العالم المتمدنة " (2 / 87)، وبصورة أكثر عنصرية يقول آخر " إن لدى اليهود من الإمكانيات وروح الإقدام أكثر بكثير مما يتمتع به متوسط الإنسان الأوروبي ، فكيف به إذا ماقارنّاه بأولئك الآسيويين أو الأفريقيين القاصرين الجامدين " (2 /88 ) ، أنهم شعب ـ وفق مايرى عنصري ثالث " يكاد يكون فريدا في تاريخ البشرية " !! ( 3 / 119 ) .
1.2 أسطورة الأمة العالمية : وسنورد هنا عددا من الشواهد لعدد من الصهاينة حول هذه الأسطورة : ــ إن الفكرة القومية لليهود ليست مجرد تقليعة تاريخية . إنها برنامج للإستهلاك الداخلي والخارجي ، فهي من الناحية الخارجية تتجلّى في الكفاح الدؤوب من أجل بقائها ومن الناحية الداخلية في توحيد يهود جميع البلدان بصرف النظر عن مستوياتهم الثقافية ، وانتماءاتهم الحزبية يزجهم في النضال على شتى الجبهات التي لها علاقة باليهود واليهودية (2 / 89 ) ــ ثمة هدف واحد يوحد ساعات فجر التاريخ اليهودي مع كل الأجيال التي تلته ، يجمع مابين عصر أفرعام وعصرنا الراهن ( 2 / 22 ) . ــ إسرائيل ليست أمة جديدة وظهورها ليس ولادة بل انبعاث " ( 3 / 16 ) . ــ نحن لسنا طائفة ، ولا مدرسة فكرية ، بل أفراد من عائلة واحدة تحمل تاريخا مشتركا ( 3 / 128 ) . ــ اليهود أمة خاصة بعيدة عن الإدراك ، خطرة على الشعوب الأخرى ، لها سماتها الخاصة الروحية اتي تميزها عن غيرها من الأمم ( 2 / 74 ) . ــ ويستخدم الفيلسوف اليهودي كارل بوبر تعبير " الأمة اليهودية العالمية " باعتبار أن اليهود هم الشعب الوحيد في العالم الذي تكوّن كأمة وكوحدة دينية معاً خلال حقبة زمنية هي من القدم بحيث يستحيل إدراكها ، وهذه الأمة اليهودية العالمية بنظره متسقة لاتشوبها أية تناقضات ( 2 / 75 ) . 1. 3 ــ أسطورة الشتات القسري : تصر الحركة الصهيونية على ان تشتت اليهود وخروجهم من فلسطين إنما حصل رغما عنهم ، أي بالقوة . وقد بدأ هذا التشتت عام 597 ق.م عنما قام الملك الكلداني العراقي نبوخذ نصّر الثاني باحتلال فلسطين وإنهاء مملكة يهوذا وسبي " الشعب اليهودي" إلى با بل . وقد تكررت هذه العملية عدة مرات : عام 586 ق.م على يد نبوخذ نصر الثاني نفسه ، وعامي 70 م و 135 م على يد الرومان . والاستناتاج الصهيوني المترتب على هذه الأسطورة ، هو أن الفكرة الصهيونية قديمة قدم هذا الشتات الإجباري ، وأنها ـ أي الصهيونية ـ تمثل التجسيد العملي لذلك " الحنين الأبدي " للعودة لدى هؤلاء المشتتين . يقول ناحوم سوكولوف : " إنها حقيقة بسيطة ... يبدأ تاريخ إسرائيل بالصهيونية ، ويبدأ هذا التاريخ في الأزمنة السحيقة ... فالخروج من مصر كان مثلا للجمع بين الهجرة والكولنيالية ... والعودة من بابل كان حدثا صهيونيا عظيما " ( 4 / 17 ) . وإذن فإن " الصهيونية قديمة قدم أسر الشعب اليهودي وتدمير الهيكل من قبل نبوخذ نصّر " ( 2 / 19 ) . 1. 4 ــ أسطورة الحنين إلى صهيون : لقد ترتب على أسطورة الشتات الإجباري أسطورة مشتقة هي أسطورة الحنين الدائم إلى " أرض الميعاد " !! . فحسب هوارد ساشار فإن " صهيون لم تكن مجرد أضغاث أحلام ، لقد كانت حقيقة تحف بها قلوب اليهود من شتى بقاع العالم"( 2 / 19 ) ويقول هرتزل في يومياته " إن القدس الجد يدة التي أراها في أحلامي ، وإن فلسطين الناهضة المزدهرة المنبعثة التي تلاحقني ، تظهر أمامي بأدق تفاصيلها وأراها كخلاصة وكجوهر لكل شيء شادته الحضارة في مدى قرون" ( 5 /99 ـ 100 ) وبصورة أكثر وضوحا يقول جاستيس برانديس " فمنذ تدمير الهيكل ، أي مايقارب من ألفي عام ، لم يفارق اليهودي حنينه إلى فلسطين " (2 / 20 ) . 1. 5 ــ أسطورة اللاسامية : يقول هرتزل حول هذا الموضوع : " إن الشعوب التي يعيش اليهود بين ظهرانيها هي إما ضمنا أو صراحة لاسامية وإن اليهود هم شعب واحد .. جعلهم أعداؤهم هكذا بدون موافقتهم " (4 /42 ) . و يفسر ليو بنسكر هذه " اللاسامية " الهرتزلية تفسيرا ميتافيزيقيا بقوله " إن اليهود هم قوم شبح لاوطن لهم ، وبما أن الإنسانية تكره الأشباح لذلك تنزل بهم الشعوب الاضطهاد والتعذيب " ويكمن الحل من وجهة نظره " في تحويلهم من قوم شبح إلى قوم طبيعي . وهذا يتم إذا ماأقاموا لهم وطنا في مكان ما " !! ( 4 / 45 ) . إن مانسي ليو بنسكر ذكره هنا ( وعلى فرض صحة ماذهب إليه )هو ان تحول اليهود من قوم شبح إلى قوم طبيعي قد كان على حساب تحويل شعب آخر من قوم طبيعي إلى قوم شبح !! . واقع الحال إن الصهيونية نفسها كانت حريصة باستمرار على بقاء وعلى تنمية وتغذية هذه اللاسمية المفترضة وعلى إبقاء اليهود معزولين في الغيتوات التي اقاموها بأنفسهم ولأنفسهم ، وخاصة بعد أن تهيات الظروف الموضوعية في أوروبا الجديدة ( البرجوازية ) لذوبانها ولاندماج اليهود في الشعوب والأمم التي يعيشون فيها والتي باتوا جزءا لايتجزأ من نسيجها الإجتماعي . إن أسطورة اللاسامية المفتعلة تحقق للحركة الصهيونية عدة أهداف أبرزها : ــ الإبقاء على اليهود وحفظهم من الإندماج بالمجتمعات التي يعيشون فيها ، ــ الضغط على اليهود من أجل إجبارهم على الهجرة إلى فلسطين ، ــ كسب عطف عالمي ولاسيما بين الرأي العام التقدمي الذي يرفض هذه اللاسامية . وفي محاولته تثبيت هذه الأسطورة في وعي اليهود ، يقول مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتزل : " إن اللاسامية هستريا ألمّت بالنفس البشرية حتى صار الناس يتوارثونها كالمرض ، وبانتقالها عن طريق الوراثة طيلة ألف عام صارت مرضاً لاشفاء منه " !! (2 / 82 ) .
