رسم بلا رتوش
يخيل لي أنني رسم بلا رتوش
ولست ادري اواهم أنا
أم محاصر في عنق زجاجة
لقد اديت واجبي بتفاني
كما تؤدي الشمعة الذائبة
دورها في عتمة الدهاليز المهجورة
وانتم ايها الشعراء الغاوون
حتى انا عندي حلم
وتعلمون جيدا
انني لا اريد منكم اشياء تالفة
ولا مراثي عن دموع التماسيح
انا الذي خضت حروبا وحدي
بمقدوري ان اكتب قصائد تافهة
لن يقرأها احد
وانني من فرط الاعجاب بكم
اريد ان تحدثوني عن قصائدكم المحنطة
كم اتمنى لوانني
كنت ذلك الشاعر
الذي لا يعرف الكتابة
ولا يجيد القراءة
ولا فن الالقاء
ولا التوقيع على دوايننه
في الامسيات الماجنة
آن لي ان انزوي في صومعة
لأقرأ ما تيسر لي من قصة:
"الاسد الجائع مع الثيران الثلاثة"
وأرى بوضوح انني ذلك الشاعر
الذي فصلوا رأسه عن جسده
على قنوات "السوشيو ميديا"
كانت وما تزال هذه لعبة اولاد حارتي
ما ان ينتهوا من قراءة خربشاتي
حتى يرمون بها في سلة القمامة
واتنهد الصعداء وقلبي مفعم بالسعادة
واتساءل هل حقا قدمت شيئا مجهودا
تبتسم من انجازه التماسيح المسوسة الاسنان
وسوم: العدد 1068