وأنا أيضا.. لا شيء يُعجُبُنِي
وأنا أيضا.. لا شيء يُعجُبُنِي
محاكاة لقصيدة درويش ( لا شيء يعجبني )
محمد بهجه
وأنا أيضا.. لا شَئَ يُعجُبُنِي
مُسافرٌ فِي بَاصِ قصديتك .. الأزلِي
أنا السائقُ .. أنا الحافلةُ .. أنا السيدةُ .. أنا ابنها .. أنا السفر
لا شيئَ هُنا .. أو هناك أو هنالك يُعجُبُنِي
لا ليل الشرقِ المتقدِ بالعتمة
لاغيم الغرب الباذخِ الدهاء
لا صوت البحرِ وهو يشكو
ولا النهر المُلوّث بالنبيذ
أنا أيضا .. لا شئَ يُعجُبُنِي
تَعصِفُ بِي طفولتِي كعادتِها.. بحثا عن الصّدق
وأنَا أعصفُ بِها كَعادتِي سِرّا.. بحثا عن وَجهِ مدينتي
فلا شيءَ يعجبها ولا شيء يُعجُبُنِي
عَبثَا، تَقُول ذبابةُ سقراط : أنا أيضا لا شيء يعجبني
يَرتشِف عجوزٌ فِي الشرق غسقَ سيجارةِ متعبة
وآخر فِي الغرب يحمل جريدةَ الموت
رجلٌ فِي الثلاثين يقتاتُ على طيفِ امرأة مريخية
وآخرُ يشتهيها مِن كوكبِ الأرضِ في باراتِ >>كنقستون<<
يبحثُ رَهينُ المحبسين عن تاجِ حُرّتِه
يُزاحمُ عثرات تيهها المُقدّس و يركب أنَّة النّسيان
تَقُولُ شئآآآم أنا أيضا لا شيئ يعجبني
يُلاحِق ملامِحها البعيدةَ طبيبٌ بائس
يَقتلعُ أزهارهَا الأزلية الحبّ على ضفافِ الموت
يَغلِي الجرحُ إلى الأعمقِ ويبردُ القمر فِي مساء الصمت
يَفترشُ ثَوبَه الفضي لقديسة من زمن الأساطير
وتنام عروس الشرق .. لا شيء يعجبها
وأنا أيضا لا شيء يعجبني .. تعبت من السفر
فأنزلي هنا