ثانياًـ التفسير العلمي لـ " المسألة اليهودية " : يمثل التفسير الصهيوني للمسأ لة اليهودية قمة التفكير غير العلمي وغير الموضوعي ( ويشاركه ـ مع الأسف ـ في هذه الصفة ، بدرجة أو بأخرى ، عن حسن أو عن سوء نيّة ، مايمكن تسميته بـ " التفسير الأسطوري المضاد" لبعض المفكرين والسياسيين العرب والمسلمين لهذه المسالة ، كما سنبين لاحقا) . 2. 1 ـ أسطورة الشعب المختار مقولة عنصرية بامتياز : تستند هذه المقولة الصهيونية على باطلة تاريخية مفادها : 1) إن اليهود " شعب " وليس مجرد جماعة دينية كالمسلمين والمسيحيين ، 2) إن هذا الشعب من نسل ابراهيم الخليل ، 3) أن التوراة هي التي خصتهم على غيرهم من الشعوب وجعلتهم بالتالي شعب الله المختار . وجاءت الحقائق التاريخية العلمية لتثبت بطلان هذا الإدعاء الصهيوني : ــ أما من حيث صلتهم بالنبي ابراهيم الخليل عليه السلام وحفيده يعقوب ( إسرائيل ) فقد تبين أنها لاتعدو أن تكون مغالطة تاريخية اخترعها واضعو التوراة المتأخرون ( توراة الكهنة والأحبار وليس توراة النبي موسى ) كيما ينسبوا لأنفسهم العـراقة والأصالة . فمن جهة ، فإن عصر النبي ابراهيم الخليل وحفيده يعقوب إنما يرجع إلى القرن 22 ــ 20 ق.م ، في حين أن عصر النبي موسى يعود إلى القرن 13 ق.م ، ومن جهة ثانية ، فإن ابراهيم الخليل نفسه إنما جاء فلسطين وافدا من الشرق ، أي أن فلسطين كانت بالنسبة إليه أرض غربة وليست بلد منشأ . ــ ظهر النبي موسى في القرن 13 ق.م وآمن به جماعة من المصريين .. واضطر أن يهجر مصر مع قسم من أتباعه (الموسويين ) ويتوجه إلى أرض كنعان المجاورة والقريبة ، تخلصا من اضهاد الفراعنة له ولأ تباعه ولا سيما بعد عهد أخناتون ( 1372ــ 1354 ق. م ) الفرعون المصلح وذي التوجه الديني التوحيدي. ــ كانت فلسطين آنذاك مأهولة بالشعب العربي الكنعاني ، وكان يطلق عليها "أرض كنعان" . وقد اند مجت الجماعة الموسوية الوافدة في المجتمع الكنعاني الجديد ، وأخذت عنه ثقافته وحياته الاجتماعية والاقتصادية ، وفي بعض الحالات ديانته الوثنية . ــ وكنتيجة للصراعات والإنقسامات التي شهدتها المنطقة في تلك الحقبة التاريخية،استطاع الموسويون الوافدون إلى أرض كنعان ( فلسطين ) تأسيس مملكة خاصة بهم على جزء فقط من أرض فلسطين . ــ ومن ثم وبنتيجة صراعات داخلية ضمن هذه المملكة، انقسمت بدورها إلى مملكتين هما : مملكة يهوذا ومملكة بيت عموري ، حيث استمرت مملكة يهوذا من 931 ق.م إلى أن أسقطها نبوخذ نصّر عام 586 ق. م ، وقد أطلق نبوخذ نصّرعلى من سباهم من الموسويين إسم"اليهود" نسبة إلى انتسابهم إلى مملكة يهوذا . ــ تشثيرالحقائق التاريخية إلى أن الجماعة الموزعة في عدد من الدول والمجتمعات العالمية ، والتي تعتنق الديانة اليهودية ، ليست جماعة عرقية من جهة ، وليست مقتصرة على يهود الشتات البابلي أو الروماني من جهة اخرى (سواء أكان هذا الشتات إجباريا أو إختيارياً ) ، ذلك أن أعدادا غفيرة من الناس من مختلف الشعوب قد تهوّدت قبل وبعد هذا الشتات . يقول المؤرخ بارسك في كتابه تاريخ الشعب اليهودي : " إنه لمن الخطأ الاعتقاد بأن اليهود لم يقصدوا التبشير باليهودية ، أو لم يقبلوا التمذهب بالدين اليهودي " (6 / 366 ) . كما أن كاوتسكي يؤكد ذات الصورة بقوله : " ففي بداية العصر المسيحي تعاظمت أهمية الارتداد نحو اليهودية ، وكان من المغري بالنسبة للكثيرين أن ينضموا إلى المجموعة التجارية المزدهرة الواسعة . ومنذ 139 ق.م طرد اليهود من روما لتهويدهم بعض الرومان وفي إنطاكية كان المتهودون يشكلون القسم الأكبر من الطائفة اليهودية " . ويورد الدكتور أحمد سوسة في كتابه العرب واليهود في التاريخ : " أن أبا كرب ملك اليمن قد اعتنق اليهوديّة في القرن الرابع الميلادي وقام بإجبار شعبه على اعتناق هذا الدين " (6 / 366 ) . أما الرائحة العنصرية الكريهة التي يحملها شعار الشعب المختار فقد حددها المؤرخ البيرطاني أرنولد توينبي على النحو التالي : " إن أشهر الذين يزعمون أنهم شعب مختار هم اليهود . فالحركات الصهيونية والنازية سواءٌ في ادعاء هذه الصفة العنصريةغير الصحيحة . إن الحركة الصهيونية قد جمعت بين جنبيها أسوأ مافي الحضارة الغربية : القومية العمياء والاستعمار . إن استيلاء الحركة الصهيونية على بيوت وأراضي وأملاك 900 ألف عربي في فلسطين هم الآن لاجئون ليس أرقى من الناحية الأخلاقية من أبشع الجرائم التي ارتكبت خلال الخمسة قرون الأخيرة بواسطةالغزاة والمستعمرين . وهذا هو حكمي الأخير على تاريخ الصهيونية في فلسطين . إن اليهود من بين كل شعوب العالم لهم أطول تاريخ في التعرض للاضطهاد وقيام اليهود بتحميل طرف ثالث مسؤولية الإضطهاد الذي لاقوه على يد الغرب يجعل المرء يشك في الطبيعة الإنسانية كلها " (7 / 166 ) . ، وكما هو معروف فقد أدانت هيئة الأمم المتحدة رسميا الحركة الصهيونية بوصفها حركة عنصرية ، وذلك بقرارها رقم 3379 وتاريخ 10 / 11 / 1975 . هذا مع العلم أن الولايات المتحدة قد رفضت رسميا هذا القرار الأممي عبر القرار المشترك للكونغرس رقم 99 وتاريخ 15 / آب / 1985 ، ثم استغلّت لاحقاً