لما اصطادوه
لم أعرفه لسوء/ حسن الحظ.
أتى بعدي من مكان أقل وباء
بكثير.
سكنه الأصل كعجمة زيتون
نمت شتلته تحت شمس
أكثر طبيعية.
خدعه العصر والتحديث
فآمن بعلومهم وتفكيرهم.
كان المنهج مفخخا
منذ دخلت المطبعة والأوراق.
لغة دخيلة
حتى على الأصل المستعمل
للاشتقاق والمفهوم
والتفكير.
لغة مستدخلة كميدان صراع
ليتفوق فيها الأقوى
دائما.
مع ذلك حاول.
معنى النيص والبرغوث.
آمن بالصحافة والمؤسسات
اوراق وندوات.
أصله الحزبي كان معروفا
ونمو أغصانه من السهل
توقعه.
مفرداته تضيء الأحمر
دائما.
تقريبا، غربل لغته
الخاصة.
مضى في ندوات ومحاضرات
آمن بالعمل الأهليّ
ليس هؤلاء الذين يعرفهم
ويمكنه قراءة ملامحهم.
(اولئك في محطات العمر
والثورة
عندما عادوا
خانوا).
لو عرف أن كل شيء
كل شيء بالكامل
يتم استعماله وتدويره
حتى دم الشهيد
عند ابراز قريب
مغرّر به أو متورّط
لإعادة ترتيب العائلات
أو مصادرة الأرض
بكل تعايش ونعومة
خاصة باسم الوطن
لاختار الظل.
وجد أجوبته (لم تكن تكفي)
وشرع في الطريق.
عندئذ بالضبط
من "راعٍ" للفكرة
أو "معجب" بها
مستثمر طمّاع أو تاجر
من بشر تحوّلوا لحبيبات "نانو"
تتجمع على أي شكل
يحيط.
من كل أنواع "الداتا"
المتربصة في زوايا المكان
كعيون العناكب
ليلا ونهارا؛
أو التي تحلّق على ارتفاعات
أو ربما ببساطة
ذلك الذي سلّمه العتاد.
عندها بالضبط
اصطادوه.
يهرب الوحش من الازعاج المستمر
بالتأكيد
لكن ليس إن سمح بالأمر.
لم يكن يعرف أن النيص يستند
على سلاحه الخاص فقط
وحواسه
كذا البرغوث.
على طعامه الأصيل
وملاجئه،
وعاداته،
وأن لغته من الصعب فهمها.
يجهل أنهم يعيدون ترتيب كل شيء
باستمرار،
خاصة بعد الحرب والاتفاق والاجتياح
الاغتيال.
مناضل توظف
مبدئي خضع
عانس
أو زوجة تخشى الطلاق
حتى صاحب الذكريات
يتغلغلون في خرائطها.
دمار المخيم يليه (اغاثة)
للمستقبل و(مغيثون).
لا اريد لجنوني أن يمتد لأحد
ويحبط
أو أن يعتقد أحد
بدعوتي للجوع والجهل.
ما مِن ما يقلقني
اتدبّر نفسي.
اضيّع الوقت وأتسلى.
أتسبب بحرق الوقود
استهلاك التيار
والاشغال
أو الضغط على البرامج.
لعل بعيدا (حماه الله)
يتمكّن من الافلات.
مَن يعرفه الضوء مرّة
والبيانات ستظلّ
تلاحقه العتمات
من كل مكان أو افتراض.
تقبلك الله يا صاحبي
إنها جدوى مستمرة
حتى الموت
لا تتوقف.
انهم لا يتوقفون.
(رام الله)
وسوم: العدد 1065