دعوة للثورة
دعوة للثورة
مجدولين رضا حسونة
قم للثورةِ ... وإنهض
فبلادي قَبلَ سنين
صنعت مجداً
ومن حَولِِكَ العرب
قتلوا نذلاً
نَصَبَ نَفسَهُ جلاداً للمظلومين
قم للثورة ... وإنهض
فالشمسُ لا تغيبُ إلا عن أعينِ الجُبناء
والليلُ مُظلِمٌ مليءٌ بوجوهِ الغُرباء
ومداهُ طالَ على أيدي العُملاء
ولا زِلتَ أملاً ينتَشيهِ المقهورين
قُم للثورةِ ... وإنهض
فحُكامُ بلادي سرقوا كسرة الخُبزِ
من أفواهِ الجائعين
وسلاطينُ بلادي قتلوا كل نفسٍ
وجدت صحوتها في إسلامٍ ودين
وكلابُ بلادي نهشت كل صوتٍ
انحازَ لقضيةِ شعبٍ ومسكين
ومخبرين بلادي جففوا الحِبرَ من كلِ قلمٍ
يخطُ وجعَ المُتعبين
إنهض
فأميرُكَ لم يَعد " أميرَ المؤمنين "
وأنتَ لا تَعد من " الصابرين "
قُم للثورةِ ... وإنهض
واعلم أنكَ في وطنٍ
لم يوجَد شعبَهُ ليستكين
إنهض
فليست للمحاربِ إستراحة
وليسَ للثورةِ كرسيٌ ومنصب
وليس في ذاكرةِ العربي إجازةً
لنسيانِ المُعتدين
قُم للثورةِ ... وإنهض
وإن كانَ كلُ مَن حولِكَ
عاجِزونَ
ومنافقونَ
وخائنونَ
ومنتمونَ لزمنِ العُهرِ المُشين
إنهض ...
فربما كُنتَ شرارةَ بركان
إحتضنَ نَومَهُ تحتَ الأرضِ
الآفَ السنين
قُم للثورةِ ... وإنهض
لملم رفاتَكَ
إكسر قيودَكَ
تحرر من نومِ جفونِكَ
وشَيع نَفسَكَ نحوَ الثأرِ كلَ حين
قُم للثورةِ ... وإنهض
ولتستردَ الظلَ المسروق
من ظهيرةِ الأطفال
ولتستعيد الوطن المعجون
بملامح الأبطال
ولتستفيق من سكرةٍ
قالوا أنها سلام
ولتنتزع شظايا الحلم
من غفوةِ حاكمٍ مستكين
إنهض
فالقدسُ عارية
يضاجِعهُا الغرباء
ويفتشونَ في رَحمِها
عن هيكلٍ مزعوم
والأرضُ حزينةٌ
ومثقلةٌ بالهموم
وأنت !!
أنتَ ماذا فعلتَ لأجلِها يا مسكين !
إنهض
وابصق الأقفال التي وضعوها في فمِكَ
منذُ عشرات السنين
قُم للثورةِ ... وإنهض
وليكُن غضبك بندقية
لا شعاراتٍ وخطب
إترك أعين الجبناءِ نائمةً
فنهوضُك لن يُقدرَ بذهب
ونهوضُك نارا
ستكوي بها جبروتَ أبي لهب
ونهوضُكَ صرخةً
في وجه من فاوضَ ومن نهب
ونهوضُكَ صحوة ياسمين
لا تحملُ في شذاها كَذِب
قُم للثورةِ ... وإنهض
فعمليةُ السلام عاقرةٌ
والحربُ هي مَن ستنجبُ مجدا للأبد
قُم للثورةِ ... وإنهض
فالمستوطنُ حرقَ مسجداً
وإقتلعَ زيتوناً
وداسَ قرآناً
وما وجدكَ ترد !
وفرعون بلادي
نادي بالتحررِ دونَ حد
ونبذَ الحجابَ
وما هَمهُ إن كَشفنَ النساءِ
عن الساقِ والنهد
إنهض
جاءَ دوركَ لتقف في وجه من إستبد
ولتخرس كل خائن ووغد
إنهض
فعقول الشباب وجهوها نحو البارات
وعيونهم لا ترى وطنا مفتت
هي لا ترى سوى إمرأة
حرروها من العقل
وأبقوا لشهوتهم الجسد
إنهض
فوطن الثوارت
أصبحَ عن الثورةِ بعيداً كلَ البُعد
ووطن الثورات
بسبب عجزِكَ هَمد
وبهمتكَ
سيجدد العهد .. وينهض
قُم للثورةِ ... وإنهض
وإرفع راياتَكَ بلا استئذان
الخضراء والسوداء
والحمراء والصفراء
إنهض
فنهوضُكَ صفعةً للظلم
وبنهوضِكَ ستقتلُ السجان
قُم للثورةِ ... وإنهض
وإقتلع حِقدا زرعوه في قلبِكَ على أخيك
وازرع فيهِ جواهِرَ القرآن
لقد شوهوا أجملَ بِذرةٍ فيك
وأبعدوا عنكَ الإيمان
نصلوكَ من الدين
وعَروكَ من الإسلام
وبإسم السلام
قتلوكَ حياً
وهزمكَ الطغيان
إنهض
فلا زالت لنا قِبلَة
ولا زِلنا نواري أنفسنا في المطارات
ويُقبضُ على هويتِنا
ويخترعون لها ألف تُهمة
يا إبنَ الإسلام
باتَ إسلامُكَ إرهاب
يا إبن العروبة
باتت عروبتَكَ لا تُذكر إلا في هامشِ كتاب
إنهض
فالفقرُ والظلمُ والقهرُ لن يحني لكَ هامة
وتحريرُ حيفا في نَفسِكَ غاية
ونقطةُ ضعفهم راية
مكتوبٌ عليها إسم الله
وإن مزقوها
في قلوبنا محفورة ألفُ ألفُ آية
قُم للثورةِ ... وإنهض
وإقسم أنكَ لن تُفرِطَ بالثوابت
أرضُنا
قُدسنا
بحرنا ونهرنا
ومليون مليون لاجئ
إنهض
وارفع كلمة "ثورة"
نموت في سبيلها فتحيينا
قاتل اليهود والفَجَرَة
دمهم سيزيل ما دنسوه
ويروينا
إنهض في حاضر الخذلان
ليولدَ ألفَ مستقبلٍ فينا
إنهض أيها العربي
انهض أيها الفلسطيني
فإنكَ إن تنهض اليوم
سوف تَحني أمامكَ جباه الظالمين
وتنجينا