إنهيار النظام العربي الرسمي في حزيران 1967 ووفاة جمال عبد الناصر 1970 ، وما ترتب عليهما وتبعهما من زيارة أنورالسادات للقدس وصفقة كامبديفد بين مصر والكيان الصهيوني ، والصمت السوري على احتلال هضبة الجولان ، واتفاقية أوسلو الفلسطينية وأيضاً انهيار الإتحاد السوفياتي ، لتقوم بتاريخ 16 / 12 / 1991 بتمرير قرار جديد من الجمعية العامة للأمم المتحدة يلغي قرارها السابق رقم 3379 المتعلق بعنصرية الصهيونية . (12 / 217 ـ 219 ) إن مقولة الأمة الغائبة ـ الحاضرة ، الأمة المجمعة ـ المشتتة ، الأمة الموجودة خارج الزمان والمكان ، مسألة لاتتنافى مع حقائق العلم والمنطق وحسب ، بل ، وبالدرجة الأولى مع حقائق الواقع أيضا . يقول ألفرد ناكي مفندا مقولة الشعب اليهودي والأمة اليهودية : " هل اليهود شعب خاص ؟ فرغم أنهم كانوا في الماضي البعيد شعبا دونما شك ، إلاأنني أجيب على هذا السؤال بالنفي القاطع . إن لمفهوم الشعب شروطا لاتخفى على احد لكنها معدومة هنا تماما ... فليس لليهود أرض ولا لغة مشتركة ... ثم إن اليهود الألمان والفرنسيين يختلفون كل الاختلاف عن اليهود البولنديين والروس كما أن السمات المميزة لليهود ليس فيها مايحمل أي طابع للأمة " ( 2 / 80 ) وهذا الوزير البريطاني اليهودي مونتاجو يؤكد بدوره في مذكرة رفعها إلى الحكومة البريطانية احتجاجا على " وعد بلفور " المعروف هذه الحقيقة بقوله : " إنني أحب أن أؤكد على أربعة مبادئ : 1) لاتوجد أمة يهودية . إن أفراد أسرتي مثلا الذين عاشوا في هذا البلد عدة أجيال لايربطهم بأية أسرة يهودية في أي بلد آخر أي اتفاق في أي رأي أو رغبة ، ولا يجمعهم بها أكثر من كونهم يعتنقون بدرجات متفاوتة نفس الديانة ، ولا يصح القول بأن المسيحي الإنجليزي والمسيحي الفرنسي ينتميان لأمة واحدة ، أو ربما لجنس واحد " ( 6 / 374 ـ 377 ) . وهذا يهودي ألماني يعلن : " ... نحن لم نلجأ إلى ألمانيا ، بل فيها ولدنا ، ولهذا فإما أن نكون ألمانا وإما لاهوية لنا " (2 / 71 ) . ويقول بدوره يهودي فرنسي : " لسنا نؤلف أمة داخل أمة أخرى ... إن فرنسا وطننا أيها اليهود ، هذا هو وضعكم ، إن واجباتكم قد تحددت والسعادة تنتظركم " ( 4 / 20 ) . علما أن هذا الرأي كان خلاصة القرار الذي اتخذه مجلس السنهدريين الذي جمعه نابليون الأول عام 1807م والذي ضم 80 شخصية دينية وعلمية يهودية فرنسية ليستطلع رأيهم فيما إذا كانوا يعتبرون فرنسا وطنهم أم لا . إن مثل هذه الآراء التي تتعارض مع مفهوم الأمة اليهودية العالمية لم تكن مقبولة من مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتزل الذي يقول : " إن الأمة ــ في رأيي ــ هي مجموعة من الناس تكونت تاريخيا ، واكتسبت سمات مميزة بفعل الحياة المشتركة ، وحافظت على وجودها ككل موحد بفضل وجود العدو. فلو أضفنا إلى كل هذا كلمة " يهودية " لصار في مقدوركم أن تفهموا مقصدي عندما أتكلم عن الأمة اليهودية " !! ( 2 / 81 ) . شرطان إذن لوجود الأمة حسب هرتزل هما : الحياة المشتركة ووجود العدو !! . ومعنى هذا انه بزوال هذين الشرطين تزول "الأمة اليهودية " حسب منطوق التعريف نفسه . واقع الحال فإن اليهود الذين " لايوجد شعب في العالم إلاّ ويحتوي ذرات من شعبنا " كما يقول أغريبا هم فاقدون لشرط الحياة المشتركة ( الشرط الصهيوني الأول ) ، أما شرط وجود العدو ، فهو ابتكار الصهيونية لأسطورة " اللاسامية " و" الغيتوات " لتحقيق الشرط الصهيوني الثاني لوجود الأمة اليهودية المزعومة !! .فهذا هرتزل يقول " إن اللاسامية وهي قوة غير عادية وشديدة المراس بين الجماهير ، لن تضر باليهود " !! ( 4 / 44 ) وهذا آحاد هاعام يؤكد انه " حينما تتخلى اليهودية عن حواجز الغيتو فإنها ستقع تحت خطر فقدان " الأنا " الخاصة بها ، أو على الأقل ستفقد كمالها القومي ، وربما ستنقسم إلى أشكال شتّى يحمل كل منها طابع وجوده الخاص ، تماماً كتلك البلدان التي يتوزع فيها اليهود " ( 2 / 77 ) 2. 2ــ حقيقة مسألتي الشتات والحنين : باعتراف عدد من المؤرخين ، ومن بينهم مؤرخون يهود وصهاينة ، فإن أسباب الشتات اليهودي لم تكن بالأساس أسبابا سياسية ( إجبارية ) بل إنها أسباب اقتصادية وجغرافية أولا وقبل كل شيء ومما يؤكد هذه الحقيقة الشواهد التالية : ــ فحسب المؤرخ روبن فإن أكثر من ثلاثة أرباع اليهود كانوا يسكنون خارج فلسطين قبل سقوط القدس بمدة طويلة ، ولم يكن لهؤلاء وقد كانوا مبعثرين في أنحاء الإمبراطورية الإغريقية ثم في الرومانية إلاّ اهتمام ثانوي جدا بالمملكة اليهودية في فلسطين . ( 8 / 18 ) . ــ عدم رغبة اليهود الذين سباهم نبوخذ نصّر بالعودة إلى فلسطين عندما سمح لهم الإمبراطور الفارسي كورش بهذه العودة عام 538 ق.م . وهذا ناتان أوسبيل وعذرا ونحميا يؤكدون أن الأسرى اليهود الذين نقلهم نبوخذ نصّر إلى بابل عام 586 ق.م لم يعد منهم إلى فلسطين سوى 60 ألفا ، بينما اختارت ألأكثرية منهم أن تبقى في بابل ( 4 /22 ) وقد علّق المؤرخ الأمريكي أ.