شرنقة سكون
صباح بان أرخى ليل مصون
والندى تجلى انعاما مركون
البلابل غردت في أعشاشها
تشدو الحياة من هذا الكون
الأشجار أطلقت أوراق أغصانها
لتسد على الأرض خضرة الحائرين
من نعمة الهوى تهب بلا قيود
على همس شرنقة سكون
مالي ابحث عنك في الأجواء
أنت في النبض والروح والعيون ..؟
مالي أتأملك في خيالي أميرة
بين الجنان والنرجس والزيزفون ..؟
مالي في عمر الخمسينِ مراهقا
ناضجا يرنو لمحة العشرين ..؟
كأن الصبابة عادت مشرقة
بين حنايا الضلوع تنبض بالسنين
فلا أجد إلا امرأة ناعمة
تنعم طيبا منذ قرون
شوقي المكتوم لهيبا
يجود تضرعا باللقاء بين الفنون
*********************
ها أنا ذا يا سيدتي العاشقة
أكتب بلا حدود من زهر حرف النون
فاسقيني ريق البيان واللسان
شهدا في ظل مس قالوا مجنون
الكرى شوقا يداعبني ليلا
ترتيل الصباح يشدو كن فيكون
ارتجل الشعر في حضرتك همساً
فلا أمسك نفسي
فأرفرف وجلاً بين الكاف والنون
لا تخشى لهيب الشوق أبدا
فالهوى في محرابه بكل لون
أنا يا سيدتي هكذا كشلال
يرسل قطرات من نقاء مأمون
كناسك في محرابه عاشقا
يضيء الشموع وبالحلم شجون
يخفق القلب للجمال والحب
والإحساس كطفل يداعب صدر حنون
فإن تحلى قال انعاما
وإن شكا حرمانا قال تمون
زمان فيه عصمة الإحساس
إن تخاصمت نسرين ونوال وغصون
فالنساء جنائن في الرؤى
تارة ورود وتارة هوى أفيون
***************
سيدتي لست زير النساء فخرا
بل عطرهن كالسحر مكنون
لست فرعون يقول ما يقول
ثم في جوف البحر هالك ملعون
لست من صحف الشعراء غاوون
في كل واد يهيمون
فطرة نبوءة من مهد
راح يفطم على بحر موزون
فلا حشو كلام في سطور
ولا قمم شهادات من كرتون
أنا الفارس المعنى في قلبي
وجع من حضارات مخزون
أجود بالحب عشقا بلا نضوب
وقد أزهرت أشجار الزيتون
ها هي الشمس بانت
أشرقت على الورى مكورة ليمون
فأصبحت نعمة من انعام
واصبح قلبي في حضرتك مرهون
شرنقة سكون هامت إلهاما
رأت الكون فكان وكنا ويكون
وسوم: العدد 924