دم الشهداء لا يضيع

يوسف الحسن

هفهف النسيمُ معطرا بالنفحات فدعيني يا أملي

أرتلُ أحزاني على صهوة

أمنياتي ..

أما ترينَ وجعي في صقيع بارد يزيد جمرَ الهوى

فأستحضرُ طيفَ حسنك

بالغدَ واتِ..

يا لائمي أنا في غربتي أسكبُ آلامي وآهاتي على

أمسي وحاضري والأسى من

عبراتي ..

أحن إلى وطني المغصوب إلى الخمائل إلى قوام الحور

الحسان لشقائق النعمان

لذكرياتي ..

وهناك شعوب تباع لطغاة لمصاصين دماءٍ بثمن بخس

والدماء تملأ الطرق

والساحات ..

تغربت عن الأهل والصحب الكرام عن أحلام الفتوة

والرجولة و آمال كنجوم

نيِّراتِ ..

ما عاد يؤلمني جرحٌ بين أحياء أشباه أموات في أمتي

يَلفهم عارٌ بأكفان في

الشتاتِ

حين يسقي دم الشهداء ثراه تخضر الأرض

وتورق الأشلاء..

زهرا يفوح عطرا له حمرة وبهاء..

ولما تصير الدماء نهرا فراتا يصدق الأحرار

ويكذب الخونة والأدعياء..

أيها الطغاة لنا في فم الزمان ثناء..

ولكم وصمة عار وشنار..

وذكركم في البرايا لعنة وعواء..

ألم تروا كيف أصبح الموت عشقا ؟

للصغار والشباب والحرائر حين جاؤوا ..

المنايا أصبحت أملا تحلو كشهد مصفى ..

والأماني على الوجوه بسمة ورضاء ..

قسما برب السماء..

لن نضيع دماء الشهداء هدرا

طالما هناك سماء وجراءة للموت وفداء..