ب. أولمستد على ذلك بقوله : كان من الصعب التوقع أن يترك اليهود بعد أن اغتنوا بابل الخصبة من أجل هضاب مملكة يهودا ( 3 / 27 ) . ــ ومما يثبت صحة مثل هذه الإستنتاجات ، واقعة أكثر قربا ، وهي أنه بعد اتفاقيات إيفيان 1962 بين فرنسا والجزائر ، غادر الجزائر 130 ألف يهودي ، لم يتوجه منهم إلى إسرائيل سوى 20 ألفا ، بينما سافر الباقون دون إكراه ، بل بالرغم من كل الإغراءات والتسهيلات والدعاية الصهيونية ، إلى فرنسا . ــ يرى ابراهام ليون في كتابه " المفهوم المادي للمسألة اليهودية " أن الشتات اليهودي لم يكن وليد صدفة أو وليد عنف ، وإنما وليد أسباب موضوعية، جغرافية واقتصادية ، ويستشهد ليون بقول كاوتسكي : " وصل يهود فلسطين إلى وقت لم تعد فيه بلادهم الجبلية تؤمن لهم حياة ممكنة الاحتمال كحياة جيرانهم . إن شعبا كهذا مجبر على الاختيار بين النهب والهجرة ... أما اليهود فقد اتخذوا بعد عدة صراعات مع جيرانهم الطريق الثاني " ( 8 /18 ) . إن ماتشير إليه هذه الشواهد هو أن مسألة الحنين الدائم إلى صهيون ، أو إلى أرض الميعاد ، لم تكن سوى أسطورة من نسج خيال الصهيونية ، وبالتالي فإن بطلان ادعاء الشتات الإجباري يعـني حكماً بطلان "أسطورة الحنين " . 2. 3 ــ حقيقة أسطورة اللاسامية: تعني اللاسامية معاداة اليهود باعتبارهم من العرق السامي و لقد وجدت هذه الظاهرة بالفعل ، وعلى درجات متفاوتة، خلال فترات زمنية متلاحقة من التاريخ الأوروبي ، وكانت سببا ونتيجة معا لمجمل المسألة اليهودية . إن التفسير العلمي والموضوعي لظاهرة اللاسامية في أوروبا ، يختلف جذريا عن التفسير الصهيوني لها ، وهو يشير ( أي التفسير العلمي لظاهرة اللاسامية ) بصورة أساسية إلى أن هذه الظاهرة : ــ لم تكن موجودة في كل زمان ومكان ، ولا بنفس الحدّة كما تزعم الصهيونية . ــ لم تكن صفة متأصّلة في طبيعة الشعوب غير السامية ، كما تزعم الصهيونية أيضا . ــ إن المسألة اليهودية عموما ، واللاسامية خصوصا لم تنوجد أو تستمر برغم التاريخ ، وإنما بفعل التاريخ كما يقول كارل ماركس بحق . إن هذا يعني أنه علينا أن نفتش عن أسبابها في الواقع الإجتماعي والإقتصادي للمجتمعات الأوربية ، وليس في رؤوس الناس . ــ ويوضح ابراهام ليون ، الذي سبق ذكره ( وهو يهودي بولوني قدم مع أسرته إلى فلسطين وهو في سن الدراسة الإبتدائية ثم غادر فلسطين مع عائلته بعد مرور سنة واحدة فقط ) الدور الذي لعبه الجانب الإقتصادي في موقف بعض المجتمعات السلبي من الوافدين اليهود على النحو التالي : إن العنصر القادم من مكان إلى مكان آخر ، لن يستطيع أن يجد بسهولة مكانا له في النظام الإقتصادي القا ئم والمستقر ، ولا سيما في حالة المجتمعات التي ماتزال في مرحلة الإقتصاد الطبيعي ، حيث كل مقاطعة " تنتج كل ماتستهلك ، وتستهلك كل ماتنتج " ، ولهذا فإن العنصر الوافد غالبا مايمارس أنواعا من الإقتصاد الجانبي ، الأمر الذي يجعله يبدو في نظر المواطنين الأصليين وكأنه عنصر غير طبيعي قادم بمهمة الإبتزاز والإثراء على حسابهم . ويتابع ليون القول : لقد عمل اليهود الذين توزعوا في مختلف المجتمعات الإقطاعية ، سواء قبل السبي او بعده ، في التجارة ، وحصلوا بذلك على مراكز إجتماعية هامة ، وقربتهم ثرواتهم الطائلة من الفئات العليا ( السلطات الإقطاعية ) في المجتمعات التي كانوا يعيشون فيها . ويتلخص الوضع الذي آل إليه اليهود في المجتمعات التي هاجروا إليها إذن في : ــ العمل في اقتصاد هامشي ، ــ الثراء الفاحش على حساب الآخرين ، ــ العلاقة الإيجابية مع السلطات المستغلّة الحاكمة ، الأمر الذي جعلهم يبدون في نظر أبناء المجتمعات الأصلية كغرباء طفيليين ، وخلق بالتالي في نفوس أبناء الشعب من غير اليهود نوعا من الكراهية لهم ، حسب مايرى ابراهام ليون . ــ ويؤكد نفس الصورة السابقة هنري لوران بقوله : " لم يكن مبعث العداء ضد التجار في العصور الوسطى من وحي مسيحي أو شبه مسيحي فقط ... إن للعداء هذا جذورا عميقة في أيديولوجية طبقية ، في موقف طبقات المجتمع الروماني الحاكم التي كانت تزدري ــ بحكم تقليد فلاّحي عميق ــ جميع أشكال النشاط الإقتصادي غير المرتبطة بالزراعة . هذا وابتداء من القرن 12 ومع تطور الإقتصاد في أوربا الغربية ونمو المدن ، ونشوء طبقة تجارية وصناعية محليّة وزوال احتقار التجارة كمهنة ، بدأ وضع اليهود بالتفاقم بجديّة مما أدّى إلى اضطهادهم وحصول تمايز بين صفوفهم حيث تحول البعض منهم إلى مهنة المراباة ، بينما اندمج قسم آخر بالبرجوازية المحلية الصاعدة ، وهاجر قسم ثالث إلى البلاد التي ماتزال غير متطورة ، أي التي مايزال يسيطر فيها النظام الإقطاعي ، الذي هو بحاجة عادة إلى التاجر الغريب ولأن أوروبا الشرقية كانت أقل تطورا من أوروبا الغربية فقد نزح اليهود من أوروبا الغربية إليها ، وهكذا أصبحت كما يقول أبراهام ليون المسالة اليهودية المطروحة على الصعيد العالمي متأتية بالدرجة الأولى من وضع اليهود في أوروبا الشرقية . ومن جهة ثانية فإن كثيراً من المؤرخين يرى أن انتصار الثورة البرجوازية الديموقراطية في أوروبا عامة قد حطم جدران الغيتوات اليهودية وفتح الطريق أمام اندماج اليهود اندماجا كاملا في الشعوب والأمم التي يعيشون فيها ، وأصبحوا جزءا منها