نفير الخوف العام
يا حاجب العين
على رسلك
وقبل أن تَؤُفّ وترقد
خذ الكتاب وفيه الخبر العاجل
أعلن النفير
وعلى كل قمم الجبال
من الحراس وأين ما كان الجليد
فلتنتشر
قد رسم عشق الخريف
على الوجه الأزرق للبحر
بعثرات غيماته
واندثر
فأصبح الزبد غريباً
ومن الشطآن الهادئة ..
غاب وانحسر
فكيف أيها الحاجب
تصاحب الدفء
والجليد يغزو الأطراف
وما منها إلا وقد جفّ ..
وانفطر
فلا ينجو منه سَكين الجوارح
و سجاله في بلاط الكبد
طغى وانتشر
خذ كتاب الأحلام
وأعلن فيه الخوف العام
ولتغلق كل صدور الحيارى
على شغاف الفؤاد ..
وأواصر العهد
فحالهما سنين عجاف
وشدة قهر
فليل الصقيع يأتي حالكاً
يكمد الهمسات
ويسكت عسيس الجمر
فيوقظ نائبات الليالي
من الآهات وساعات
من السهد والكدر
يثقل طائرالنفس مكابدة
ويبتليها بهيجان بركان لايخمد
فتسعرناره باللهيب
والشرر
فلا شعر لحب منه يرتجى ..
ولا مواويل تداني لشوق
ولا دند نات بشد وتر
أيها الجاجب خذ الكتاب
واعبر به القفار
فهناك ماوراء الهضاب
يحكم واسعاً جليد السرمد
أخبره بأن لنا شوقاً
يكتم أماني البوح
ويدفن الخيال إذا ..
تمرّد وشرد
فأرسل من يرعى
بضعاً من الغيوم
في دوحتنا
فقد تشفي بدفء منها عليلاً
أو تعفو عن غريب بعشقها
وقع بحومتها مغدوراً..
فأحيط به وأُسر
وسوم: العدد 809