مأساة الوالهين
وأنت تطل من الشرفة
تقول للبحر
المأساة يا رفيقي
هي أن تجد نفسك
على ضفاف نهر مورق
رفيقا للخسارة وخيانة الأحبة
تتأمل أسراب الطيور المهاجرة
في مشهد حزين
يشبه لوحة مرسومة بالأبيض والأسود
معلقة على جدار مقبل على الانهيار.
المأساة هي أن تجد نفسك وحيدا
كنورس مكسور الجناح
ينظر بحزن إلى البحر ورذاذ موجه
والمراكب العابرة إلى الموانئ
عاجزا عن التحليق في أفقه الأزرق.
المأساة يارفيقي
هي أن تجالس ظلك المنسي
في حياد تام مع فلسفة الوجود
من غير لغة..
ولا حكاية..
ولا ذاكرة..
تداعب فنجان قهوتك المرة
وتعبت بقطع السكر على المائدة
وأنت تجتر بداخلك الخسارة تلو الخسارة.
المأساة هي أن تجد نفسك عاريا
كأشجار الخريف بلا أوراق
على رصيف شارع مهمل منسي
بلا مصابيح..
وبلا أمواج عاتية..
وبلا فرح يعيد إليك شغب الطفولة
وبلا حضورها المتوهج كالنار
في الزمان والمكان .
المأساة هي أن يمر بالقرب منك الناس
والطيف والحرف دون مواساة..
ودون تحية الصباح
يشغلهم الوقت بعيدا عنك
وتشغلك رؤاك بعيدا عنهم.
وسوم: العدد 991