ثقافةً ولغةً . وليس غريبا أن تكون الثورة الفرنسية التي نادت بحقوق الإنسان هي أول من سأل اليهود عن رأيهم في أمر اندماجهم بالمجتمع الفرنسي من عدمه ، وأن جوابهم كان إنهم فرنسيون وفرنسيون فقط . إن هذا يشير إلى أن الصهيونية قد جاءت في الوقت الذي بدأ اليهود فيه يندمجون في المجتمعات التي يعيشون فيها والتي أصبحوا جزءا من تاريخها الإقتصادي والثقافي بل والقومي ، أي أنها جاءت لتحول دون هذا الإندماج ، وبالتالي دون حل المسالة اليهودية كيما تبقيها أداة في خدمة الإحتكارات الإمبريالية الصهيونية. هذا مع العلم أن الصهيونية نفسها كانت أكثر لاسامية من بين كل أعداء السامية في العالم ، ذلك أنها منعت حل المسالة اليهودية حلاً طبيعيا ، بوقوفها ضد اندماج اليهود في الأمم والشعوب والمجتمعات التي يعيشون فيها ، بدلا من ترحيلهم القسري إلى فلسطين مضيفة إلى آلام ملايين اليهود ، آلام ملايين العرب الفلسطينيين والذين هم بدورهم ساميون أيضاً . فقد استخدمت الصهيونية بل ومارست بنفسها هذه اللاسامية للضغط على يهود العالم لكي يهاجروا إلى " إسرائيل" . وهذا ابن غوريون يقول بصريح العبارة : " إنني لاأجد حرجا من الإعتراف بأنه لوكان لديّ من السلطة مالدي من الرغبات والمطامح ، لا نتقيت الشباب الموهوب المتطور المنتظم المخلص لقضيتنا ، المفعم بالحماسة لنهضة اليهود ، ولأرسلته إلى تلك البلدان ، حيث ينغمس اليهود بحياتهم الخاصة الخاطئة ... ولأصدرت أمرا لهذا الشباب بأن يتخفّى تحت قناع غير يهودي ليلاحق اليهود بأشنع الطرق اللاسامية تحت شعارات كهذه الشعارات " أيها اليهود القذرون" "أيها اليهود ارحلوا إلى فلسطين" . أؤكد لكم أن نتائج الهجرة كانت ستفوق بعشرة آلاف مرّة هذه النتائج التي يحققها رسلنا ومبعوثونا الذين ذهبت كل دعواتهم هدراً خلال عشرة أعوام " ( 2 / 127 ) . ــ ومن الناحية العملية فقد قام بعض الصهاينة بالفعل بحرق بعض الكنس في العراق عام 1952 وإلقاء القنابل على الأماكن اليهودية العامة ، وكانت النتيجة أن سافر مايزيد على الـ 100 ألف يهودي عراقي إلى فلسطين ( 9 / 137 ) بسبب هذه الممارسة اليهودية اللاسامية !!.
ثالثاً ، الصهيونية ربيبة الإمبريالية : إن الصراع بين الدول الإستعمارية على منطقتي البحر المتوسط والخليج العربي قديم قدم الاستعمار نفسه . بيد أن هذا الصراع أخذ يتمركز في نهاية القرن 18 بين فرنسا وإنجلترا. وليست حملة نابليون على مصر وسوريا ( 1798 ــ 1801 ) سوى حلقة من حلقات هذا الصراع ، وإنه لمن غريب الصدف أن يفكر كل من الطرفين ، وبوقت واحد تقريباً ، في استغلال الوضع الخاص باليهود في اوربا ( المسألة اليهودية ) وتوظيفه لمصلحته الخاصة في هذا الصراع !! . ــ فقد ذكر هرتزل في يومياته : " إن هذه الفكرة ( فكرة إنشاء وطن قومي لليهود م.ز ) كانت قد نالت عطف أحد عظماء ملوك هذا القرن ، نابليون الأول " ( 5 / 138 ) . ــ وفي عام 1840 اقترح السياسي البر طاني شافيتسبوري على وزير خارجية بريطانيا تحويل سورية إلى مستعمرة إنجليزية من أجل توطين اليهود في فلسطين ، وقد كان واضحا في ذهنه الدور الإمبريالي الذي يمكن أن تقدمه مثل هذه المستعمرة لإنجلترا ، حيث ذكر في رسالته إلى وزير خارجية " فإذا ما درسنا حتى النهاية مسألة عودة اليهود من زاوية التمركز والاستيطان في فلسطين يتبين لنا أن هذا أرخص السبل لسد حاجات هذه المنطقة الفقيرة بالسكان "!!( 2 / 54 ) . ـ وفي عام 1853 أدلى جيورج غادلر ( وهو أحد أعضاء البرلمان الإنجليزي ) بالتصريح التالي : " المشيئة الإلهية جعلت سورية ومصر في طريق إنجلترا إلى الأقاليم الأخرى الأكثر أهمية في مجال تجارتها الخارجية الاستعمارية ــ الهند ، الصين ، وجزر الهند ، وأستراليا ــ . إن إصبع المولى تشير على بريطانيا أن تعمل بهمة ونشاط من أجل خلق الشروط المواتية في هتين الولايتين ... أن على بريطانيا أن تجدد سوريا بواسطة الشعب الوحيد الجدير بهذه المهمة ، والذي يمكن استخدام طاقته بصورة دائمة وفعّالة بواسطة الأبناء الحقيقيين لهذه الأرض ، أبناء إسرائيل " !! ( 2/ 54 ) . ويشهد تشرشل في مذكراته على الدور البريطاني في خلق الكيان الصهيوني بقوله : إذا قدر لنا في حياتنا ــ وهو ماسيقع حتما ــ أن نشهد مولد دولة يهودية لافي فلسطين وحدها بل على ضفتي نهر الأردن معاً ، تقوم تحت حماية التاج البريطاني ، وتضم نحوا من ثلاثة ملايين أو أربعة ملايين من اليهود ، فإننا سنشهد وقوع حادث يتفق تمام الإتفاق مع المصالح الحيوية للإمراطورية البريطانية . ــ و صرح الزعيم الصهيوني ماكس نورداي أن إنجلترا قد أنشأت في العقد السابع من القرن الـ 19 " الشركة الإستعمارية السورية الفلسطينية " بقصد ضمان استيطان سورية وفلسطين والبلدان المجاورة لها من قبل الفئات المرضي عنها ... وهكذا لم يبق على الصهيونية إلاّ الظهور ، وإلاّ " فستجد إنجلترا نفسها مضطرة لاختراعها " (2 / 58 ) . وبالفعل فقد تم في نهاية القرن الـ 19 " اختراع " الصهيونية من قبل الإمبريالية العالمية ، وإيقاظ " يهوه " النائم منذ أكثر من عشرين قرنا ليقوم بالدور الإستعماري المرسوم له .
