ذروني أعدمُ دمعِي
ذرونِي أفرغُ كأسِي
ذرونِي أكملُ درسِي
فلم يعدْ لأوجاعِي
أنينٌ أو ألم
وقد كسَى ثوبهَا لونُ الرماد
وقد غطّى جدرانها لون الدّماء
ذكرونِي فلم يعدْ عقلِي يزِن
بعد هولِ المناظرِ لأكبادٍ شوتْ في مهدِها
ذرونِي أفرغُ أوجاعِي
فلم يعدٌ للأنسِ طعمٌ
وقد باتَ الصّغيرُ طعمًا للكلاب
حين بات جثمان البرايا عظامًا للذئاب الجائعة .
ذكّرونِي هل عاد للحياةِ طعمٌ بعدما هُشِّم رأسُ الصّغيرِ بشظايا طائشة ؟!
لا تفرّقُ بين جسرٍ أو جسمٍ أو منبرِ عبادة
الجميع سَوى في قاموسِ من عاث في الأرضِ فساداً، من يردم بالطّمي كلّ حيّ
و قد صدّعوا رؤوسنا بأغانِي السّلام صباحَ مساء
ذرونِي أجمعُ أنفاسِي
فلم يعد في البيتِ العزاء بعد أن صار الحيّ والبيت ومكان اللعب مقبرة
و حين صارَ المشفى بقايا حطام ، بلا أنيس يضمّد الجرحَ
و حين صار المسجدُ بلا مآذن والكنيسة بلا أجراس
و يتباكى الجميعُ في المنابرِ بلا حياء ، حزنا على الجلاّد الّذي أعدم الأنفاس
ذرونِي أعدمُ حزنِي ، فلم يعد للعينِ دمع للبكاء .
وسوم: ألعدد 1056