القصاص

الشيخ حسن عبد الحميد

القصاص شرع الله ..

لا يصلح المجتمع إلا إذا طبقه !

 فلن يقف في وجه عصابات السرقة في المدن وعلى الطرق إلا تطبيق الحدود ، وتحديدا حد السرقة ، وهو قطع اليد .

قال سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه لوال عينه ماذا تفعل إذا جاءك سارق ؟ قال الوالي اقطع يده ! قال عمر رضي الله عنه انتبه جيدا :

 إن جاءني من رعيتك جائع قطع عمر يدك  . 

أسلم أمير كبير اسمه جبلة بن الايهم وبدأ إسلامه بالطواف حول الكعبة ، داس أحد الطائفين على طرف ثوب جبلة فلطمه ، ذهب المظلوم إلى عمر يشتكي له جبلة ، جيء بالأمير قال له عمر لطمة بلطمة ؟

قال جبلة كيف وأنا أمير وهو سوقة ؟ 

قال عمر العظيم رضي الله عنه :

 ياجبلة الإسلام سوى بينكما ، يلطمك كما لطمته ، رفض جبلة وقال دعني أفكر ! وفر هاربا وارتد عن الإسلام !

 خسرنا شخصا وربحنا العدل  .

حضرت مرة في نجران إقامة حد القصاص وقد تجمهر الناس وكثر عدد العسكر والضباط وجاءت الجاهة تعرض على أخ المقتول تقول : اعف ولك قصر في جدة ، قال الأخ كلا ، أريد القصاص ، اعف ياهذا ولك شيك بعشرة مليون قال : لا ، أريد القصاص ! 

وجيء بالاخصائي البروفسور في قطع الرؤوس ، كان الجاني جالسا وربطت يده إلى ظهره بثواني طار الرأس يتدحرج إلى بعد أمتار ، وصدق ربنا جل جلاله إذ قال ( ولكم في القصاص حياة ) 

- قعد عمر رضي الله عنه أربع سنوات من حكمه لم يشتك إليه اثنان ، 

وإليك أمثلة تدل على عظمة التربية الإيمانية :

 ⁃ جاء المتهم واسمه ماعز من تلقاء نفسه وقد زنى ، يارسول الله أقم علي الحد ، يقول العظيم صلوات الله عليه : لعلك قبلت ، لعلك لامست ، لا يارسول الله زنيت ، قال المصطفى عليه السلام : استنكهوه أي شموه لعله شرب خمرا ، قال عليه السلام لماعز رضي الله عنه فهو صحابي جليل قدم روحه للقتل ليذهب إلى الله طاهرا ، ويعود النبي العظيم عليه السلام يسأل ماعز بالكاف والنون ! قال نعم يارسول الله بالكاف والنون ، وأخيرا قال له النبي عليه السلام الكلمة التي تعرفونها ، قال نعم ، فأقام النبي عليه الحد رضي الله عنه وقال لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم وحديثه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أتاه ماعز بن مالك قال لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت ، قال : لا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكتها لايكني ، قال نعم ، قال فعند ذلك أمر برجمه الراوي عبد الله بن عباس ، المحدث الألباني وإسناده صحيح على شرط الشيخين

  

 ⁃ جاءت إلى النبي العظيم عليه السلام إمرأة تقر بالزنى وهي حبلى ، قال اذهبي حتى تضعي مولودك ، ولو ذهبت ولم تعد ماجاءها التحري : أنت مطلوبة ، ولدت وأقول بكل صراحة رضي الله عنها ولدت ثم جاءت لإقامة الحد عليها ، قال عليه السلام اذهبي حتى تطعميه ، ذهبت ثم جاءت به وفي يده كسرة خبز ، فاضطر النبي عليه السلام لإقامة الحد عليها ، ورجمت رضي الله عنها ، وكان ممن رجم سيدنا خالد وثارت قطرة من دمها على ثوبه فلعنها ! قال له النبي عليه السلام : مه ياخالد لقد تابت توبة لو قسمت على أهل المدينة لوسعتهم ، قولوا رضي الله عنها وترحموا عليها جادت بروحها في سبيل الله 

  

اليوم في عصرنا يقتل أمير أحد المواطنين ويقرر القضاء إقامة الحد على الأمير ، لم يتدخل الملك في الأمر ولا ولي العهد بل نفذ الجميع حكم الله في القصاص .

تحية لمن حكم بالعدل وتحية لولي الأمر الذي لم يتدخل  .

أخيرا إليكم هذه الطرفة  : 

إذا قتل مسلم نصرانيا قال الفقهاء مالك وأحمد والشافعي : لا يقتل مسلم بكافر ، ولهم دليلهم رضي الله عنهم ، إلا الإمام العظيم أبو حنيفة النعمان قال يقتل لأن شرع الله يقول ( النفس بالنفس ) بنص القرآن ، ولم يهاجم مالك أبا حنيفة ، ولا الشافعي كذلك ، ولا أحمد ، هم استدلوا بالحديث وأبو حنيفة استدل بالقرآن 

رضي الله عن الجميع ، كلهم كانوا عظاما فقهاء حكماء ، حتى أن الامام العظيم كان يقول وبكل تواضع : 

علمنا هذا رأي فمن أتى بخير منه قبلناه ، والإمام مالك يقول : كل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر عليه الصلاة والسلام 

آه لو طبق حد السرقة على رجل واحد في بلدنا لاختفت السرقات والاختلاسات والرشوات 

رددوا :

 عليك ياعصر الرسول تحية

   وعليك ياعصر الرسول سلام 

القاضي شريح والمدعي أمير المؤمنين علي ، والقضية درع فقدها الإمام 

قال شريح :  شهودك يا أبا الحسن  ، قال الخليفة هاهو الحسن !

قال شريح أرفض شهادته لأن شهادة الابن لأبيه لاتجوز ، والقصة معروفة ، وظل شريح على منصة القضاء إلى أن توفي رحمه الله

ختاما : 

السيف محاء للذنوب .

وسوم: العدد 756