ــ في عام 1894 ، وعلى أثر ماعرف بقضية دريفوس في فرنسا ، استغل هرتزل العطف العام من قبل القوى التقدمية الأوروبية على دريفوس وعلى اليهود عامة ، وأصدر كتابه " الدولة اليهودية " الذي دعا فيه إلى إقامة مستعمرة يهودية تحت الوصاية البريطانية ، في فلسطين أو في الأرجنتين ، على أن تتطور لاحقاً إلى دولة يهودية قومية مستقلّة !! . ومنذئذ بدأت الحركة الصهيونية مسيرتها السوداء باتجاه فلسطين والوطن العربي . ــ ففي آب 1897 عقد في بال بسويسرا أول مؤتمر صهيوني . ومما ورد في خطاب هرتزل الإفتتاحي لهذا المؤتمر : " إننا هنا نضع حجر الأساس في بنا ء البيت الذي سوف يأوي ,, الأمة اليهودية ،، " ، ثم اقترح برنامجا من ثلاث نقاط ، أصبحت هي البرنامج السياسي للحركة الصهيونية ، وهي : 1) تشجيع القيام بهجرة منظمة واسعة النطاق إلى فلسطين ، 2) الحصول على اعتراف دولي بشرعية هذا التوطن في فلسطين ، 3) إنشاء منظمة دائمة تضم صفوف يهود العالم أجمع وراء القضية الصهيونية . ــ لقد كان واضحا إذن لمؤسسي الحركة الصهيوني ، ارتباط حركتهم المصيري بالإمبريالية العالمية ، وهو مايوضحه ويؤكده ماكس نورداو الذي مر ذكره بقوله مخاطبا الأوروبيين عامة والإنجليز منهم خاصة : " نحن نعرف ماذا تنتظرون منّا : تريدون أن نحرس لكم قناة السويس ، وأن نحرس لكم طريقكم إلى الهند عبر الشرق الأدنى ، ونحن على استعداد للقيام بهذه المهمة الشاقة ، لكنه من الضروري أن تسمحوا لنا بإنشاء قوة ذاتية تمكننا من القيام بهذا الواجب ( 2 / 143 ) . !! وبكلمات هرتزل نفسه : وبعد فإن العالم يعرف اليوم مالم يعرفه أحد قبل ثلاثين سنة ألا وهو الفائدة التي تقدمها طريق قناة السويس المختصرة . إن حل المسألة الفلسطينية ، ولن أقول بعد المسألة اليهودية هو أفضل إنجاز يكون في آسيا( 5 / 140 ) ويحدد بعضا من هذه الإنجازات الصهيونية بقوله : " ألم يكن الإنجليز بحاجة إلى مخبر موثوق في أوروبا ... وكان آلاف الصهاينة يعملون في كل مكان، ويقدمون خدماتهم بإخلاص في شتى مواقعهم الموزعة في كل مكان (2 / 235 ـ 236 ) كانت الحركة الصهيونية ـ واقع الحال ـ تنتقل من حضن إمبريالي إلى حضن آخر حسب موازين القوة الدولية ، فبعد أن كانت إنجلترا هي حامية وحاضنة الصهيونية ، أصبحت أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية هي الحاضنة والحامية . ففي المؤتمر الـ 22 الصهيوني الذي عقد في بال عام 1946 تقرر نقل مركز الحركة الصهيونية إلى الولايات المتحدة الأمريكية الزعيمة الجديدة للإمبريالية العالية . وهذا ليفي إشكول رئيس الوزراء الصهيوني عام 1968 يصرح أمام الرئيس الأمريكي جونسون : " إن قوة إسرائيل وحدها هي التي تمكن الولايات المتحدة الأمريكية من وضع حد لنمو النفوذ السوفييتي في منطقة الشرق الأدنى " (2 / 213 ).
