ستندم
جمال قارصلي
نائب ألماني سابق من أصل سوري
ستندم يوم لا تنفع الندامة , يوم يضيع الوطن والإنسان والكرامة
يوم يَنْفَضُ من حولك كل المنافقين وعديمي النخوة والشهامة
يوم تصفن لوحدك في معتقل أو زنزانة دون منامة
يوم يمزق أعز صديق لك صُوَرَكَ معه, لكي لا يتذكر معك أيامه
يوم لا يفيد التأسف ولا الإعتذار ولا الملامة
***
يوم لا ينفع رمي اللوم على الآخرين
يوم لا تنفعك لا المناصب ولا النياشين
يوم لا تنفعك لا العقارات ولا الملايين
يوم لا ينفعك حتى الأصدقاء المقربين
يوم يصبح الوطن أوطاناً
والشعب مشتت بين لاجئيين ونازحين
***
الآن لا تنفعك لا حاشيتك ولا مخابراتك
الآن لا تنفعك لا دساتير البلاد ولا صلاحياتك
الآن لا ينفعك من وضعتهم في مجلس الشعب ليصفقوا لخطاباتك
الآن لا يفيدك التنصل من كل إجراماتك
وحتى مزبلة التاريخ لن ترضى بمبرراتك
***
لن تفيدك الآن لا المماطلات ولا الكلمات السحرية
أنت ظننت بأنك تعيش فوق كل المتغيرات الدولية
بأنك تستطيع أن تقوم بالمجازر دون محاسبة أو مسؤولية
كما فعل سلفك ورجاله في حماة ومدن أخرى سورية
بعد الآن لا يستطيع إعلامك أن يغطي أعمالك الإجرامية
لأن الهواتف المحمولة فضحت كل أفعالك الوحشية
***
شعب سورية الأبي لا يرضى بالذل , ولا الإهانة , ولا الهوانة
شعب سورية الذي إستعبدته طويلا بإسم الوحدة والمقاومة والمواطنة
شعب سورية الذي جعلت من وطنه مزرعة لك ولحاشيتك وأعوانه
شعب سورية الذي هجّرت قسم منه, وآخر صفيته أو وضعته في أقبية الأمن الملآنة
شعب سورية الذي بحكمك وحكم سلفك أضاع كثيرا من قيمه الأخلاقية والمكانة
أصبح لا يؤمن إلا بالمحسوبية, وولى عبدا لأجهزتك الأمنية
أصبح من بطشك لا يُظهر قناعاته الشخصية, والنفاق من إعماله اليومية
أصبح يؤمن بأن أمراً من رجالاتك أهم من كل القوانين الدستورية
أصبح قُضاته ينتظرون الأوامر من جهاتك الأمنية
أصبحت الحكومة دون صلاحية والقرارات تأتي من القصور الجمهورية
***
إرحل ... إرحل قبل أن تحرق الأرض والشعب والحجر
إرحل ... إرحل لأن شعب سورية ثائر , هائج , صوته يسمع من الكواكب الأخرى والقمر
إرحل ... إرحل لأن شباب سورية أقسمت إما الشهادة أو الظفر
عندما تثور الشعوب, تندحر كل القوى مهما كبر منها أو صغر
إن إرادة الشعوب منتصرة مهما طال الزمان أو قصر
***
أهل سورية أسرة واحدة لا تفرقها لا طائفية ولا عرق ولامعتقد
سيبنون وطنهم بكل عزم وإصرار وشموخ , يداً بيد
سيصلحون ما أفسدته أنت وسلفك في بلاد أخرى وفي هذا البلد
ستكون منارة تهتدي إليها شعوب وحضارات هي لها مهد
سيجعلون منها مشعلا للحرية والديمقراطية والعدالة إلى الأبد
نعم ستبقى سوريا إلى الأبد يسودها الأخاء والمحبة والرغد
إلى الأبد ... إلى الأبد ... دون طغاة وديكتاتورية ودون بشار الأسد