تقرير الدابّي
طريف يوسف آغا
قدم علي الدابّي رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سورية تقرير بعثته إلى الجامعة العربية بعد انقضاء شهر على عملها، حيث قلب فيه الحقائق ووازى بين النظام الجلاد والشعب المنكوب. فدفع ذلك بالسعودية ودول الخليج والمغرب إلى سحب مراقبيها من البعثة احتجاجاً على تقريره المزور مما دفع بالجامعة العربية بدورها إلى تجميد أعمال البعثة كلياً، ومن هنا أتت هذه القصيدة.
تقرير الدابّي
اتفقتْ جامعةُ القبائلِ العربية
وقررتْ أنْ تُرسِلَ إلى الشامِ مَندوبا
لِحقنِ الدماءِ ووقفِ آلةِ القتلِ
لتنقذَ شَعباً باتَ منكوبا
فتوقعنا أنْ ترسِلَ فارِساً
مجبولاً بالشَهامةِ والشَجاعةِ والعُروبة
ولكنْ لاهيَ أرسَلتْ عنترةَ
ولاهيَ أرسَلتْ شَيبوبا
ولكنْ أرسَلتْ مَسخاً في ملابِسِ رجلٍ
بِجرائِمِ حربٍ كانَ ومازالَ مطلوبا
حضَرَ الولائمَ على موائِدِ المُجرمينَ
وأهدوهُ عاهراتٍ وملؤا لهُ الجُيوبا
ساعدَ السَفاحينَ على دفنِ ضحاياهمْ
وأثنى على القَتَلَةِ وملأَ القَتْلى عُيوبا
وبدلاً منْ أنْ يُظهِرَ الحقَّ
قدَّمَ تقريراً جعلَ مِنهُ أكذوبة
جعلَ فيهِ الضبعَ حملاً والحملَ ضبعاً
قلبَ الأدوارَ فصارَ تقريرُهُ أعجوبة
ولَمّا عرفتْ الدوابُ بتشابُهِ الأسماءِ
سَقَطَتْ على الأرضِ في غيبوبة
ثُمَّ تقدمتْ بطلبٍ لتغييرِ هويتها
حتى لاتلحقها المسبّاتُ كلما باتَ مَسبوبا
مُسِخَ شَعبٌ في الماضي قروداً على ذنبٍ
فماذا سُيمسَخُ مراقبنا وهو ماوفَّرَ ذنوبا؟