سيرة الحاكم

عبد الكريم ناتي

[email protected]

باسمي

باسم اللات و العزَّى

و مناةِ الثالثة الأخرى

و كل أنظمة الكفر في العالمْ

جئتكم لأنقد ما تبقىَّ

فضعوا المصاحف خلف ظهوركمْ

و محمدَّكم هذا أيضا...

جئتكم بتوصية من المحفل الماسوني

تفيد بأنني أنا القائمٍ

بأمر الشيطان و المسيح الدجالْ

قسماً أقسمتُه لأسيادي بنادي البوهيمي

  أن أذيبكم في النظام العالمي

و...و...و........إلخ..

.......

لا تعجلْ

فهكذا قالت سريرة الحاكمْ

و هو يلقي خطابه الأولْ

و هو ينمق الكلامْ

يرصُّه رصّاً و يرصِّعه بالشعاراتْ

(و لا تواطؤ بين القلب و اللسانْ)

بمعدل ألف كلمة في الدقيقهْ

دشَّن العهد الجديدْ

بمَقامعَ من حديدْ

غلَّفها بلهجة التحذير في لياقة الأفاقْ

كي يسد منافد الأفهام

كرشاش انشلت له الأبدانْ

***

ألحاكم "أعلى الله قدْرَهْ"

سام الشعب جورَهْ

ثم انتهى جُرداً بحفرَهْ

فهل بعد هذا من عبرهْ؟!

أيها العقل لن تحتاج إلى طفرهْ

لفك طلاسم الشفرهْ

فالقضية مألوفة لدى الضميرْ

لدى الكبير والصغيرْ...

***

حتى و إن نمتِ عن عجينك أيتها الشعوبْ

عن طبخة كنتِ أولى بها

من هذا السياسي أو ذاك

أو ذاك الأفاق أو ذاكْ

ليغتالك الحاكم قطرة قطرهْ

فاللهُ منفذٌ بالغيب قدَرهْ...

أيٌّ من الآهِ يصلح إكسيرْ

أيها النائم الضميرْ

و قد أمضيتَ في الغطيطْ

دهراً ليس باليسيرْ

تفنِّد ادعاءاتٍ بالنخوهْ

و الكرامة و الرجولهْ

و هذا يقول و ذاك يقولْ

لكن المرارة هي المرارهْ

و شطارةَ الأنذال هي الشطارهْ

و ميزان العدل خسارة في خسارهْ

و حلم يُمضي في السَّجنِ

ليله و نهارهْ

***

الحاكم العربي نازع الله ملكَهْ

فقدَّر اللهُ هلكهْ

مارس حِيلاً و قمعا و تسفيهاً

 وعصَر الضمائر لإيجاد حلْ

أعجز الأفَّاقينْ

أعجزَ اللصوص و المجرمينْ

أعجز اللسان عن وصفهْ

عن قدحه أو مدحهْ

فهْو"أعلى الله مقامهْ"

لا توفِّيه القرائحُ حقهُ من المديحْ

و لا حقه من رصد القبيحْ

اِن شئتم قُلتُ كافرٌ هذا الحاكمْ

كيف لا وقد قالْ:

" من دون الله اعبدوني"

و أوشى بها إلى مخبريهْ

أنْ ضعوها دستوراً سَفِّهوا به كل ذي لُبّْ

صرَّحت بهذا أوامرُ اللهِ و نواهيهْ

ألغائبة من قواميس الدولهْ...

عجيب أمرهذا الحاكمْ

اِذا قام قومتهْ

و قد أعد له  خُطبتهْ

كاتب ديوانِه أو مستشارهْ

قلتَ بلا شك صادق الطَّوِيَّهْ

أو سيوفِّي الكرامة حقها

لكن هيهاتَ و نذرٌ عليه

أن يبَرَّ بالقسم البوهيمي