الموصل الحدباء
عذرا مدينة الموصل الحدباء
تأخر كثيرا منا عليك الرثاء
تأخر عليك هذا الرثاء حزنا
وليس طلبا من احد لك عزاء
الضياء منك حين يغيب الضياء
وفيك الآمان فلايدخل الحزن بناء
ام الربيعين لك مني احر سلام
رغم البعاد فالشوق اليك وفاء
لم يغادر حبك ابدا شوق قلبي
ولن يموت نبضه ما دام فيه دماء
كانت الارض فيك جميلة مخضره
وكانت افراحنا فيك تملآ السماء
حتى جاء قوم فرعون بظلمهم
واطفئوا في ارضك كل الضياء
قوم يتباهون كثيرا بجهادهم كذبا
ويحلمون ان يمحوا تاريخك الوضاء
كل حرف في تاريخ مجدك نورا
يحكي قصة الآباء وجهاد الابناء
حوت ارضك كل ما هو مقدس
وفيها مراقد الصالحين و الانبياء
وفي ثراك كانت هناك حضارة
وانتي القمر حين يغيب الضياء
ام الربيعين اصابك الجور والقهر
ولمثلك كيف يكون الحب والوفاء
كيف يكون لنا فيك العيش هنيء
وفي شوارعك تسيل فيها الدماء
مدينة الرماح اصابك خوف وبلاء
وانتي صابرة وعز عليك الرجاء
تركوك وانتي في عز مجدك
وهربوا لما احاط بك الاعداء
ام الربيعين حزننا عليك يدوم
لما اصابك من خراب وفناء
مزقوا ثوبك ونزعوا عنك الخمار
واغتصبوا فيك الطهر وروح الوفاء
ويبقى كل حجر فيك يحكي للتاريخ
قصة مدينة استباحها وذبحها الدخلاء
واعانهم حثالة البشر بخسة وخيانة
ووجوههم مسودة يظهر عليهاالعزاء
اعزي نفسي وكل انسان فيه دماء
في هذا الوطن الجريح لنا فيه بقاء
وسوم: العدد 838