رابعاً ـ الصهيونية عدو للإشتراكية ولتحرر الشعوب : وكنتيجة للصلة العضوية التي شاهدناها بين الإمبريالية والصهيونية ، فإن هذه الأخيرة قد نصّبت من نفسها عدوا رئيسيا للاتحاد السوفياتي السابق ، ولكافة حركات التحرر الوطني . وبحسب وجهة نظر الكاتب ، فإن هذا العداء إنما يجد تفسيره في الأمرين التاليين : 1) لأنه في ظل الإشتراكية يمكن أن يتم دمج اليهود مع غيرهم من المواطنين ، وتزول بالتالي أسطورة اللاسامية العزيزة على قلب حكماء صهيون والتي يحافظون بها على أساطيرهم العنصرية الخبيثة . 2) لأن القيادات الصهيونية تنتمي هي ذاتها إلى الطبقات والفئات الإقتصادية الإمبريالية المستغلة ( بكسر الغين) ، وتمثل بالتالي نقيضا موضوعيا للاشتراكية والفكر الإشتراكي . وهذا مايصرح به هرتزل دون مواربة بقوله : " إن على حركتنا التي انتشرت انتشارا واسعا في كل مكان ، أن تخوض حربا ضارية مع الأحزاب الثورية التي تجد في حركتنا ولها الحق في ذلك ، خصما لها " ( 5 / 63 ) . ويقول في مكان آخر : " ولا ننسى أننا اليوم وفي كل مكان نحارب الثوريين ، وأننا نعمل على إبعاد الطلاب والعمال اليهود عن الإشتراكية والفوضوية وذلك بتعريفهم إلى فكرة قومية مثالية نقية(5 /132 ). ويقول في رسالة بعث بها إلى وزير الدولة الألماني ببولو : " فإذا مافشل مشروعنا فإن مئات الألوف من أتباعنا سوف ينحازون إلى الأحزاب الثورية ، وهذا طبيعي أيضا ( 5 / 139 ) ... أعتقد أني قد أشير إلى أثر مفيد لنشاطي : لقد أثنيت الكثيرين عن مبادئ الثورة الإشتراكية المزيّفة وحولتهم إلى حملة مثل عليا ( 5 / 149 ) ... إن كل شبابنا اليوم ، كل من تتراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين عاما سوف يتراجعون عن ميولهم الإشتراكية السوداء ليتحولوا إليّ ( 5 / 91 ) . هذا وقد جسدت دولة الكيان الصهيوني ، عل الصعيد العملي ، هذه الأفكار العنصرية ، حين وقفت بشكل دائم وثابت ضد مصالح الشعوب المشروعة ، في الأمم المتحدة . يقول روجيه غارودي حول هذه النقطة : " وقادت نفس الروح الإستعمارية دولة إسرائيل إلى التصويت في الأمم المتحدة ضد استقلال الشعوب الأفريقية ، والارتباط بالبرتغال الغاشمة ضد أنغولا وموزامبيق ، وبصنائع فيتنام الجنوبية ضد الشعب الفيتنامي ، وبالدول العنصرية في جنوب أفريقيا "(مجلة الأداب ، العدد 10/11/12 لعام 1976 ، ص 32 ) . وأكثر من هذا يقول غارودي : " إن نفس الروح الإستعمارية تتحكم في السياسة الداخلية لدولة إسرائيل ، فثمة تمييز حتى داخل اليهود بين أولئك القادمين من أوروبا وأمريكا ( الأشكناز ) ، وأولئك القادمين من دول ليست غربية ( السفارديم ) . غير أن التمييز الصارخ تماما هو تجاه العرب . فحتى قبل 1967 لم يكن العرب يشغلون سوى 2 % من المناصب الإدارية وكلها من المناصب الثانوية ، ولا يوجد عربي واحد في منصب القضاء أو في الوزارة .. وحتى في القطاع الخاص فإن العرب الذين يشكلون 13 % من السكان لايمثلون سوى 4 % في الجامعات أو البنوك او المكاتب ، ويعمل غالبيتهم عمالا زراعيين أو عمال بناء ... وتتجلّى السياسة الإستعمارية تجاه العرب على وجه خاص في الإتجاهات الرئيسية الثلاثة للصهيونية في مجال السياسة الداخلية ، والتي هي : أرض يهودية ، عمل يهودي ، ثقافة عبريّة " (6 / 356 ) .
خامساً ـ التأمر الإمبريالي ـ الصهيوني على العروبة والإسلام : لقد تعرض الوطن العربي ، في إطار تنفيذ الإتفاق والتوافق الإستعماري ـ الصهيوني الذي تمت الإشارة إليه أعلاه ، إلى مؤامرتين كبريين رئيسيتين ، ترتب عليهما لاحقا عدد من المؤامرات المشتقة . أما هاتان المؤامرتان فهما : 1) معاهدة سايكس ـ بيكو بين انجلترا وفرنسا ، والتي تم بموجبها تجزئة الوطن العربي ، وتوزيعه بين دول الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الثانية ، وخلق قاعدة تحتية من المسؤولين العملاء على رأس كل جزء من هذه الأجزاء التي تحولت مع مرور الزمن إلى كيانات " ذات سيادة !!" وأعضاء ( مؤسسين !!) في الأمم المتحدة وفي جامعة الدول العربية التي أنشاتها لهم بريطانيا العظمى عام 1945 تثبيتا للتجزئة ، وبديلاً عن الوحدة العربية . 2) وعد بلفور للحركة الصهيونية ، بتمكينها من إنشاء دولة يهودية في فلسطين ، اعتمادا على أكذوبة استعمارية مزدوجة تمثلت بشعار " أرض بلا شعب لشعب بلا أرض "، وأن هذا الشعب يعيش منذ ألفي سنة حالة من الحنين الدائم إلى العودة إلى أرض الميعاد !! .
