مهاجر في خريف العمر
من ادب المهجر
سراج الشوق لمزامير
تراب الوطن
ينير ليالي غربة المهاجر ..
شتاءات تُحدِّقُ في جبال الجليد ..
زوارق الصيادين الفارغة
تُفتتُ قطرات المطر..
على حجارة دروب المدن العتيقة..!
شتاءات ومساءات كئيبة..
ارواحٌ مسكونة بالأوجاع ..
وامراء وسلاطين الشرق
يحومون حول مناضد القمار
في الغرب !!
*** ***
لا ارض ولاسماء ترحم الفقراء..
لا قنديل يرسل ضياءه ..
ظلام وبرد دروب البؤساء..!
لا موانئ تكتنز اقمار شرارة الهروب..
تخبطات اللاجئين في قوارب الموت
ليطمئن السلام .. !
لا احدٌ يواسي الجثث الممزقة المهترئة
الحالمة بنبراس ذهبي
وخبز وقدح انساني..!!
*** ***
في حضرة الغربة ..
يتخبط الليل في طرقات
تشق صدور الأساطير ..
تغرس الحنين لبقايا ذكريات مكان
ومدن بلا اسم ..
ليختلس دم المهاجر وتتهالك القوافي
في مرافئ الجوع والذكرى ..
لشوق اُمهِ ولحظات الوداع ..
وداع القمر على باب الدار ..
وقتها تحلق الحمامات في بستان الزمان..!!
*** ***
يطلق المهاجر عنان الحرية..
عينان تقدحان هوى وفصولا ..
وجداً واساور اطلال ..
حزن يعزف دما
لكن..! سماءه تمطره عطر امه
نفحات امل لغد الاحلام ..
ترافقه بركة السماء
وهو يرتشف الشاي في شرفته !!
*** ***
يتسكع المهاجر في شعاب الغربة ..
في عيون صمت الدروب ...
يغفو بين جنون ارض الله بقاءً..
يتخطى سجون الحزن فوق الريح ..
يسقط في دندنات اغاني المهد
اغنية كوردية !!
*** ***
اهدت السماء المهاجر..
نجوماً على موائد ثمرات جنة موعودة ..
على ظهر غيمة تحمل الماء ..
انشودة مطر للعشاق والبساتين !!
لكن المهاجر قادته عيناه
صوب موانئ ونيران الاشتياق ..
لمقبرة قريته الحزينة ..
لبلاده الاولى بوجع !!
بعدسة الفنان المغربي المبدع عزيز اسعود
وسوم: العدد 959