سياسة الندم الأمريكية

ندم المسؤولين الامريكان عن تدميرهم للعالم العربي لا يظهرونه الا بعد خروجهم من السلطة.!!

اعزائي القراء

حتى هذا الندم مصطنع  وكاذب فلم يظهر على مسؤولي الغرب ندمهم اثناء تأدية عملهم اطلاقاً ولكنهم يبكون على افعالهم الاجرامية بعد ان يدمروا الاوطان ويهلكوا الحرث والنسل  وهم يكتبون مذكراتهم  في حديقة بيوتهم الغناء .

اقدم لكم نموذجا من عشرات النماذج لمسؤولين غربيين شعروا بوخذ الضمير على ورق مذكراتهم  بعد ان أحرقوا الأخضر واليابس هذا النموذج هو الجنرال كولن باول رئيس هيئة الأركان الامريكية المشتركة الذي اختاره بوش الثاني وزيراً للخارجية في مرحلة تدمير العراق العربي وتسليمه لملالي طهران .

فبأكثر من تسعة آلاف كلمة، راح العالم يشاهد رئيس ديبلوماسية الدولة الاقوى في العالم، على الهواء مباشرة وفِي مجلس الامن يطرح (الدليل) تلو (الدليل)، على تورط العراقيين بعشرات الاتهامات: 

اسلحة كيميائية

 وبيولوجية

 ونووية 

وانتهاكات لقرارات الامم المتحدة

 وتلاعب وتضليل فرق التفتيش الدولية على اسلحة الدمار الشامل، ومصانع تسلح متحركة... 

وإرهاب. 

عرض  كولن باول في حينه وامام مجلس الامن الانبوب الشهير الذي وصفوه بانه اضخم مدفع بالعالم يطلق قذيفته من شمال العراق لتصب قنبلته الضخمة  في الكويت ، وصور اقمار اصطناعية وتسجيلات صوتية ووثائق يفترض انها كلها تشكل ادانة لبغداد، متخذاً بذلك الخطوة الديبلوماسية الشكلية الاخيرة قبل اطلاق شرارة الحرب.

ولكن بعد عام واحد فقط، وفي ايار من العام 2004، كان الرجل يفضح نفسه بنفسه.

 ظهر امام الاعلام وأعلن ــ بجرأة ووقاحة ــ انه (نادم) بعدما تبين بحسب قوله ان (المعلومات كانت غير دقيقة وخاطئة وفي بعض الحالات مضللة عن قصد)، مما شكل اول اعتراف رسمي بأن الحكومة الاميركية استخدمت (ادلة) مضللة وكاذبة وخبيثة . 

وفي ايلول من العام 2005، ذهب باول الذي كان يوصف قبل توليه منصب وزير الخارجية عندما كان يتولى منصبه رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة، بأنه أحد ألمع القيادات الاميركية على الصعيدين السياسي والعسكري، ابعد من الاعتراف المبدئي الاول. قال في مقابلة تلفزيوينة إن خطابه امام مجلس الامن في شباط 2003، قبل الحرب على العراق بأسابيع قليلة، بأنه (وصمة عار في سجله.. ومؤلم). وقال انه دافع عن قرار الذهاب الى الحرب (مكرهاً)!

غالب الظن أن باول كان يستذكر بعض ما قاله في خطابه المهزلة، وهو كثير، وعلى سبيل المثال التمادي في كذبة الارهاب الى حد التأكيد على الترابط بين النظام العراقي وبين زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي!!، وان ما يمتلكه العراق من مواد كيميائية تتراوح بين 100 و500 طن يمكن أن تعبئ نحو 16 ألف رأس حربية كيميائية!!

كانت ديبلوماسية الحرب الاميركية تبني (قضية) ضد العراق، ولعلها نجحت وقتها برغم اتضاح حجم التضليل الذي مورس على الرأي العام العالمي. ابتلع كثيرون الطعم في العالم العربي او اجبروا على ابتلاع الطعم او كانوا المشجعين على ابتلاع الطعم وهذا هو الاصح ، المهم ان دولاً عربية كانت جزءاً من المؤامرة ، فانخرطت دولاً وحكومات  عربية مسخرة وسائل إعلامها كقطيع من الغنم في مسيرة التدمير الاميركية ولم يتاخر قطيع الصمود والتصدي (ممثلاً بعدو الإمبريالية الامريكية حافظ الأسد) عن أخذ دوره في تدمير العراق العربي وتحت إمرة الإمبريالية الامريكية . فطبل هؤلاء للحرب وكأنها خلاصهم الالهي، فاختلط ابتهاج  الليبراليون واليساريون والمتنورون العرب مع الرجعيين العرب،  فجرف الحماس الجميع وظهرت عمالة الجميع  .

ووسط خيانة كل هؤلاء، كان الخراب الشامل قد حلّ بالعراق. 

عند هذه المرحلة (ندم) كولن باول كذباًعلى فعلته ولكن مع ذلك لم يندم الحكام العرب على تدمير العراق العربي  ، الا ان مذكراته المحشوة بالكذب لم تبدل شيئاً في مصير المليون عراقي الذين قتلوا  والملايين المهجرة والبلاد المدمرة وفوقها تسليم جزء هام من بلاد العرب الى ملالي فارس .

الشعوب تعرف موقف امريكا منها وحكام الشعوب  تعرف موقف امريكا منها .

وشتان بين الموقفين ، فامريكا تحارب الشعوب العربية  وتحتضن عملاءها الحكام العرب.

 من اجل هذا الندم الكاذب... المطلوب من الشعب العربي السوري ان يكون واعياً ويده على الزناد .

فمزدوجة الزناد وزند المقاتل هو مايخيف امريكا وعملاءها المجرمين في سوريا  .

اتحدوا تنتصروا

وسوم: العدد 751