بلاد الغرب أوطاني
بلاد الغرب أوطاني
صلاح الدين أبو حمدية
( بلاد العر ما أوطاني)
إن الله غاضب
إن الله حزين
مطر يتبع بعضه
شعب هاجر قبل التكوين
بعضهم خلف بعض
يخرجون... يموت منهم من يموت
والأحياء منهم يصطفون...
ينتظرون العدس والطحين
في خيمة من الشعب الكريم
من الحكومة الموقرة
حيث كل شيء بالدَين
باسم الدْين
باسم الأمة العرجاء
والمغروزة بين الناب والناب
المرهونة على طاولات الزفت
حين يغلو سعر البرميل
ويرخص سعر الرجال
تلك بلاد العرب
وبلاد العرب أوطاني
على الحدود تلقاني
أشد على القضية
اثبت أوتاد الضفة الغربية
وفي غزة أراني
أرمم بيتاً لصيادٍ
دمرته السلطة الوطنية الإسرائيلية
أرمم بقايا كرامة
وقعت حين وضعوا الحدود
حين قسموا الشام
في كل قسم دولة
وفي كل دولة دويلات
وفي كل دويلة قبائل
وفي كل قبيلة شيخ
وكل شيخ يظن انه رسول الله
ونبيه الذي لم يوحى له
فجعلنا العراق ثلاث
وفلسطين بدون طين
والأمل بلا أم
وحرف اللام يتخبط في اللغة
حتى الأغاني تعبت وظُلمت
والله جعلناه قضية
بجانب القضية
فإن خسرنا الله، تبقى القضية
وإن خسرنا القضية، فأرض الله محتلة
بلاد العرب أوطاني
فمن وطن إلى وطن
ومن عدل إلى عدل
ويُحكم بيننا الجاني
لولا الحاكم
ولولا ثلة الأعوان
بلاد العرب أوطاني
من النفط إلى الغاز
ومن قمة إلى قمة
إلى عار إلى عار
ومن دين إلى دين
فلا دين لهم سوى هم
والله كما قال
غفور رحيم
يغفر للعقلاء والمجانين
للفقراء أيضاً
وأصحاب الدخل القليل
ارحمهم يا الله!
فالرحمة لا تجوز
إلا على الحيوانات
والعرب المساكين
المقسومين على اثنين وعشرين
بلاد العرب أوطاني
طفلان بالحرية يذكراني
وبالكرامة يناديان
وبالعروبة يقسمان
على أن يحررا الأرض مهما طال الزمان
دعوتهما لقراءة التاريخ
قبل تاريخ الأديان
وبعد تاريخ الإسلام
عن بغداد أيام الرشيد
وعن مكة أرض الإسلام
والقدس كيف كانت
عن تاريخ العرب
وتاريخ البلاد
كيف يقتتل الأبناء
كيف أصبحنا دولاً ودويلات
كيف أصبحت فلسطين
ثلاث
بكى الطفلان
ماتت فيهم العروبة
ولد فيهم حُب الإنسان
بلاد الغرب أوطاني
غنى الطفلان
وقررا أن العروبة لعنة
وأن المهم هو الإنسان