إطلق زفيركَ
غلاية القهوةِ حَضَرت.
ومعها سيجارةُ الخمسة وأربعين شهيقًا
بلا زفير
كانت ترقد في صندوق الذاكرة..
كل تفاصيل جنونه هناك
خلف النافذة الزجاجية ..
ذقنه غطاه شعرٌ غزير
وأصبح الطفل الصغير
يتحسسها كي ينام...
كيف ينام ؟
من ليس له أب
ونحلة
تطن فوق رأسه،
تتفقده
إن تناول الطعام
نام.... أو قام..
خمسة وأربعون من الأعوام
يسرقون الزفير
والخبز من تحت اللسان،
والكثير عالقٌ
على أبواب الشهيق،
وشجر العليق
يتسلق جسدي،
القهوةُ مشروبة
مسكوبة
من على خطوط فنجان ...
خمسةٌ وأربعون شهيقًا
وأمي تحمل على كتفيها
شوال قلقٍ على إطمئنان
هل نجح فلان
سعِدَ، رضيَ
ُتناجي ربها
أن يكون بأمان...
خمسة وأربعون شهيقًا
بلا زفير
والقط يعصر مواءَه
في حاكورة الجيران
متألما،
جائعًا،
يبحث عن دفء
أو أمان...
خمسة وأربعون شهيقًا
والزفير
محشور في ذاك المكان..
إطلق زفيركَ كفى
من أعلى جبال الجرمق
يتحرك الهواء
واهديه
لملمس وجه إنسان....
وسوم: العدد 816