نزل المطر
نزل المطر
فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ
وسرت نسمات شذيّة تلامس الروح برقّة
يا له من جمال آسر يسري بالروح إلى عوالم عجيبة
فائقة الروعة بديعة وفاتنة
ويوقظ داخل القلب الشوق الذي أخمدته حجب الغفلة
ليتوقّد على إيقاع المطر متوهّجا ودافقا
شوق له طابع سحريّ وصفة مرهفة الجمال
يعلو بالنفس إلى عالم آخر لم تقع عليه العين ولم يبلغه الخيال
ويكشف بخفّة وبأسلوب عجائبيّ مذهل
صورا عن البهاء المستتر خلف ما تراه العيون
وآنذاك فقط ومن خلال قطرات الماء المنسكبة
تنزاح قليلا الحجب المسدلة على سرّ الجمال الحقيقيّ
فتلوح من ضيائه بعض اللمحات المسكرة
تغمر الروح ببهجة صافية كبهجة اندفاع المطر
على حين غرّة يغسل السطوح والطرقات
وينشر فرحه الخاصّ الذي ليس له مثيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نزل المطر
وخرجت من مخبئها حلزونة مجتهدة
ترفع رأسها في استمتاع ونشوة
وتتنقّل في هدوء ووداعة مُريحة
أظنّها تشكر الخالق على نعمة وجودها
وتحمده حمدا جزيلا على هذه النسمات اللطيفة التي جاء بها المطر
وقفت أنظر إليها في انبهار من جمال ما خلق الله
وأتأمل في تقدير انسيابها اللطيف على الجدار المبلّل
إنّها فَرِحَةٌ بهذا الوجود البديع الذي وهبه لها الخالق
وأنا سعيدة لأنّي موجودة هنا أملّي عينيّ
بهذا البهاء والرحمة والمحبّة
التي تجلّت في مشهد هذه الحلزونة اللطيفة المجتهدة
تدبّ تحت زخّات المطر المنعشة
وسوم: العدد 1076