استحلال دماء الأبرياء .. ماذا يعني !؟
*) إنه يعني إعطاء الآخرين حجّة ، في أن يستبيحوا دمك ، ودماء الأبرياء ، من أهلك وأقاربك.. أطفالاً ونساء وشيوخاً وعجَزة.. بصرف النظر عن كونك مؤمناً أم ملحداً ، وعن كونك حاكماً أم محكوماً ، وعن كونك على حقّ أو على باطل !
*) وإنه يعني أنك مجرم متوحّش ، في نظرالناس جميعاً ، مهما أحسنت الظنّ بنفسك ، وبأفكارك ، وبالأسباب التي تدفعك إلى قتل الناس بلا حقّ !
*) وإنه يعني ، أنك إذا كنت صاحب فلسفة معيّنة ، تدفعك إلى قتل الناس ، بلاذنب جنَوه.. أنك مخلوق شديد الخطر والضرر، على الناس جميعاً ! ومن واجبهم التعاون ، جميعاً ، على استئصالك ، وتطهير المجتمعات منك ! لأن قتل الأبرياء المسالمين ، عن عمد وإصرار ، يعني أن الفاعل مجرم خطير ! أمّا إذا كان قتله لهم ، منطلقاً من معتقد فكري، أو ديني ، معيّن .. فهذا يعني أن معتقده ، ذاته ، وبال على البشرية ، ويجب القضاء عليه، بكل حزم وقوّة ، وبأسرع وقت ممكن ، كيلا يتمكّن من قتل أنفس بريئة جديدة ..! فتكون أنت ، نفسك ، قبل غيرك ، وبالاً على معتقدك ، الذي تحارب وتضحّي من أجله !
*) وإنه يعني ، أنك لو ادّعيت أنك نبيّ ، لدعوت الناس ، الذين تقتل أطفالهم ونساءهم وشيوخهم ، بلا وجه حقّ ، والذين لايعرفون معنى النبوّة والأنبياء .. لدَعوتهم إلى الكفر بالأنبياء ، بدلاً من أن تكون داعية للإيمان بالأنبياء ورسالاتهم .. ولو ادّعيت أنك ملَك ، لدعوت هؤلاء الناس ، إلى الكفر بالملائكة !
*) وإنه يعني ، أنك إذا كنت تقتل أبرياء الآخرين ، الذين يقتلون أبرياءك ، انتقاماً منهم.. يعنى أنك تطبّق شريعة الغاب ، التي يفرضها عليك الآخرون ، أو تفرضها عليهم..! ويعني أنّ رفعَـك رايةً سامية نبيلة ، فوق أفعالك المتوحشة هذه ، إنّما هو سلوك أحمق ، تشوّه به هذه الراية ، وتكرّه الناس بها ! لأن لشريعة الغاب قوانينها الخاصّة بها ، وأعرافها الخاصّة بها ! ولا يقبل أيّ عقل ، أو منطق .. رفعَ راية نبيلة ، أو سامية ، من أيّ نوع .. فوق الجرائم الوحشية ، التي تبيحها شريعة الغاب هذه ..! وعليك ، بالتالي ، أن تعلن على الملأ ، أن قتلك أبرياءَ الناس ، إنّما جاء انتقاماً لأبريائك .. وأن تدميرك لبيوتهم ، هو ردّ على تدميرهم لبيتك ، وأن تفجيرك لشوارعهم ومؤسّساتهم ، هو ردّ على تفجيرهم لشوارعك ومؤسساتك .. بصرف النظر عن أيّ دين ، أو ملّة ، أو مذهب ..! فالأمر كله ، إنّما هو قتل بقتل ، وتدمير بتدمير..! ومَن كان صاحبَ عقيدة ينوي الموت في سبيلها، فعليه كتمانها في صدره ، كيلا يكون في إعلانها ،أذى لها وللمؤمنين بها والمحسوبين عليها .. بين الناس الذين يجهلونها ، وبين أولئك الذين يحقدون عليها ، ويبحثون عن الحجج ، لتشويهها ومحاربتها ! فقتلك أبرياءَ الآخرين ، انتقاماً لأبريائك ، قد يشكّل في نظرك ، وربّما في نظر أعدائك .. رادعاً ، من نوع ما ـ حسب شريعة الغاب ـ يردع الآخرين عن قتل أبريائك ! أمّا قتل الأبرياء باسم العقيدة ، أياً كانت ، فإنّما يشكّل حافزاً لدى الآخرين ، لمحاربة هذه العقيدة ، وتشويهها ، واضطهاد المؤمنين بها، والمحسوبين عليها، جميعاً، بصرف النظرعن اقتناعهم بما تفعله أنت ، أو رفضهم له !
( ومعلوم أن هذا الطراز من القتل والتدمير ، يختلف تماماً ، عمّا يجري في الحروب بين الدول ! تلك الحروب التي تَحكمها ، بحسب الأصل ، قواعد وضوابط ، نابعة من القواعد الخلقية لكل دولة ، وخاضعة لما سنّته الهيئات الدولية ، من نظم وتشريعات في العصر الحديث !).
وسوم: العدد 756