وأما أبرز المؤامرات المشتقة عن هتين المؤامرتين الرئيسيتين ، فهي التالية : 3) التنصل من اتفاقيات ووعود " حسين ـ مكماهون " ، 4) قيام الكيان الصهيوني المنتصر على الجيوش العربية عام 1948 بالإعلان رسميا عن قيام " إسرائيل " على تراب فلسطين ، وبدء مرحلة " الشتات الفلسطيني " ، 5) هزيمة حزيران عام 1967 ، والانتقال من مرحلة تحرير فلسطين إلى مرحلة " إزالة آثار العدوان " !! ، 6) قرار مجلس الأمن 242 ( ولاحقا 338 ) ، الذي انطوى ضمنا على الاعتراف العربي الرسمي بدولة الكيان الصهيوني في فلسطين ، ومن جهة أخرى في أن حدود هذه الدولة الصهيونية هى حدود 4/6 / 1967 . هذا مع العلم أن المسكوت عنه في هذين القرارين الصادرين عن مجلس الأمن الدولي ، هو الإلغاء الفعلي لقراري الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947 ( قرار تقسيم فلسطين مناصفة بين العرب واليهود ) و194 لعام 1948 ( قرار عودة اللاجئين والنازحين الفلسطينيين إلى ديارهم وبيوتهم ) ، 7) قرار قمة الرباط العربية لعام 1974 ، الذي اعتُبرت منظمة التحرير الفلسطينية فيه الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني . ويتجسد الجانب المسكوت عنه في هذا القر اربإعفاء كل من مصر والأردن من مسؤوليتهما في تحرير قطاع غزة ( الذي كان تحت حكم مصر ) والضفة الغربية ( التي كانت تحت حكم المملكة الأردنية الهاشمية ) من الإحتلال الإسرائيلي ، ونقله إلى كاهل ياسرعرفقات ( الفلسطينيين أنفسهم ) فقط لاغير !! ، وهو ماعبر عنه وزير خارجية حافظ الأسد آنذاك بقوله " ليقلع كل شوكه بيده !! " 8) اتفاقية كامبديفد بين أنور السادات ومناحيم بيغن برعاية الولايات المتحدة الأمريكية عام 1978 ، والتي أدت عمليا إلى تحويل مصر من شريك للفلسطينيين في محنتهم وأهدافهم إلى وسيط محايد بينهم وبين " إسرائيل " !! ، 9) اتفاقية وادي عربة بين المملكة الأردنية و" إسرائيل " عام 1994 والتي دفعت إلى العلن ماكان يحا ك في السر بين الطرفين منذ زمن بعيد . والتي أدت كما هي الحال بالنسبة لاتفاقية كامبديفد المصرية إلى تطبيع العلاقات مع " إسرائيل " والدفع بالعلاقات الأردنية ـ الفلسطينية والعربية إلى الوراء لصالح العلاقات الجديدة مع الكيان الصهيوني ، 10) جعل مهمة تحرير هضبة الجولان من الإحتلال الإسرائيلي ، من مسؤولية النظام السوري وحده . ( تصريح وزير خارجية حافظ الأسد : كلٌ مسؤول عن قلع شوكه بنفسه ؟!) ولما كان ميزان القوى العسكري ليس في صالح هذا النظام الذي مازال منذ عام 1967 يرفض إشراك الشعب في السلطة والقرار ، وبالتالي المساهمة في تحرير الأرض السورية المحتلة ( بل إنه قد استعان بإيران وحسن نصر الله وروسيا على لقمع ثورة 18/03/2011 الشعبية ) فقد اختار النظام لنفسه وحفاظاً على بقائه في السلطة الطريق الأسهل المقبول أمريكيا وإسرائيليا وروسياً وإيرانياً ألا وهو طريق الاعتراف بـ"إسرائيل " في إطار مابات معروفا بشعار" الأرض مقابل السلام " . وقد جسد النظام عمليا هذا الخيار الإستراتيجي بالصمت الكامل عن هضبة الجولان وجبل الشيخ منذ عام 1967 وحتى هذه اللحظة ( 50عاما بالكمال والتمام ) ، وباعتماد المبدأ القطري ( بفتح القاف والطاء ) في التوسل ، وذلك على أمل أن تعيد إسرائيل إليه بصورة أو بأخرى ، جزئياً أو كلياً هذه الهضبة ، وذلك كمكافئة له على هذه العقلانية (!!) وعلى هذا الصمت الرمزي على احتلال إسرائيل للجولان وجبل الشيخ(!!) ، وبالذات على موقفه الطائفي الثابت من جماعة الإخوان المسلمين السورية والذي انضمت إليه مؤخراً دولة الجنرلات في مصر ، ودولة القبيلة في السعودية ، ودولة الكرسي المتحرك في الجزائر ( لأسباب تتقاطع مع أسباب النظام السوري لاكنها لاتتطابق معها ) ، 11) مؤتمر مدريد عام 1991 والذي مثل مجرد انعقاده في الصورة التي انعقد فيها أول اعتراف عربي علني ورسمي بدولة الكيان الصهيوني ضمن حدود الرابع من حزيران 1967 ، كما حددها قرار مجلس الأمن 242 ، أي عمليا التنازل عن القرار الأممي 181 المتعلق بتقسيم فلسطين مناصفة بين العرب واليهود ، 12) اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993 ، والذي بدوره كان قبولا فلسطينيا مجانيا بالكيان الصهيوني مقابل الوعد بحكم ذاتي في الضفة والقطاع ، يمكن ألاّ يكون ممكن التطبيق على أرض الواقع !! ، 13) محاصرة المرحوم ياسر عرفات في المقاطعة والتي انتهت باغتياله المبرمج بالسم من قبل " إسرائيل " ، وفق العديد من التقديرات والتلميحات الفلسطينية وغير الفلسطينية المعروفة . وذلك بسبب رفضه التنازل عن الثوابت الوطنية الفلسطينية في كامب ديفد التي رعاها الرئيس كلنتون في شهر تموز 2000( في حدود اتفاق أوسلو حسب فهم ياسر عرفات له). إن غياب أو تغييب صاحب شعار " سلام الشجعان " قد فتح الباب على مصراعيه أمام أصحاب ممارسة " سلام النسيان " الذين لاتخفى أسماؤهم ومواقفهم على أحد !!.
6) وختاماً : إن من يعرف الأهداف البعيدة والمتوسطة والقريبة للحركة الصهيونية العالمية وللكيان المصطنع الذي أنشأته الدول الكبرى في فلسطين ( 1948 ) ، والذي أتت هذه المقالة المختصرة على سرد وتوثيق أبرز خلفياته ، سواء المعلن منها ، أو المضمر ، ثم يرى رد الفعل العربي المؤسف على كل ذلك ، لابد له من أن يصاب بالد وار وخيبة الأمل ، بل و أن يصرخ بملء فيه : عرب وين طنبورة وين ؟!! 7) المراجع : 1. جاك دومال وماري لورا ، التحدّي الصهيوني ، بيروت 1968 ، 2. يوري إيفانوف ، إحذروا الصهيونية ، دمشق 1969 ، 3. صاددق جلال العظم ، دراسات يسارية حول القضية الفلسطينية ، بيروت 1970 ، 4.إميل توما ، جذور القضية الفلسطينية ، بيروت 1973 ، 5. يوميات هرتزل ( إعداد أنيس صايغ ) ، بيروت 1973 ، 6. أحمد سوسة ، العرب واليهود في التاريخ ، طبعة 2 ، بلا تاريخ ، 7. أحمد بهاء الدين ، إسرائيليات ، بيروت 1972 ، 8. إبراهام ليون ، المفهوم المادي للمسالة اليهودية ، بيروت 1973 ، 9. خلدون ناجي معروف ، الأقلية اليهودية في العراق ، الجزء الثاني ، بلا تاريخ ، 10. هيئة تحرير العلوم الإجتماعية اليوم ، الصهيونية أيديولوجية الإمبريالية ، بيروت 1973 ، 11) ي. س. يفسييف ، الصهيونية ، الحقيقة والاختلاقات ، موسكو ، 1980 . 12 ) د. غازي حسين ،العنصرية والإبادة الجماعية في الفكر والممارسة الصهيونية ، دمشق 2002 ، ص 217 ـ 219 . ـــــ انتـــهـــى ــــــ
وسوم: العدد 745