عذرًا صديقِي
كانَ لِي صديقٌ، يقولُ لِي : عُدْ لِسابقِ أيَّامِك، عُدْ كمَا كُنْتَ،
عد لأيام زهوك، كما كنت تحلق في الروض
عد لأسمار كنت جذوتها ،
عد لأيام العطاء
تبسمت و في القلب لوعة تخفي غدر الأيام
تنهدتُ تَنْهيدةً عميقةً، حركتِ الأوجاعَ،
تمنيت من صحبي ألا تعيد المواجع
كنت أتمنى ألا يعيد شريطَ أحداثٍ منتهية نسيتُها،
و قد غيرت نمط حياتي بطريقتي
بل هذبت مساري كما يفعل الفلاح بأشجاره ، يقلم أغصانها ، يرمي زوائدها ، فيتخلص منها حتى تعود للنبتة بريقها .
قلتُ لَه بأدب ما حفظته في الأيام السابقة: (أمسـك عليكَ لسانكَ وليَســعْـكَ بَـيـتـُـك وابـكِ على خطــيـئـتـكَ)
هي دروس نتعلمها من الأيامِ، فدروس الحياة مدرسة مفتوحةٌ يتعلّمُ منها أمثالي،
فالواحد منا لا يعاود تجارب يكون فيها كالمسروق.
قلت للصديق : أن طعم الحياة أن نجدد أنفاسها بمشاريع نحقق فيها ذواتنا ،
نضع فيها بصمتنا .
إن لذّةُ العيشِ تكمنُ في تجدّدِ دورةِ الحياةِ، ، أنْ تعيشَ التنوعَ الطبيعيَّ،
أما أنْ تظلَّ في حوضِ ماءٍ راكد ٍ، أحسب أن الحياةَ ستتوقّفُ حتماً ؛
فسنةَ الحياةِ تقتضِي الحركةَ لا السّكونَ...
وسوم: العدد 992