تقدّم لتسود الـموكب

على ظهر هذا الكوكب

الـمُثخن بالجراح

الـمُثقل بالأعباء والأتراح

مُطالب وحْدك

ألا تَعْبَأ أو تتعبْ

ألا تنزل للدرك الهابط

فابقى على العهد مرابط

كي لا تتلاشى أو تنضبْ

كي لا تأفل أو تغربْ

إياك أن تشتكي وتغضبْ

لأن الغضب يربكك فتخطئ

في حين أن العمر والوقت يضيق

كي يوصد في كل طريق

أبداً لن يدعك تُسهبْ

فاعدو على الشوك

وثوب الوثّاب كما البرق

ولو كنت على دربٍ صعب

لا تقبع .لا تقنع

بما أنت عليه فقم واعمل

واستجمع بقواك طرائق

اطرق أبواباً كي تُفْتح

كي تجنح بمداها لك

زخرٌ وعتادٌ ومدادٌ منك

بأحراش المعترك القدرة

مختزلٌ للطُرق الوعرة

فلتبقى الجذوة المستعرة

على فرض لو كنت بغابة

لا تجعل الخُطى مرتابة

فاثبتْ وتيقن من فضلك

لو تسمح

حتماً كل الـمُغلق يُفتح

فإن لم يُفْتح

كرر محاولتك لا تيأس

واحرص على أن تتزوّد

بعزائم أمضى بقواك لتبقى

بتميّزك تسودها سبقا

كي تسمو لأعالي ما ترنو إليه

فلتنشد ضالتك الـمُــثلى

بُغيتك العُليا مُنيتك لترقى

فتطلّع واطمح للأرقى

احفر بأظافرك ونقّبْ

اصنع فرصتك بنفسك

بفكرك بدوافع عقلك

إبداعك . مضمون كيانك

من أجل الغاية

فليس للدأب نهاية

لا تترقبها لتأتي فحسب

ابحث عنها أوجدها

اصنعها نصّـبْها

اعبر يـمّاً بل ثبْجاً بالعمق إليها

أنقذها من بين الأهوال

من الأنواء تلقّفها حتماً تعرفها

أنفذها لتكون مثال

أتراها إن لم تأتي إليك

ستبقى بين الأدراب شريدا

وتكتفي بأن تبقى قعيدا

تصرخ ملئ حنجرتيك وتشجب

أتظل على حالك

في حالك دربٍ موصود

تتأوه . تتألم . تندب حظك

فلتنظر لعراقة أصلك

قم وانهض استقوى تقوى

اشحذ همتك من الآن

في قلبك نبضٌ ريعان

شُدَّ حصارك طوقها

قبل أن تحاصرك حاصرها

لتظل فارسها الأوْحد

رافدها رائدها راوِدها روّضها

وارمح وثّاباً عمِّدها

شوقك ملتاع فاصمد

واعدو لساحتها سيّدها

قيمٌ بكيانك شيّدها

ولهدفٍ راسخ صوّبها

كي تبقي بالفوز جديرا

ولتغدو بالعزم جسورا

تتقد إرادتكَ العُليا

روحكَ رُقيا

رَفَعتْها الأغصان منارة

شغلتها الأزهار نَضَارة

لضُحاك على الأرض جدارة

فاعمد وامضي

واسمو قُدماً لا تتردد

لا ترمق .. فضلاً تترقبْ

وتقدم لتسود الـموكب

وسوم: العدد 1094